الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > تقارب جزائري ـ موريتاني لتعزيز الحرب على القاعدة

تقارب جزائري ـ موريتاني لتعزيز الحرب على القاعدة

السبت 3 كانون الأول (ديسمبر) 2011


الزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها الرئيس الموريتاني إلى الجزائر تعد الأولى منذ تولي ولد عبد العزيز السلطة في موريتانيا سنة 2008، حيث تأتي هذه الزيارة الرسمية في ظرف جد خاص بالنسبة لدول منطقة الساحل، أين يعتبر تنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أهم بنود التعاون بين الجزائر وموريتانيا، خاصة في ظل الظروف الراهنة والأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الساحل وعلى رأسها الأحداث التي شهدتها ليبيا والمخاوف من تمرير الأسلحة واستخدامها من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

واذا كان التنسيق بين الجزائر وموريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أهم محاور هذه الزيارة، فإنه من غير المستبعد أن يتناول رئيسا البلدين موضوع عضوية موريتانيا في مجلس الأمن والتي لقيت دعما من قبل الجزائر، في وقت تشهد فيه العلاقات بين موريتانيا والمغرب نوعا من الفتور بعد وقوف نظام المخزن ضد ترشح نواقشط لهذا المنصب ودعمها وتصويتها لصالح دولة بنين، حيث أن الدعم الجزائري لترشح موريتانيا عزز العلاقات بين البلدين, إضافة إلى أن المواقف الجزائرية والموريتانية تكاد تكون متوافقة بخصوص ما يحدث بالمنطقة العربية، وبالأخص مواقفهما من الثورة الليبية ومن المجلس الانتقالي وإعلان مسؤوليهما في العديد من المرات عن تنسيقهما للمواقف مما يجري بليبيا. كما دعمت الجزائر منذ أيام موريتانيا لتولي قيادة أركان دول الساحل والصحراء، وقدمت دعما ماليا يصل إلى أكثر من عشرة ملايين أورو، لتنمية الأقاليم الشمالية والغربية من مالي وهي الأقاليم التي تعتبر معاقل آمنة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

ويقول مدير تحرير وكالة الأخبار المستقلة بموريتانيا والمتابع للعلاقات الموريتانية ـ الجزائرية، الهيبة ولد الشيخ سيداتي، إن زيارة المسؤول الجزائري ومباحثاته مع الرئيس الموريتاني تندرج في سياقات عدة من أهمها الحديث المتزايد والمرجح عن توتر في العلاقة مع المخزن (النظام الرسمي) المغربي.

وأضاف أن هذا التوتر ارتفعت وتيرته بعد وقوف المغرب الشهر الماضي ضد وصول موريتانيا لعضوية مجلس الأمن وهو حلم موريتاني أوشك أن يتحقق لأول مرة لولا ترشح المغرب لهذا المنصب ودعمها وتصويتها لدولة بنين، مما أدى في النهاية لوأد الأمل الموريتاني. وأشارت صحف أخرى، إلى أنه في مقابل التحرك المغربي الذي اعتبرته نواكشوط غير ودي كانت الجزائر أحد أبرز الداعمين لترشح موريتانيا ونيلها عضوية مجلس الأمن وكان ذلك الحراك بمثابة القشة التي قصمت ظهر العلاقات المغربية ـ الموريتانية، وزادت بالمقابل من عمق وتحسن العلاقات على مستوى المحور الجزائري.

وبخصوص الزيارة التي قام بها الوزير المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إلى نواقشط، فإنه إضافة إلى تسليمه الدعوة الرسمية للرئيس الموريتاني لزيارة الجزائر، فقد التقى مساهل بوزير الخارجية والتعاون حمادي ولد حمادي أين قدم إلى جانب نظيره الموريتاني عرضا عن نتائج الدورة العاشرة للجنة المتابعة التي انعقدت بالجزائر ما بين 13 و14 نوفمبر المنصرم, كما تم تقديم اقتراحات للرئيس ولد عبد العزيز حول مستقبل العلاقات بين البلدين، إضافة إلى اقتراحهما خلال الدورة، خارطة طريق للسنتين المقبلتين حددت فيها الأولويات بالنسبة للتعاون الثنائي مع إعطاء حصة كبيرة لقطاعات التكوين والتعليم والطاقة والصيد البحري والفلاحة والصحة ومجالات أخرى. كما تم التطرق للأوضاع في المنطقة وفي منطقة الساحل تحديدا خاصة بعد التطورات التي تعيشها هذه المنطقة، وبحسب مساهل فإن هذا الوضع الذي تمر به المنطقة يعطي قناعة لقادة الدول المعنية بضرورة تعزيز التشاور والتعاون لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

المصدر : يومية «وقت الجزائر»