الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > موريتانيا : إبداعات تحيي التراث في معرض للصناعة التقليدية

موريتانيا : إبداعات تحيي التراث في معرض للصناعة التقليدية

الثلاثاء 10 كانون الثاني (يناير) 2012


أشعلت الشموع داخل المركز الثقافي المغربي وقُص الشريط الأحمر إيذانًا ببدا إفتتاح معرض الصناعة التقليدية المغربية في العاصمة نواكشوط، حيث تحدث مدير المركز الدكتور محمد القادري الذي قال أن المعرض يهدف إلى تقديم نماذج من الموروث الثقافي المغربي في مجال الصناعة التقليدية والحرف اليدوية التي تستعمل المواد الطبيعية من جلود وخشب وغيرها، مضيفا المعرض إقيم بالتنسيق بين المركز ورواق علاء الدين في نواكشوط.

بعد انطلاق فعاليات المعرض بدأ الزوار بالتجول بين تلك المنتجات التقلدية، حيث بدو مشدوهين بتلك الصناعات التي يتداخل بعضهما مع الصناعة والموروث الثقافي الموريتاني، وقد إستقطب المعرض العديد من المواطنين الذين يبحثون عن عبق التاريخ ولمسات الفن الأصيل، حيث أكدوا أنهم وجدوا ضالتهم المنشودة في المعارض المخصص للصناعة التقليدية، مضيفين أنهم في أمس الحاجة إلى مثل تلك المعارض التي توقظ التراث من غفوته وتعيد الأجيال الشابة إلى الماضي الجميل الذي يحمل العديد من الدلالات والعادات العربية الأصيلة.

المعرض دفع العديد من الزوار إلى التوقف أمام فنون تمتد جذورها في الماضي العريق-حسب بعضهم- مؤكدين أن تلك المعروضات جسدتها عصارة ذهن بعض الفنانين في مجال الصناعة التقليدية من أدوات، وتحف وأوان تقليدية ما تزال تشهد على أزمان غابرة، حيث اكد المواطن أحمد ولد السالك للعرب اليوم ان تلك الصناعات رغم اختلاف أحجامها و أشكالها ومواد صنعها، تعكس صور مهن تراثية أساسها الإبداع الذي سخره الإنسان منذ الماضي البعيد لخدمة حياته اليومية، لتتحول منتجاته اليوم من أدوات للاستعمال إلى تحف للذكرى تحمل تاريخ الشعوب وبصمات الأصالة التي تبعث لدى الكثيرين الحنين إلى الماضي.

وقد تنوعت المعروضات من "الرحال" و منحوتات لسفينة الصحراء وبعض الأدوات التقليدية الأصلية من أواني للشاي وأباريق ركز القائمون على المعرض أن تحمل الكثر من ذكريات الماضي في الشكل والمضمون.

وقد تعددت أراء الحاضرين ورصد "العرب اليوم" تلك الآراء، حيث أكد البعض أن الصناعة التقليدية تعرف إقبالاً ملحوظًا بسبب أصالتها وما تحمله من عبق التاريخ، بينما يرى آخرون أن تلك المنتجات تبقى مجرد منحوتات يرغب البعض في مشاهدتها ويحب مغازلتها بالعين دون الجيب في أغلب الأحيان، وقد تنوعت القطع ذات البصمات التقليدية منها التماثيل، اللوحات ، الحقائب الجلدية، إلى جانب الحلي، ولو أن الواقع يؤكد أن اقتناءها في العاصمة نواكشوط مرهون في العديد من الأحيان بتوافد أصحاب الذوق والمال في آن واحد.

وقبل إسدال الستار على اليوم الأول للمعرض أجمع المشاركون على ضرورة الاهتمام بالصناعة التقليدية مؤكدين أنها تجمع بين الأبعاد المختلفة التي يمثلها ذلك القطاع الحر مضيفين أن المغرب وموريتانيا تعتبر ذاكرتان للحافظ على جانب كبير من أنماط الصناعة بكافة تجلياتها، وهو ما يحاول الصناع التقليديون اليوم الحفاظ عليه من خلال تطور الصناعة والمحافة عليها، مؤكدين أن ذلك تجلى في الدور الريادي الذي يلعبه الصناع التقليديون للحفاظ على استمرار ية المورث التقليدي خوفًا من اندثاره .

تقرير «العرب اليوم»