الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > موريتانيا تحذر من زيف دعايات حول قضايا حقوقية تمس وحدتها

موريتانيا تحذر من زيف دعايات حول قضايا حقوقية تمس وحدتها

الخميس 14 أيلول (سبتمبر) 2017


حذرت موريتانيا على لسان التراد ولد عبد المالك المفوض الحكومي لحقوق الإنسان أمس مما سمّته «الدعايات الزائفة التي تمس وحدتها التي يروجها المتربصون بوحدة الشعب الموريتاني.

وجاءت تصريحات ولد عبد المالك خلال كلمة له أمام الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، وبعد مرور أيام قلائل على ترحيل الأمن الموريتاني حقوقيين أمريكيين مدعوين من طرف هيئة حقوقية محلية لزيارة موريتانيا.
واستعرض الأشواط التي قطعتها موريتانيا، حسب قوله، «في مسيرة بناء دولة القانون، وما تقتضيه من ترقية وحماية لحقوق الإنسان وتكريس للعدل والإنصاف، والقضاء على مختلف أسباب التمييز والتفاوت بين المواطنين».

وقد حاول لاري أندري السفير الأمريكي في موريتانيا في مقابلة مع موقع «صحراء/ميديا» الإخباري الموريتاني المستقل، محو آثار التوتر التي خلفتها حادثة ترحيل الحقوقيين الأمريكيين من مطار نواكشوط الدولي الجمعة الماضي.
وأكد «أن السفارة الأمريكية بنواكشوط اتصلت مع الحكومة الموريتانية في شهر حزيران / يونيو الماضي بخصوص زيارة الوفد الحقوقي الأمريكي ووضعت برنامج زيارة الوفد بين أيدي المسؤولين المعنيين بشكل رسمي، وهذا ما جعلها تعرب عن قلقها في إثر عملية الترحيل».

وأوضح السفير «إن الوفد الحقوقي الأمريكي جاء إلى موريتانيا للتعلم من تجربة الحكومة فيما يخص القضاء على العبودية، كما أنه حضر تلبية لدعوة من بوبكر ولد مسعود رئيس منظمة «نجدة العبيد» الذي سبق أن زار الولايات المتحدة الأمريكية لتبادل الخبرات مع الهيئات المدعوة. «

وقال: «أريد أن يفهم الموريتانيون بأن هؤلاء الأفراد كانت لديهم نيات طيبة وأرادوا بكل صدق معرفة موريتانيا، وقد أخبروني بذلك، وأرادوا أن يتعلموا من موريتانيا، لا أن يقدموا دروسا، فلديهم احترام كامل للدولة والشعب الموريتاني، وعند ما طلب منهم المغادرة، فعلوا ذلك، وقالوا أشياء إيجابية عن ذلك»، على حد تعبيره.

وهاجم مدونون وكتاب موريتانيون تنسيق هيئات حقوقية أمريكية مع منظمات حقوقية موريتانية ذات أجندة خاصة، حيث دون المختار ولد عبد الله المدير المساعد للتلفزة الموريتانية قائلا «للسفير الأمريكي المنتهية مأموريته في نواكشوط «سيد بعضهم»، لاري آندري ……أقول: «أمريكا أحوج إلى نضالك في سبيل القضاء على العنصرية المقيتة، «بالأرقام. العنصرية تتفشى ضد سود أمريكا»، فعد إليها وكل أزلامك معك، إن كنت حقا مناضلا ضد العنصرية وآثار العبودية».
وفي مقال تحت عنوان « إشكالية مخلفات الرق في البلاد ليست شأنا أمريكيا»، أوضح الدكتور محمد الأمين الكتاب الرئيس الأسبق لجامعة نواكشوط «أن أشخاصا من جنسية أمريكية حلوا بمطار أم التونسي الدولي يوم الجمعة 8 سبتمبر/ايلول2017 وبما أن هؤلاء الأشخاص لا يتوفرون على تأشيرات لدخول البلاد ولم يشعروا السلطات الوطنية المعنية قبل زيارتهم لبلدنا بدواعي ومبررات هذه الزيارة، قامت السلطات الوطنية بإعادتهم على أدراجهم من حيث أتوا، حيث وضعتهم على متن طائرة فرنسية متوجهة إلى باريس وهم الآن حسب بعض المعلومات يتأهبون للعودة إلى دكار للعمل من هناك على إنجاز المهمة التي أتوا من أجل تنفيذها».

