الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > موريتانيا: الحزب الحاكم يدعو لقبول «النزال الديمقراطي العفيف»
موريتانيا: الحزب الحاكم يدعو لقبول «النزال الديمقراطي العفيف»
الأحد 9 نيسان (أبريل) 2017
خرج حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا أمس عن صمته في جو مشحون بالتجاذب السياسي بسبب دعوة الرئيس لاستفتاء حول تعديل الدستور، حيث دعا مكتبه التنفيذي «جميع الموريتانيين من داخل وخارج الطيف السياسي، في الأغلبية والمعارضة وبمختلف مشاربهم إلى العمل بما تمليه الروح الوطنية والسلوك المتحضر وقيم المسؤولية على التمكين للممارسة الديمقراطية التي تحترم إرادة الشعب وتمنحه حقا هو صاحبه وأصله دون منازع». وأكد الحزب على «ضرورة احترام إرادة الشعب في كامل سيادته لاتخاذ ما يراه مناسبا لتسيير شؤونه وتحديد المرجعيات المؤسسية والقانونية الضرورية لذلك، مع الحفاظ على الثوابت الدستورية المجمع عليها».
ودعا الحزب في بيانه المتسم بروح التهدئة «إلى قبول قواعد النزال الديمقراطي العفيف، على أرضية المشاريع والبرامج والأفكار، أمام الشعب الموريتاني، الذي هو الحكم الأول بين أطراف الساحة السياسية، والضامن فوق كل ذلك لهيبة وانتظام سير مؤسسات الجمهورية وفقاً لإرادة الشعب ولروح الدستور».
وتدارس المكتب التنفيذي، حسب البيان، خطة العمل المستقبلية المحضرة للاستفتاء المقرر، مثمناً ما سماه «مستوى التجاوب الشعبي والسياسي الإيجابي مع مضامين اللقاء الصحافي للرئيس محمد ولد عبد العزيز، يوم 22 آذار/مارس 2017، والذي دعا فيه الشعب الموريتاني للاستعداد للاستحقاقات المرتبطة بقرار تنفيذ استفتاء شعبي مفصلي حول التعديلات الدستورية المنبثقة عن الحوار الوطني الشامل، وذلك بعد تعطيل مسار المصادقة عليها إثر تصويت مجلس الشيوخ ضدها». واعتبر الحزب «أن الكلمة الأخيرة في هذه الحالة وفي غيرها ملك للشعب الموريتاني». وفيما أعلن الحزب الحاكم «عن التعبئة التامة على عموم التراب الوطني للانخراط في حملته، أكد المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة في مؤتمر صحافي أمس «ارتياحه لتوسع قاعدة رفض الاستفتاء بين صفوف المحامين والمدونين والفنانين وساحات المجتمع المدني». وأوضح المنتدى «أنه سيستخدم الوسائل القانونية السلمية كافة لإفشال عملية الاستفتاء التي يسعى النظام لفرضها خارج ترتيبات الدستور».
وضمن الأنشطة المعارضة للاستفتاء، أعلنت حركة «مان شاري غازوال»، الشبابية المعارضة عن تنظيم مسيرة رمزية تحت شعار «الدستور ما اجي ف المرجن» (باللهجة المحلية معناها الدستور لا يؤكل)، كتعبير عن رفضها لتجاهل الجهات المعنية وانشغالها بقضايا لا تمس الحياة المواطن البسيط الذي هو في أمس الحاجة لتحسين ظروفه المعيشية ودعم قدرته الشرائية».
وأكدت الحركة «أن هدف المسيرة هو توعية الجماهير بثقافة المطالبة بالحقوق والنضال من أجلها»، مشيرة إلى أن نشطاءها «يعكفون على إعداد وثيقة تسلط الضوء على واقع الظروف المعيشية للمواطن والدور الذي تلعبه الأطر التنظيمية ذات المطالب المجتمعية».
هذا وانشغل المدونون الموريتانيون تزامنا مع هذا الحراك، مطولاً في اليومين الأخيرين بتحليل خلفيات ومآلات تمرد مجلس الشيوخ على الرئيس وخروج أعضائه عن الطاعة. وتساءل المدون البارز محمد الأمين سيدي مولود في تدوينة لاقت أمس متابعة واسعة عن الدروس المستخلصة من تصريحات شيوخ المناطق الشرقية، قائلاً «هل هي بداية انفلات في ولاء «موريتانيا الأعماق» لنظام عزيز؟ وهل بدأ الأعماقيون يتحررون من ربقة الولاء العتيد لجميع الأنظمة؟ وماذا وراء الأكمة؟ وأكد المدون محمد الأمين الفاظل القيادي في المعارضة «أن من الأخطاء الفادحة التي ارتكبها نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز في حق نفسه هو أنه حدد ساحة للمعركة في غير صالحه، فمعركة تغيير العلم الوطني كانت لصالح المعارضة، وقد جلبت لها المزيد من الأنصار، كما أنها دفعت بعناصر من الموالاة إلى الإعلان عن مواقفهم الرافضة لتغيير العلم، هذا فضلاً عن دخول عناصر من الأغلبية الصامتة على الخط».
وأضاف «فأن يختار الرئيس الذي لا يعرف الفشل، البرلمان وفيه مجلس الشيوخ، وهو سلاح غير مضمون، لكسب معركة تجري في ساحة في غير صالحه، فذلك يعني بأننا أمام رئيس فاشل حتى وإن قال بأنه لا يعرف الفشل؛ لقد أحس الرئيس الذي لا يعرف الفشل في وقت متأخر جداً بأنه قد أخطأ كثيراً عندما أدرج تغيير العلم في الاستفتاء، ولذلك فقد بدأ يفكر في فصل تغيير العلم عن بقية المواضيع الأخرى، وسيكتشف الرئيس فيما بعد بأن مجرد الإصرار على تنظيم الاستفتاء ستكون له تكاليف كبيرة، بل وكبيرة جداً». وفي تعليق لها على التجاذب السياسي القائم، أكدت صحيفة «لوكلام» الصادرة بالفرنسية «أن الرئيس ولد عبد العزيز يتابع أجندته الخاصة بالاستفتاء دون أن يمنح أدنى اهتمام لتحذيرات المعارضة».
وأوضحت الصحيفة «أن المعارضة بدأت تنفيذ خطتها المضادة بما فيها تحسيس المواطنين وإطلاع الشركاء الخارجيين على الوضع الذي يدفع الرئيس البلد إليه». واستغربت الصحيفة «رفض الرئيس في مؤتمره الصحافي الأخير طلبات الحوار الموجهة إليه من أقطاب المعارضة ومن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أكد مرارا أنه لا يتلقى التعليمات من الخارج وأنه لا يمكن لأي مسؤول أجنبي أن يفاتحه في أمر يخص الشأن الداخلي».
المصدر : «القدس العربي»