الصفحة الرئيسية > الأخبار > سياسة > موريتانيا: ولد داداه يقترح على الرئيس عزيز التخلي عن السلطة مقابل العفو عنه
موريتانيا: ولد داداه يقترح على الرئيس عزيز التخلي عن السلطة مقابل العفو عنه
الجمعة 26 شباط (فبراير) 2016
دعا أحمد ولد داداه رئيس حزب تكتل القوى الديموقراطية أكبر أحزاب المعارضة في موريتانيا «الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للاستقالة والتخلي عن السلطة مع التعهد له بعدم المحاكمة على الفساد الذي اقترفه وعدم استرداد الأموال التي نهبها».
جاءت هذه الدعوة خلال مهرجان ضخم غير مسبوق حسب المراقبين، نظمه حزب التكتل مساء الأربعاء بمشاركة أعداد كبيرة من معارضي النظام الحاكم في موريتانيا. وأكد ولد داده «إن السبيل الوحيد لعدم محاكمة ولد عبد العزيز على ما اقترفه في حق الشعب الموريتاني هو انسحابه الطوعي من السلطة بدون تأخير».
وقدم ولد داداه الذي يقود جناح الممانعة في المعارضة الموريتانية، صورة قاتمة عن الأوضاع السياسية والأخلاقية والمعاشية في موريتانيا وذلك في بيان عرض أمام المهرجان وسط تصفيق وزغاريد المعارضين.
وشدد ولد داداه التأكيد «على أن المآسي والأزمات التي يعاني منها الشعب الموريتاني والمخاطر التي تهدد كيان البلد ووحدته يتحمل مسؤوليتها الكاملة رأس النظام وأعوانه، داعياً «جميع الخيرين الغيورين على بلدهم لهبة وطنية من أجل انتشال موريتانيا وذلك استشعاراً منه لخطورة هذا الظرف الدقيق، الذي هزت عواصفه بلداناً أخرى».
«إن حزب تكتل القوى الديمقراطية، يضيف البيان، إيمانا منه بأهمية إطلاع الرأي العام على مواقفه من مختلف القضايا التي تمس المواطن ويئن تحت وطأتها لما سببته وتسببه السياسات الارتجالية التي ينتهجها حكام بلدنا المنكوب، لا يسعه إلا أن يشجب ويدين ويرفض كل ما من شأنه أن يهوي بهذا البلد ومواطنيه في هاوية سحيقة ومتاهات مظلمة ومجهولة بدأت ملامحها تتكشف جلية في كل مناحي الحياة».
وفي المجال السياسي أكد حزب التكتل « أن موريتانيا تعيش انسداداً سياسياً منذ انقلاب 6 أغسطس 2008 بسبب تعنت النظام وتكريسه لسلطة الفرد وتزويره إرادة الشعب في انتخابات نبه التكتل إلى عدم مصداقيتها وقتها، ومن أبرز الأدلة على ذلك فضيحة الرشوة التي بدأت تتكشف خيوطها أخيراً لتشمل أهم عناصر الجهات المعنية بإعداد والإشراف على تلك الانتخابات؛ ولا زال التكتل يطالب بإجراء تحقيق عادل وشفاف تشارك فيه المعارضة في هذه الفضيحة».
«وفي وجه حالة كهذه، يضيف حزب التكتل، يظل الحوار الجاد والصادق بدون مماطلة، والمنطلق من الممهدات التي تقدم بها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة هو الحل الوحيد في نظر حزب تكتل القوى الديمقراطية، إلا أنه – للأسف – لا يتراءى في الأفق تحقيق ذلك»، حسب تعبير البيان.
وتناول البيان الوضع الاقتصادي حيث أكد حزب التكتل «أن موريتانيا تعيش ركوداً اقتصادياً لا مثيل له من أبرز تجلياته ما أسلفنا ذكره من أزمات كان بالإمكان تفاديها لو استغلت بنزاهة الطفرة المالية التي شهدت ثرواتها المعدنية ومداخيل الدولة من ضرائب ورسوم جمركية خلال السنوات الماضية».
«إن المتتبع للشأن الاقتصادي الوطني، يؤكد حزب التكتل، ليدرك بجلاء الإرادة المتعمدة من طرف السلطة لسحق رأس المال الخاص الوطني من خلال استهداف رجال الأعمال بشتى الوسائل من ضرائب وإقصاء متعمد من الصفقات وحرمان من الاستيراد، الأمر الذي أدى إلي هجرة رأس المال والأدمغة إلى الخارج، حيث فتح المجال واسعاً أمام دائرة ضيقة من رجال أعمال «جدد» مقربين من النظام يسيطرون على الدورة الاقتصادية الوطنية برمتها».
وتناول الحزب في بيانه الواقع المعيشي لسكان موريتانيا فأكد «أنه لا يخفى ما يكابده المواطن اليوم من متاعب في سبيل الحصول على لقمة العيش بسبب الارتفاع الصاروخي لأسعار حاجاته الغذائية الضرورية، على الرغم من الانخفاض الكبير للمواد الغذائية في الأسواق العالمية وما صاحب ذلك من انخفاض حاد في أسعار المحروقات في كل أنحاء العالم بما في ذلك دول الجوار في حين تصر الحكومة الموريتانية على إبقائه مرتفع الثمن لأجل التربح على حساب المواطن المسكين، ضاربة عرض الحائط بالدعوات الشعبية العادلة لتخفيضه».
«وعلى الصعيد الأمني، يضيف الحزب، بلغ الانفلات الأمني أوجه من سلب واغتصاب وسطو وحرق وقتل، فصارت الجريمة عنوان حديث المواطنين يوميا، وأصبح المواطن في قلق دائم وتوجس مستمر لشعوره بعجز الدولة عن تأمينه، مما حدا به إلى التفكير في اقتناء السلاح لحماية نفسه وممتلكاته، وقد ضاعف من شعوره بالخوف الفرار المستمر لعتاة المجرمين من السجون في كل حين، كما زاد من قلق المواطن مسلسل الفضائح المدوية التي تتوالى حلقاتها يوماً بعد يوم، فقد أصبح بلدنا المسلم أحد أهم المعابر الدولية للمخدرات في غرب وشمال إفريقيا؛ لذاك فإننا في التكتل نطالب بكشف اللبس والتحقيق المستقل والشفاف فيما يتعلق بفضائح المخدرات». وذلك للإجابة على الاستشكالات التالية:
هذا وسخر ناشطون في الموالاة من دعوة ولد داداه للرئيس محمد ولد عبد العزيز للاستقالة مقابل مسامحته، حيث أكد السيناتور الحسين ولد عاقب من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم «أن لا جديد في مهرجان التكتل أو كلام ولد داداه»، مؤكدا «أن كلام ولد داداه لا جديد فيه غير التنازل من الشعار السابق «ارحل» إلى شعار جديد هو «انسحب».
و أضاف ولد العاقب الذي كان يتحدث ضمن برنامج لقاء الساحل التلفزيوني «أن عقد المهرجان أصلاً يتعلق بصراعات داخلية بين أقطاب المنتدى المعارض».
وقال «إن الجماهير ذاتها يمكن أن يحشدها أي حزب معارض كما لا يمكن أن تزيد المعارضة مجتمعة عن الجمهور نفسه حيث وصف الحاضرين بمجموعة من المعارضين والمغرمين بسماع الأحاديث السياسية بدون أن يكونوا ينتمون لطيف سياسي محدد».
عبدالله مولود
«القدس العربي»