الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > اعتقالات في موريتانيا تثير المخاوف من تراجع حرية التعبير

اعتقالات في موريتانيا تثير المخاوف من تراجع حرية التعبير

الأربعاء 4 آذار (مارس) 2020


السالك زيد-نواكشوط

سمع الروائي والصحفي الشاب شيخ نوح نائب رئيس التحالف من أجل إعادة تأسيس موريتانيا، بخبر اعتقال أحد أعضاء التنظيم، فذهب إليه للاطمئنان عليه ومعرفة أسباب الاعتقال، لم يخطر بباله أنه ذاهب برجليه إلى الاعتقال.

كانت الشرطة تمتلك لائحة من الأسماء تنوي اعتقال أصحابها، بعض هؤلاء ضمن تنظيم التحالف من أجل إعادة موريتانيا والبعض الآخر في حراك "نريد موريتانيا علمانية".

وفي تصريح للجزيرة نت، يقول الشيخ نوح إنه لا يعرف سببا واضحا لاعتقاله أو اعتقال رفاقه فيما بعد الذين زاد عددهم على عشرة، موزعين على عدة مفوضيات شرطة.

ظروف سيئة
يتحدث الشيخ النوح عن معاناة كبيرة عاشها رفقة زملائه طوال الأيام التي قضوها بين المفوضيات ولا يزال بعضهم يعيشها حيث لم يطلق سراحهم بعد.

ويقول الشيخ نوح للجزيرة نت، إنه عندما ألقي عليه القبض لم يسمح له بالاتصال بذويه أو محاميه، ووضع مع أربعة أشخاص في زنزانة أقل من ثلاثة أمتار مربعة، ويستخدمونها كحمام وفيها كل ما يتصوره الإنسان من الروائح الكريهة.

ويضيف الشيخ نوح أن الشرطة فتشت هواتفهم وسربت خصوصيات بعضهم، كما لم يسمحوا له بزيارة طبيب، خاصة أنه يعاني من مرض مزمن، إلا عندما تدخلت جهات من بينها نقابة الصحفيين التي يعتبر عضوا فيها.

ويعتبر الشيخ نوح أنه لم يحصل على كامل حريته لأنه ما زال تحت المراقبة، ويجب أن يوقع كل يوم عند الشرطة، ورغم مرور أزيد من أسبوع على اعتقال زملائه أكد أن ظروفهم لم تتغير.

ويكتفي عبد الله سالم ولد يالي، وهو أحد المعتقلين الذين أطلق سراحهم، بالقول للجزيرة نت "لم أعرف سبب اعتقالي ولم أعرف سبب إطلاق سراحي، يبدو أن الأمن لا يعرف ما يريد، وقد احتجزنا في مكان لا يمكن وصفه، إنه أسوأ من السوء".

تراجع في الحريات
وتعليقا على حوادث الاعتقال، نشرت منظمة العفو الدولية بيانا تطالب فيه السلطات الموريتانية بإطلاق سراح المعتقلين فورا، واعتبرت أن هذا الاعتقال يدخل في إطار التضييق على حرية التعبير والتجمع، مطالبة الحكومة الموريتانية بضرورة الإصغاء للجميع.

المنسق العام لحركة "نستطيع" المعارضة التي نشرت بيان تنديد بالاعتقالات الأخيرة، الناشط الصحفي الربيع ولد إدومو اعتبر في تصريح للجزيرة نت، أن هذه الاعتقالات تعتبر تراجعا واضحا لحرية التعبير في البلد، وهو أمر غير مشجع على التفاؤل في هذا المجال، خاصة أن النظام الحاكم ما زال في بداية عهده.

وندد الربيع ولد إدومو بما أسماه "تشويه الناشطين" من خلال ربطهم بمواضيع لا تتعلق بعملهم، وكذلك نشر اتهامات مزيفة للرأي العام.

اعلان
ورفضت محامية الناشطين المعتقلين عيشة السالمة المصطفى التعليق على موضوع الاعتقال، لكنها أكدت للجزيرة نت أن ملفهم انتقل من الشرطة إلى أمن الدولة، وسيعرضون على وكيل الجمهورية لاحقا.

رفض للتحرك
وأكد نائب التحالف من أجل إعادة تأسيس موريتانيا، الذي أطلق سراحه بضمانة من محام، بأنه أثناء التحقيق كانت الشرطة تستجوبه عن مواضيع عشوائية، مرة عن التنظيم ومرة عن علاقته بمجموعات على واتساب، ناقش فيها البعض أمورا دينية.

وأضاف أن الشرطة كانت تريد منه أن يقول لها ما تريد وليس الحقيقة، معتبرا أن كل هذا يراد من ورائه ضرب الحراك السياسي الذي بدؤوا تأسيسه في موريتانيا، لأنهم يرون أن النظام الموريتاني لم يغير الواقع بعد ويريد ترويج الوهم للشعب الموريتاني.

المصدر : الجزيرة