الصفحة الرئيسية > رأي > الطلاب في المغرب : عائدون ولكن...!

الطلاب في المغرب : عائدون ولكن...!

الجمعة 6 كانون الثاني (يناير) 2012


بقلم محمدو ولد اخليفة

أخيرا بدء معظم الطلاب الموريتانيين في المغرب حمل حقائبهم عائدون إلى أرض الوطن بعد قضاء أربعة أشهر في ضيافة المملكة المغربية الشقيقة. أربعة أشهر قضاها هؤلاء الطلبة في الرحلات بين المدن المغربية يسيرون مع القطار أينما سار ومع الحافلة أينما اتجهت لم يعرفوا للراحة طريقا ولا للنوم طعما.

شباب في عمر الزهور شاءت لهم الأقدار أن يهاجروا عن وطن ضاقت عليهم أرضه بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا مفر من الغربة إلا إليها فقرروا أخيرا أن يهاجروا...

وصل إذا طلاب موريتانيا في شهر سبتمبر من العام الماضي أرض المملكة المغربية الشقيقة، واستقبلهم هناك اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين في المغرب -مشكورا على ذالك – هناك وفي الرباط بدأت قصة المعانات والمتاعب, بدأت قصة الأحلام والبحث عن المستقبل لأفضل, بدأت إذا قصة البحث عن التسجيل...

طبيعي أن يكون أول فصل من فصول هذه القصة زيارة سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتانية في الرباط من أجل الاستعلام عن متطلبات التسجيل في المغرب و في السفارة قيل للطلبة الجدد إنه لا بد من الحصول على موافقة مبدئية من الجامعة لكي يتم توجيه الملف إليها عن طريق الوكالة المغربية للتعاون الدولي، وأن هذه الأخيرة هي التي تتحكم في تسجيل الأجانب بالجامعات المغربية.

شمر الطلبة عن سواعدهم وحملوا حقائبهم على أكتافهم وجابوا المغرب طولا وعرضا بحثا عن تلك الموافقة وأخيرا عادوا إلى السفارة مصحوبين بموافقات مكتوبة من الجامعات المغربية لتكتمل لديهم الفرحة: فرحة التسجيل ظنا منهم أن المشوار قد انتهى وأنه لم يبقي سوى الإجراءات الإدارية بين السفارة والوكالة وعاد كل طالب إلى حيث وجد الموافقة ليبد هناك مشواره العلمي والتحصيلي.

أرسلت السفارة الموريتانية ملفات الطلبة إلى الوكالة من أجل توزيعهم على الجامعات المعنية لكن هذه الأخيرة احتجزت الملفات ولم ترسلهم إلى الجامعات المعنية حتى اللحظة.هنا إذا بدأت المشكلة وبدأت معها أمال الطلبة في التسجيل تتدهور ,ناضل الطلبة ممثلين في اتحاد الطلبة في المغرب أمام سفارة بلدهم طمعا في إيجاد حل لهذه المشكلة لكن المسئولين في السفارة يقولون بأن المشكلة لا تتعلق بهم وأنهم لا يتحملون مسؤوليتها.

تفاقمت المشاكل إذا على الطلبة: طلاب جاءوا إلى المغرب على نفقاتهم الخاصة فاحتجزت الوكالة ملفاتهم وآخرون جاءوا إلى المغرب على نفقاتهم أيضا (150 طالب) وبتعهد من الوكالة المغربية بمنحة شهرية لم تصرفها في وقتها المعتاد لأسباب نجهلها.

اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين في المغرب ناضل من أجل حل هذه المشكلة لكنه أخيرا استسلم، وقال إن المشكلة أكبر منه بكثيــــر.

رمت موريتانيا إذا بفلذات أكبادها إلى المغرب تاركتا إياهم يعيشون مأساة حقيقية في الغربة وفي بلد يصدق فيه المثل الشعبي (درهمك يرحمك). لكن موريتانيا لم تحرك ساكنا من أجل حل هذه المشكلة أو حتى الاعتراف بها كمشكلة.

أليس حريا بنوابنا المحترمين داخل البرلمان - الذين يمثلون للشعب ويتقاضون مرتباتهم من الضرائب التي تؤخذ عليه - أليس حريا بهم أن يسألوا سيادة وزير الخارجية عن الأسباب الكامنة وراء معاناة للطلبة في المغرب، وماذا قدمت سفارة موريتانيا في المغرب من أجل حل هذه المشكلة التي لا يعترف بها السيد الوزير أصلا، والذي قال إن العلاقة بين نواكشوط والرباط على أحسن ما يرام؟.

ألا يعلم السيد الوزير أن الطلبة الموريتانيين في المغرب يعاملون معاملة الأجانب أو أقل من ذالك داخل سفارة بلدهم؟ هذا إذا باختصار هو ما يلاقيه الطالب الموريتاني في الخارج.

الوقت إذا بدأ ينفد وآمال الطلبة المتبقين في المغرب في حل مشكلتهم بدأت تتلاشي ولم يبق أمامهم! من خيار سوي العودة إلى الوطن المسلوب.

وطن كتب عليهم أن يتغربوا عنه مكرهين وأن يعودوا إليه مكرهين ولنا بعد العودة لقاء بإذن الله!.

محمدو ولد اخليفة