الصفحة الرئيسية > الأخبار > سياسة > حزب الحراك الشبابي ينتقد تصريحات نائب رئيس تواصل — نص البيان

حزب الحراك الشبابي ينتقد تصريحات نائب رئيس تواصل — نص البيان

الثلاثاء 13 كانون الأول (ديسمبر) 2011


نواكشوط (موري ميديا) — انتقد حزب الحراك الشبابي (الأغلبية) بشدة تصريحات نائب رئيس تواصل خلال المهرجان الذي نظمه شباب تواصل يوم الأربعاء الماضي. وكان نائب رئيس تواصل وعمدة بلدية دار النعيم الشيخان ولد بيب قد وجه انتقادات شديدة اللهجة للأغلبية بما فيها حزب الحراك الشبابي. وأكد الحراك الشبابي في بيان وزعه على وسائل الإعلام أن هجوم ولد بيب «غير مبرر» و «يحيل للطبيعة الإقصائية المتأصلة لدى البعض».

نص البيان :

«في الوقت الذي تشهد الساحة السياسية حراكا متسارعا بناء على النتائج الايجابية التي تمخض عنها الحوار الوطني و التي تعزز تكريس الديمقراطية وترسى دعائم دولة القانون والمؤسسات التي ينشدها الجميع، وتحرص القيادة الوطنية على التأسيس لها، مما يفترض ان يساهم في التهدئة وفتح المجال أمام الفرقاء للدخول في منافسة ديمقراطية يطبعها جو من السكينة افتقرت له الساحة ردحا من الزمن.

إننا في الحراك الشبابي قد نتفهم سياسة الهروب إلى الإمام والقفز على المربعات والتنصل من الحوار التي دأبت عليها أطراف لا يتجاوز إيمانها بالديمقراطية قدر المكاسب التي يمكن أن تحقق, ولا تتوانى عن اللعب بكل الأوراق عبر خطابات ممجوجة للتغطية على فشلها وإفلاسها الذي وصل حدا بات المتتبع البسيط لمجريات الأحداث السياسة المتلاحقة يدرك أن أعلى سقف يمكن أن تصله لا يتجاوز 7 في المائة في أحسن أحواله, وتمعن هذه الأطراف في حساباتها الخاطئة من خلال إسقاطات في غير محلها ومقارنات بفارق متناسية ان استيراد النماذج الجاهزة سيصطدم بواقع خصوصية مجتمعنا مع تثميننا وتقديرنا عاليا لنضالات تلك الشعوب في سبيل الحرية والعدالة التي جاءت في سياق يختلف عن واقعنا الذي يمتاز بوجود معظم الطيف السياسي الوطني في البرلمان والمجالس البلدية، وعدم منع أي مجموعة سياسية من العمل.

ومواصلة للعزف النشاز لهذه الأطراف طالعنا باستغراب الهجوم غير المبرر لنائب رئيس حزب "تواصل" على حزبنا الحراك الشبابي من أجل الوطن، في ندوة نظمها شباب هذا الحزب عندما قال " حينما تظاهر بعض الشبان مطالبين بالإصلاح قرر ولد عبد العزيز منحهم حزبا سياسيا ..."

إن اختزال خيار مجموعة شبابية مهما كانت مواقفها بهذه الصورة "الكاريكاتيرية" يحيل للطبيعة الإقصائية المتأصلة لدى البعض "صاحب الحقيقة المطلقة " مهما حاول التغطية عليها.. ويخلق عداوات لا تخدم أحدا، وجهلا أو تجاهلا لمسار نضالي لمجموعة سبقت ميلاد الربيع العربي استشرفت آفاق المستقبل ـ لمن خانته الذاكرة، عقدت لقاء موثقا يونيو 2010 بقيادة تواصل ـ ولم تكن تريد شغل نفسها بمعارك جانبية، محددة عدوها في الفقر والجهل والمرض، مؤمنة أن خلافات أبناء موريتانيا في جلها خلاف في المناهج للوصول للأصلح.

لقد كانت بعض مطالب شبيبة تواصل تأكيدا لمطالبنا التي رفعناها منذ انطلاقة الحراك وحتى في المشاريع التي سبقته " الشباب يريد المشاركة في صنع القرار .. يريد أدوارا حقيقية مؤثرة، ، يريد أن يقدم بنفسه وبلسانه مشاكله وهمومه وقضاياه ، يريد أن يشارك في حمل هموم وطنه ومجتمعه ، وصناعة مستقبله الزاهر"، هذه المطالب يمكنكم الإطلاع عليها في أدبياتنا والتغطية الصحفية لمهرجاناتنا وكنا ننادى بالإشراك الفعلي للشباب داخل الأحزاب الأخرى لكن هذه المطالب لم يكن فيما يبدو مرحبا بها داخل قيادة الأحزاب وهذا ما جسده بأمانة نائب رئيس حزب تواصل، ومع ذلك فإننا مستعدون للتنازل عن الأسبقية في طرح هذه المطالب إذا ما لبت قيادة تواصل هذه المطالب التي يمكن أن تدفع بالشباب إلى واجهة الحزب .

