الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > ميثاق العبيد السابقين في موريتانيا يخلد ذكراه الثالثة.. ولا استجابة لمطالبه

ميثاق العبيد السابقين في موريتانيا يخلد ذكراه الثالثة.. ولا استجابة لمطالبه

الجمعة 13 أيار (مايو) 2016


قبل أيام قليلة خلّد "الميثاق من أجل الحقوق السياسية و الاقتصادية والاجتماعية لشريحة لحراطين" الذكرى الثالثة لتأسيسه من خلال مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة " مسجد المغرب" باتجاه ساحة " مسجد ابن عباس" وسط العاصمة نواكشوط، وقد جابت المسيرة معظم شوارع العاصمة، وطالب المشاركون فيها بتمكين شريحة لحراطين (العبيد السابقون ) من حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

مسيرة الميثاق التي شارك فيها قادته بالإضافة إلى ناشطين في المجتمع المدني وحقوقيين، وبعض رؤساء الأحزاب السياسية المعارضة اختتمت بكلمة ألقاها الرئيس الدوري للميثاق الأستاذ الحقوقي، ببكر ولد مسعود، رئيس منظمة نجدة العبيد، أكد فيها أن المطالب التى رفعوها عند تأسيس الميثاق منذ ثلاث سنوات لا تزال كما هي و الحكومة و رغم تقنينها لتجريم ممارسة الاسترقاق التي أشاد به، فإنها لم تحرك ساكنا من أجل تلبية مطالب شريحة لحراطين حسب قوله.

ويعود الميثاق إلى يوم 29 أبريل/ نيسان 2013 عندما أعلن بعض أطر شريحة لحراطين عن تأسيس إطار يجمع معظم أطر هذه الشريحة بمختلف توجهاتهم السياسية، ضمن موريتانيا الموحدة ،العادلة والمتصالحة مع نفسها، مقدمين وثيقة كان عنوانها الأبرز : قضية لحراطيـــن: الإقصاء المستمر.

وجاء في ديباجتها ما يلي أنه على "لا تزال موريتانيا تواجه تحد حقيقي متمثل في افتقارها إلى عقد اجتماعي جاد ومؤسس على قاعدة الانتماء المشترك لأمة موحدة. فواقع وتاريخ البلد يكرسان في جميع مراحلهما، إقصاءً سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا ممنهجا لشرائح عريضة من السكان؛وذلك على أساس الأصول أو التصنيف الاجتماعي. وبالأخص لحراطين، الذين يواجهون الظلم اليومي وانسداد الأفق وانعدام الفرص".

الأستاذ الناشط الحقوقي "المعلوم ولد أوبك" وهو أحد نشطاء الميثاق قال لـ CNN بالعربية إن الميثاق يعدّ "إطلاقًا لحركة مدنية ترمي لتحقيق مفهوم المواطنة الحقة المبنية على إشاعة العدالة الاجتماعية وتجسيد الحرية والمساواة بين المواطنين"، معتبرًا أنه جاء "يدًا ممدودة من أجل إعادة تأسيس مشروع سياسي وطني جديد قوامه الانعتاق الحقيقي لكافة المهمشين مهما كانت أصولهم وعلى رأسهم فئة لحراطين".

وتابع ولد أوبك: "الميثاق يبتغي القضاء على كافة أشكال الظلم والغبن والتهميش التي يتعرض لها كافة المحرومين في بلادنا، هذا التهميش الذي لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فحسب؛ بل يتعداهما إلى تكبيل أطراف واسعة من المجتمع بسيكولوجية الدونية الاجتماعية، ونحن في الميثاق لدينا قناعة تامة بعدم إمكانية تصور حل شامل لقضية لحراطين إلا في إطار مجهود شامل على درب الحرية المساواة والإنصاف. "

رغم ما يشبه الإجماع على مباركة تأسيس هذا الإطار الحقوقي، إلا أن بعض الحقوقيين وجهوا سهام نقدهم للطريقة التى تم بها الإعلان عنه فقد كتب الحقوقي العقيد المتقاعد "عمر ولد ابيبكر" ما نصه إن هذا الحراك سيفضي إلى تعيين "بعض الانتهازيين الحراطين ومقربيهم في مناصب هامة وإلى توزيع انتقائي لبعض الصدقات على أساس الشعار الذي يردده هؤلاء الانعتاقيون: التمييز الإجابي؛ وهو إجراء يهدف إلى منح الأفضلية للمجموعات الأقل تمثيلا من أجل تصحيح الفوارق ما أمكن".

أمباركة منت امسيعيد سيدة أربعينية، بائعة خضروات بسوق " المغرب" التقاها موقع CNN بالعربية رفقة زوجها الخمسيني صاحب سيارة أجرة تقول : "حرصت على الحضور مع زوجي إلي هذه المسيرة لأقول أن شريحة لحراطين إن كانت قد قبلت الاضطهاد و الاستعباد في السابق فالأمر بات جزء من الماضي، على الدولة القضاء على ظاهرة العبودية و رفع التهميش عنا".

أما زوجها "جمال ولد ادوم" فيقول:"لا نريد إلا العيش بكرامة وحرية في هذا الوطن، على الحكومة تطبيق سياسة التمييز الإيجابي لصالح فئتنا، هناك منا من لا يصدق أنه حر ولا يريد أن يعرف أن ما يعانيه من عبودية و استخفاف وتهميش ليس شرعيا ولا قانونيا، على الحكومة الولوج إلى عمق موريتانيا وتنوير الناس هناك وتوعيتهم".

CNN