الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > موريتانيا تقطع الشك باليقين وتعبر نحو التعايش مع الكوفيد وتوقف الفحوص

موريتانيا تقطع الشك باليقين وتعبر نحو التعايش مع الكوفيد وتوقف الفحوص

الأحد 19 تموز (يوليو) 2020


قطعت موريتانيا الشك باليقين وقررت العبور نحو تعايش مع وباء الكوفيد، في خطوة تجسدت في وقف الفحوص وفتح المساجد والفنادق والمقاهي، والتركيز على الإصابات الحرجة.
وسجلت وزارة الصحة الموريتانية، في آخر حصيلة رسمية، 227 إصابة رفعت إجمالي الإصابات إلى 3519، تعافى منها 1074 مصاباً، وتوفي 115.
وأعلنت وزارة التجارة والسياحة الموريتانية، ضمن إجراءات التعايش مع الوباء، فتح المطاعم والمقاهي والفنادق وفقاً للضوابط والإجراءات الاحترازية ، في إطار خطة تخفيفية غرضها دفع عجلة الاقتصاد.
وطالبت مرتادي الشواطئ بأخذ الحيطة والحذر والتباعد الاجتماعي.
وكانت السلطات قد أغلقت في الـ 19 من شهر مارس/ آذار الماضي كافة المطاعم والمقاهي في البلاد، وذلك ضمن خطتها الاحترازية لمنع تفشي فيروس «كورونا» المستجد، مع سماح بتوفير خدمة التوصيل المنزلي.
وقررت وزارة الصحة الموريتانية، حسب مصدر طبي، إيقاف جميع الفحوص المرتبطة بالكشف عن مرض الكوفيد.
وأكد الإعلامي المدون حبيب الله أحمد، في تعليق له على الإجراءات الصحية الجدية، أن «الحكومة قررت نمطاً جديداً من التعامل مع الوباء يتمثل في عدم مطاردته ونصب كمين له في حالات الاشتباه، وهو نمط يبدو منطقياً، خاصة وأن توسع الفحوص نجم عنه توسع الإصابات».
وقال: «فإذا كانت الإصابات تتزايد و98% منها بلا أعراض وبعض المصابين لديهم أجسام مضادة تؤكد مرورهم بالفيروس وتغلبهم عليه مناعياً ونسبة الشفاء ترتفع ولو بتذبذب.. فما الفائدة من إزعاج الناس يومياً بالحديث عن 10 إصابات من كل 100 فحص يومياً؟».
وأضاف: «تخلق تلك الأرقام جواً نفسياً ضاغطاً على المواطن، وهي لا تعطي مؤشرات ثابتة يمكن الركون إليها لرسم خريطة وبائية محلية يوثق بها، لكنها ستتركه للزمن، ولكن عند ملاحظة أعراض مرتبطة به تخضع المشتبه فيه للفحوص».
وتابع: «كل الفيروسات تعيش بيننا عالة علينا متخفية، ولولا فحص من تظهر لديهم أغراضها لحملناها»، وتساءل: «هل هذا التوجه سليم ومقبول؟ فأجاب: «بالنـــسبة لي نعم، هو أمرّ الحلوين على أي حال، لكنه ضروري لأسباب منها أن هذا ليس أول وباء فيروسي يضرب العالم، ولم يحدث حتى مع ملايين الضحايا أن استسلمت البشرية لوباء مهما كانت فداحة ثمنه، ويخفف هذا التوجه الضغط النفسي على المواطنين المرعوبين، ومنها أنه «ما دامت الأعراض منعدمة لدى 98% من المصابين وحالات الشفاء تــتزايد، حتى بين مسنين لديهم أعراض مزمنة، والحالات الحرجة تتجاوز مرحلة الخطر بسرعة».
وفي معالجة أخرى، أكد الإعلامي الحسين محنض، على جملة حقائق، منها «أن فيروس كورونا ليس بتلك الشراسة في موريتانيا لأسباب، منها أنه لم يصل إلى البلاد إلا في فترة الصيف وبعد ضعف تأثيره، ولذلك فالتــــجربة اليومية للمرضى ومعايشيهم جعل أغلب الموريتانيين يتعاملون باللامبالاة مع الفيروس، وإن كان ذلك لا ينبغي؛ لأن الفيروس ينطوي على نوع من الخطورة بـــالنسبة لبعض الأشخاص».
وقال: «الحقيقة الثانية أن الفــيروس تسلل إلى الداخل كما تسلل إلى نــــواكشوط بـــسبب عدم ضبط الإغلاق بين المدن ضبطاً محـــكماً، وهو الآن واسع الانتشار في الداخل والذي يــقلله هو فقط قلة الفحوص»، مضيفاً: «الحقيقة الثـــالثة أنه لا حل يلوح في الأفق له سوى الاحتراز منه بالكمامات والتباعد الاجتماعي، خاصة لكبار السن وذوي الأمراض الخطيرة وعزل المصابين، وعدم عرقلة انتشاره لاكتساب مناعة القطيع قبل حلول الشتاء المقبل، لأن الخبراء متفقون على أن معادلة كورونا لا تحتمل الوسط؛ إما الإغلاق الشامل لاحتواء الفـيروس، وقد فشلنا في ذلك من خلاله بسبب طبيعة مجتمعنا وكثرة التسلل والوساطات والتراخــــيص، وإما العمل على اكتساب مناعة القطيع من خلال تركه ينتشر بطريقة مسيطر عليه خلالها».
وأظهرت الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الموريتانية أمس وصول نسبة الشفاء من «كورونا» في موريتانيا إلى 30.52‎%‎ لأول مرة منذ تفشي الوباء في مارس الماضي.
ووصلت نسبة شفاء الحالات حاجز 30‎%‎ بعد وصول مجموع حالات الشفاء أمس إلى 1074، من أصل 3519 إصابة ، من بينها 116 حالة وفاة.
وتراجعت النسبة المئوية للوفيات من أصل عدد الإصابات بالفيروس من 4.2‎%‎ قبل أسبوع ، إلى 3.3‎%‎ الأربعاء.

المصدر : «القدس العربي»