الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > انتخابات موريتانيا بين "مكائد" جنرالات الجيش و"انتصار" ديمقراطي غير مسبوق

انتخابات موريتانيا بين "مكائد" جنرالات الجيش و"انتصار" ديمقراطي غير مسبوق

الأربعاء 3 تموز (يوليو) 2019


ناقشت صحف عربية الانتخابات الرئاسية في موريتانيا بعد فوز مرشح الأغلبية الحاكمة محمد ولد الغزواني بالجولة الأولى من الانتخابات بعد أن حصل على 52 بالمئة من أصوات الناخبين، في الوقت الذي رفضت فيه المعارضة نتيجة الانتخابات.

وتباينت آراء كتاب في الصحف بين مَن يعتبر المشهد الانتخابي في موريتانيا "انتصاراً" لما تقدمه من نموذج التداول السلمي للسلطة ونهاية حكم الزعيم الأبدي، وبين مَن يتحدث عن مكائد بعد الانتخابات ويرصد محاولات للتضييق على الحريات.

"تطور غير مسبوق"

يقول حمود أبو طالب في "عكاظ" السعودية: "لقد فاجأتنا موريتانيا بما حدث فيها مؤخراً عندما لم يرتكب الرئيس محمد ولد عبد العزيز حماقة العبث بالدستور وفرض نفسه لولاية جديدة بتحشيد حاشيته وأعوانه وأنصاره. صحيح أن الذي فاز كان مؤكداً فوزه، لكن رغم أي شيء لم يكن ذلك المرشح هو الرئيس كما جرت العادة في بلدان أخرى".

ويضيف: "كانت تجربة ديمقراطية جميلة حدثت دون صخب وتوتر وصراع وفوضى، ليت بقية الجمهوريات تتعلم منها".

ويصف حمادة فراعنة في "الدستور" الأردنية المشهد السياسي في موريتانيا بأنه "انتصار".

ولد الغزواني، جنرال "يخلف" جنرالاً في حكم موريتانيا
موريتانيا تشهد أول انتخابات "لتداول السلطة سلميا" منذ استقلالها قبل حوالي 60 عاما
ويقول: "قد لا تكون انتخابات الرئاسة الموريتانية نموذجية، وقد سادها بعض التجاوزات والسقطات وحتى التلاعب، من وجهة نظر المعارضة التي سجلت اعتراضاتها على سير الإجراءات والطعن بها، وقد تكون المعارضة مُحقة في اعتراضاتها، وقد لا تكون، لأنها لم تتعود على أصول اللعبة الديمقراطية، ولكن أن تتم الانتخابات الرئاسية في موريتانيا البلد الفقير المحافظ، فهذا تطور مهم، ومهم جداً، وأن لا يترشح الرئيس الممسك بالسلطة وأن يقبل أن يترشح بديل عنه حتى ولو كان صديقاً أو حليفاً له، فهذا تطور غير مسبوق لدى رؤساء بعض الجمهوريات العربية".

ويضيف الكاتب: "نفرح لموريتانيا ونتطلع إلى نقل هذه التجربة وإشاعتها في الجمهوريات لإنهاء حكم الزعيم والقائد والملهم إلى الأبد".

ويقول موقع "الموريتاني"إن الاستحقاقات الرئاسية الموريتانية "استثنائية في تاريخ البلد" وإن النجاح حالف محمد ولد الغزواني مرتين.

ويضيف: "فأما النجاح الأول فكان نتيجة حسن أدائه الرفيع الذي ما فتئ يقوم به حتى آخر أنفاس الحملة وذلك من خلال ما تحلى به من سلوك سياسي قويم... وأما النجاح الثاني فكان بتماسك وواقعية مفاصل برنامجه الانتخابي الذي ما شابه أي انحراف وقد لامس في مجمل محتوياته تطلعات الشعب وعبر عن أمله في تحقيق العدالة المشتهاة".

"مكيدة الجنراليْن"
من الناحية الأخرى، أبرزت صحف التظاهرات التي شهدتها موريتانيا مؤخراً وتوقيف 100 أجنبي على خلفية اتهامات بمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار.

وينقل أحمد ولد سيدي في "العربي الجديد" اللندنية قول وزير الداخلية الموريتاني أحمد ولد عبد الله إن هناك محاولة من "قوى أجنبية، لم يحددها، ركوب موجة الولاية الثالثة للرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، وعندما فشلوا في ذلك حاولوا التظاهر في الشوارع مع بدء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية قبل إعلان النتائج من طرف اللجنة المختصة".

ويشير موقع "الأخبار" الموريتاني إلى تفسير مشابه، إذ يقول: "قال المترشح الرئاسي المعارض بيرام ولد الداه ولد اعبيدي إن الأحداث التي شهدتها موريتانيا بعد الانتخابات ناتجة عن مكيدة ممن وصفهما بالجنرالين في إشارة إلى الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز والمترشح للرئاسة محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني".

ويتساءل أبيه ولد محمد لفضل في موقع "أخبار الوطن" الموريتاني: "من المسؤول الأول عن منع الموريتانيين من الاحتفال بعرس انتقال السلطة بدون انقلاب؟"

ويقول: "صحافة البطون والجيوب تشجع التضييق على الحريات وقطع الإنترنت، نحن ضد التظاهر غير المرخص وكذلك قطع الإنترنت الذي منع ثلاثة ملايين من التفاعل مع عرس انتخابي تاريخي، ولأول مرة سيغادر رئيس السلطة في موريتانيا بدون انقلاب والبيان رقم 1. لا للتظاهر غير المرخص ولا للتضييق على الحريات".

المصدر : BBC