«ويدعي هؤلاء الأشخاص، يضيف الكتاب، أنهم ينتمون لمنظمات غير حكومية أمريكية تهتم بمحاربة الرق وترمي من وراء مجيئها إلى موريتانيا للاطلاع على الممارسات الاستعبادية التي أبلغوا بوجودها في موريتانيا والتي يعتبرونها حقيقة قائمة لا شك في وجودها.

وقال: «ما يصدق على محاربة الاسترقاق يصدق على التجليات الأخرى للظلم والتسلط والعنف والقهر والاستبداد، ومن هذا المنطلق ربما كان من الأجدر منطقيا بهؤلاء الأشخاص الذين جاؤوا إلى بلادنا لمواجهة العبودية، التي وإن كانت بعض مخلفاتها ما زالت موجودة في بعض مناطق البلاد النائية المنعزلة، برغم تحريمها رسميا وتجريمها قانونيا، فإن البلاد ولله الحمد لا تعرف أي اضطرابات ولا قلاقل ولا فتن ولا مواجهات عنيفة تهدد أمنها وانسجام وطمأنينة شعبها، بل إن السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار في البلاد يفوق بكثير ما عليه الأوضاع في كثير من البلدان المجاورة وغيرها».
وتابع الكاتب تأنيبه للأمريكيين قائلا: «ومن القضايا ذات الطابع الإنساني التي تستدعي تدخلا سريعا وحازما من قبل الحقوقيين الذين جاءونا على غير موعد، الأوضاع المأسوية في فلسطين المحتلة حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي يوميا العنف الجسدي ومصادرة المنازل واغتصاب الممتلكات والتهجير القسري، هذا هو الآخر عمل فظيع وانتهاك فاضح لحقوق الإنسان لا يجوز التغاضي عنه ولا السكوت عليه، ولا سيما من حقوقيين قد كرسوا وقتهم وأنفسهم للدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة، كما هو شأن ضيوف البلاد الأمريكان».

وزاد «بودي أن أقول بهذا الصدد: إن على بلادنا ألا تقبل بأي إملاءات من أي كان، فنحن أدرى بشؤوننا من غيرنا وأقدر على تدبيرها من سوانا، وعلينا كذلك ألا نقبل بحال من الأحوال تلقي دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان والأخلاق والمثل العليا وخاصة ممن لهم سجل معروف في التسلط والتجبر والعمل في السر والعلانية على تفكيك وشرذمة الشعوب وتهديد أمن وسلامة الأمم والسعي الدؤوب إلى بسط الهيمنة عليها والاستحواذ على مقدراتها وإلى استتباعها اقتصاديا وثقافيا وسياسيا.»

وخلص الكاتب للتأكيد: «بأنه يجب ألا يغيب أبدا عن أذهاننا أن الدول الغربية، وهذا ما أثبتته التجربة مرارا وتكرارا، وهيئاتها وآلياتها ومنظماتها أيا كانت اللافتة التي ترفعها لا تتدخل وتتغلغل في بلد إلا وزرعت فيه بذور الخلاف وعملت جاهدة على تفكيك نسيجه الاجتماعي وتفتيت مكوناته، وصولا إلى تقسيمه إلى دويلات فاشلة فاقدة لسيادتها وإرادتها، وما ليبيا والعراق وسورية عنا ببعيد».

المصدر : «القدس العربي»