إن الشعار الذي رفعه شباب تواصل ووضع الندوة تحت عنوانه لا يستدعى بالضرورة إستفزاز فئة معتبرة من شباب هذا البلد ـ لا يوافق تواصل في طرحه الوعظي العاجز عن تقديم حلول علمية لمشاكل البلد مستغلا العاطفة الدينية للعامة ـ بقدر ما يحتاج لقراءة موضوعية وعقلانية لأسباب اختيار الشباب الخروج من العباءة التقليدية للأحزاب التي تحشره في منظمات شكلية تحمل العبء الحقيقي للعمل السياسي وتستبعده من المشاركة الفعلية في صنع القرار.

إن ما يريده الشباب عموما، والموريتاني على وجه الخصوص وما يتطلع إليه في الجولة القادمة، التخلى عن سرقة نضالاته، يريد أن يكسر مقولة الثورة يجني ثمارها الجبناء، الشباب لم يعد بحاجة لمن يتخذ القرارات نيابة عنه.
يريد ان يشارك في صنع مستقبل بلاده بعيدا عن التيارات والأحزاب السياسية المهوسة بنظرية المؤامرة، التي تنسب المبادرات الشبابية الناجحة المغايرة لنهج هذه الاحزاب، لغيره ، أما التي تلقى هوى في نفسها فتضيفها لنضالاتها التي تبقى بين ظفرين.

لكن ما لا يريد الشباب الموريتاني الميوعة في المواقف بين المعارضة والأغلبية، ما لا يريد هو التخلي عن المبادئ لكسب منافع دنيوية، والتناقض بين إشهار العداء لإسرائيل والمشاركة والدفاع باستماتة عن حكومة تقيم علاقة دبلوماسية مع هذا الكيان.

ما لا يريد الشباب الموريتاني هو اتخاذ قرار إعلان "الثورة" في موريتانيا من الخارج و عدم القدرة على التخلص من عقلية العمل السري، ما لا يريد هو تحكم منطق الجهوية داخل الهيئات الحزبية.
ما لا يريد الشباب الموريتاني هو تقاسم الأدوار في الاعتدال والتطرف وداخل النظام وفي المعارضة، ما لا يريد هو تزكية على بياض لمن هب ودب وفي أحيان عديدة لمن لا يستحق مع العلم بذلك؛ تزكية تلحق بنهايتها كلمة وما أزكى على الله من أحد إبراء للذمة.

ما لا يريده الشباب الموريتاني الاتكاء على انجازات الآخرين في بلدانهم ووضعها ضمن سلة من لا يستحق ممن لا يملك ، من حمله الحظ في غفلة من الزمن للواجهة، نكاية بأنظمة كانت تدعي أفكارا ورؤى منها براء، دفع أصحابها ثمن ذنب لم يغترفوه، ما لا يريده الشباب الولاء للتنظيمات الدولية التي تملى توقيت الثورات وتقدم التوجيهات.

ما لا يريده الشباب الموريتاني استغلال فقر وحاجة المواطن، واستغفاله، وخلط العمل الخيري بالسياسي رغم أن ما يُمَن عليه في حقيقته زكاة وعطايا كانت موجه إليه من بلدان العالم الإسلامي الموسر.

ما لا يريده الشباب الموريتاني هو استغلال العاطفة الدينية لأقرانه وبطالة بعضهم ـ في ظل ضعف الدولة وغيابها الموروث عن تراكمات سابقة ـ واختطافه وتكبيله تحت الضغوط السالفة الذكر.

تلك ألاعيب مللناها ولم تعد تنطلي على أحد، يقبل بها قلة من السذج وعندما يكتشفون اللعبة في الوقت المناسب ينسحبون، أو ثلة ممن تلطخت ذممهم فيجدون أنفسهم ملزمين بمواصلة الطريق، أو كثرة ممن يستفيد من مغانم هذا الخيار السياسي الذي يتدثر بمسوح دينية ذرا للرماد في العيون.

لقد عرفنا ما تريدون و المنحصر في دق طبول حرب أنتم آخر من يريد دخولها اللهم من باب جمع الغنائم فهل عرفتم ما لا نريد؟

اللجنة الإعلامية لحزب الحراك الشبابي من أجل الوطن»