الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > موريتانيا: المعارضة تنتقد تفريط الحكومة في انتهاج سياسة حسن الجوار

موريتانيا: المعارضة تنتقد تفريط الحكومة في انتهاج سياسة حسن الجوار

السبت 4 شباط (فبراير) 2017


أعربت المعارضة الموريتانية أمس عن قلقها العميق من الخطاب الذي تبثه وسائل الإعلام الرسمية والأوساط القريبة من السلطة، والذي يطبعه التوتر والتهديد وهز العضلات تجاه الجيران والأشقاء، بالتزامن مع خلق أدوات الفتنة الداخلية بالترخيص للأحزاب العنصرية والفئوية التابعة له، وتشجيع أصوات التطرف والتعامل معها كشركاء على حساب أصوات الحكمة والاعتدال».
جاء ذلك في بيان وزعه منتدى المعارضة أمس وندد فيه بما أسماه «اختلاق الأزمات الدبلوماسية وربطها بالحسابات الضيقة والأهواء الشخصية والمناورات المكشوفة».
وشددت المعارضة على «رفضها الشديد لارتهان مصالح الجاليات المقيمة في موريتانيا واستخدامها سلاحا ضد بلدانها، وذلك حرصا على سلامة ومصالح الجاليات الموريتانية في الخارج، وحفاظا على سمعة وتراث موريتانيا في حسن الضيافة والكرم». «وإن موريتانيا، تضيف المعارضة، بفعل موقعها الجغرافي والاستراتيجي، وواقعها الاقتصادي والاجتماعي وموروثها التاريخي والحضاري، تشكل نقطة التقاء وتوازن في المنطقة، وبالتالي، فإن مصلحتها ودورها وقوتها تكمن في انتهاج دبلوماسية حسن الجوار ومد يد الإخاء والتعاون لجميع الجيران، ضمن الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
وتابعت المعارضة تقول «إننا نريد لموريتانيا أن تكون البلد الذي يثق فيه جميع جيرانه ويطمئنون له، والبلد الذي يشكل عامل انسجام واستقرار في المنطقة، لأن ذلك وحده هو ما سيكسبها الرفعة والسمعة الدبلوماسية الحقيقية والمكانة والاحترام الدوليين، إننا نريد لها أن تكون ملتقى التبادل التجاري بين الشمال والجنوب، لأن ذلك وحده هو الذي يمكنه أن يضمن لبلد متخلف لا يتجاوز سكانه أربعة ملايين نسمة، في عهد الانفتاح والعولمة، أن ينمو اقتصاديا ويتطور تكنولوجيا، إننا نريد لموريتانيا أن تبقى كما كانت أرض التلاقي والتلاقح بين الحضارتين والثقافتين العربية والإفريقية في ظل الإسلام بسماحته وعدله واعتداله». وأكدت المعارضة على أنه «منذ استيلاء محمد ولد عبد العزيز على زمام السلطة في البلاد عرفت بوصلة علاقات موريتانيا الخارجية اتجاهات أصبحت مصدر قلق لكل الوطنيين ولكل المراقبين المهتمين بالبلاد، وقد تمثل ذلك بصورة جلية في سوء العلاقات مع الجيران والأشقاء والأصدقاء التقليديين».
ومرت بلادنا، تقول المعارضة، بتوترات لم يستطع أحد فهم أسبابها مع جمهوريتي الجزائر «ومالي، كما لا يزال هذا التوتر قائما مع المملكة المغربية رغم ما أبدته هذه الأخيرة من حسن النية عقب تصريحات «شباط» ومدها يد المودة والإخاء، وها هو التوتر يتجدد مع جمهورية السنغال، في أعقاب الوساطة التي قام ولد عبد العزيز في الأزمة الغامبية».
«لقد ارتاح الجميع، تؤكد المعارضة الموريتانية، لحل الأزمة الغامبية سلميا، لأن الأمر يعني تخليص شعب كان رهينة لطاغية لفترة تزيد على عقدين من الزمن، ولكن، ما الذي جنته موريتانيا في النهاية من هذه الوساطة؟ تتساءل المعارضة الموريتانية، هل كان الأجدر بنا أن نعمل على تخليص «يحيى جامي» وتمكينه من نهب ما تبقى من أموال شعبه، أم أنه كان الأجدر بنا أن نضع أيدينا في أيدي الشعب الغامبي ورئيسه المنتخب؟ ما هي المصلحة التي تجنيها بلادنا من توتير علاقاتنا مع جارتنا السنغال والسلطة الغامبية الجديدة ومع بقية دول مجموعة غرب إفريقيا في أمر كان يسعنا السكوت عنه، ألا وهو تدخل هذه الأخيرة في بلد عضو فيها بطلب من سلطته الشرعية وبتفويض من مجلس الأمن ومباركة من المجموعة الدولية؟ لماذا المبالغة في أننا جنبنا المنطقة حربا طاحنة، خصوصا إذا علمنا أن قائد أركان الجيش الغامبي صرح بأن قواته لن تطلق رصاصة واحدة في وجه قوات «الإيكواس» في حال تدخلها لإزاحة «جامي» وهو ما التزم به بالفعل؟».
«إننا في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، تضيف المعارضة، ندرك مدى الارتباك الذي ينتاب رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز في بحثه عن طريقة يستمر من خلالها في إحكام قبضته على البلد، بعد أن سد أمامه باب الترشح لمأمورية ثالثة، لذلك فإنه لن يتردد في افتعال الأزمات في الداخل ومع الخارج حتى يخلق وضعية يبدو فيها بقاؤه ضروريا لاستقرار البلاد».

المصدر : « القدس العربي»