الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > تحذيرات أميركية من هجمات محتملة لـ«داعش» في موريتانيا
تحذيرات أميركية من هجمات محتملة لـ«داعش» في موريتانيا
السبت 29 تشرين الأول (أكتوبر) 2016
حذرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، أمس (الجمعة)، رعاياها من هجمات إرهابية محتملة يخطط تنظيم داعش لشنها «على المدى القصير»، تستهدف المواطنين الأميركيين ومناطق تجمعهم في مدينة نواكشوط.
وقالت السفارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إنها تلقت معلومات من الإدارة الأميركية تفيد بمخطط لتنظيم داعش يستهدف الرعايا الأميركيين بنواكشوط، موضحة أن المعلومات تم الحصول عليها بعد رصد سلسلة مكالمات لقيادة تنظيم داعش يدعو فيها أتباعه إلى استهداف الرعايا الأميركيين في أكثر من نقطة حول العالم.
وأضافت السفارة في بيانها الأول من نوعه أن «هذه المعلومات تأتي في وقت دعت فيه (داعش)، في العراق والشام (داعش)، المنتسبين لصفوفها إلى شن هجمات إرهابية على مستوى عالمي في 2016»، من دون أن تقدم تفاصيل عن طبيعة هذه الهجمات الإرهابية المحتملة.
وطلبت السفارة من المواطنين الأميركيين المقيمين وغير المقيمين بنواكشوط توخي أقصى درجات الحذر، وإغلاق المنازل وتأمين السيارات والانتباه بقوة للمخاطر المحدقة، وتجنب الجلوس في المناطق المكشوفة على الأزقة والشوارع، والحذر عند ارتياد الأماكن التي تكون معهودة للرعايا الغربيين بنواكشوط.
في غضون ذلك لاحظت «الشرق الأوسط» تكثيف الإجراءات الأمنية في محيط مبنى السفارة الأميركية الجديد بنواكشوط، إذ بدأت منذ عدة أيام آليات عسكرية موريتانية على متنها عدد من الجنود ترابط أمام بوابة مبنى السفارة الذي لا تزال الأشغال متواصلة فيه، ومن المنتظر أن تنتقل له طواقم السفارة العام المقبل.
ولم يصدر عن الحكومة الموريتانية أي تعليق بخصوص تحذيرات السفارة الأميركية من هجمات إرهابية قد تشهدها نواكشوط، وهي التحذيرات التي تأتي في وقت اعتقلت فيه السلطات الموريتانية عدة خلايا مبايعة لتنظيم داعش، كانت آخرها خلية اعتقلت إبان تنظيم القمة العربية في نواكشوط شهر يوليو (تموز) الماضي، وتم سجن أفرادها البالغ عددهم 10 أشخاص، ولم تتم محاكمتهم حتى الآن.
وتتعامل السلطات الموريتانية بسرية كبيرة مع خلايا «داعش» التي يتم تفكيكها، إذ لا تعلن عن عملية الاعتقال إلا بعد مرور عدة أشهر، وتخضعهم لتحقيق سري معمق ومحاكمات سريعة قبل أن تودعهم في سجن عالي الحراسة، في غضون ذلك نفى الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ، في أكثر من مرة وجود أي علاقة بين المعتقلين و«داعش»، وقال إنهم «مجرد شباب متحمسين وغاضبين بسبب البطالة»، ولكن المراقبين يفسرون تصريحات الوزير بعدم رغبة السلطات الموريتانية في فتح جبهة مع «تنظيم داعش الإرهابي».
وخاضت السلطات الموريتانية خلال الفترة من 2005 - 2011 حربًا شرسة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وفروعه وخلاياه النائمة في نواكشوط، سقط خلالها عشرات الجنود الموريتانيين، فيما تمكنت من موريتانيا من توجيه ضربات مركزة لكتائب التنظيم في شمال مالي، كما اعتقلت معظم خلاياه النائمة بنواكشوط.
ومع أن تنظيم القاعدة شن عدة هجمات في موريتانيا، من ضمنها هجوم ضد السفارة الإسرائيلية وهجوم انتحاري قرب السفارة الفرنسية، إلا أنه لم يسبق أن شن محسوبون على تنظيم داعش أي هجمات في موريتانيا، وكان الأمن الموريتاني قد اعتقل قبل عامين خلية بايعت زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، في مدينة ازويرات بأقصى شمال شرقي موريتانيا، واتهمها بالتخطيط لشن هجمات نوعية خطيرة ضد مناطق حساسة في موريتانيا.
أما فيما يتعلق باستهداف المصالح الأميركية في موريتانيا، فسبق أن قتل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مواطنًا أميركيًا في نواكشوط عام 2009، عندما قام ثلاثة ملثمين بإطلاق النار على الأميركي كريستوف لانغيس في مقر عمله بالقرب من إحدى أسواق محافظة لكصر، شمال نواكشوط، ويعمل لانغيس مديرًا في منظمة غير حكومية تدعى «مؤسسة نورة للتنمية وإنارة طريق الأمل»، ونشط لسنوات في موريتانيا من خلال مركز التكوين والرعاية الاجتماعية بالمؤسسة، ويتولى مهام منها تقديم بعض الخدمات والرعاية للسجناء وأطفال الشارع.
من جهة أخرى تأتي التحذيرات الأميركية في ظل تهديد عواصم دول غرب أفريقيا من طرف تنظيمات إرهابية كثيرة، في مقدمتها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والمرابطون وتنظيم داعش، وسبق أن تعرضت كل من باماكو (عاصمة مالي) وواغادوغو (عاصمة بوركينافاسو) وأبيدجان (العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار) لهجمات دامية استهدفت مناطق تجمع الرعايا الغربيين، فيما تعيش عواصم أخرى كوابيس تعرضها لهجمات مماثلة.
المصدر : "الشرق الأوسط"