الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > موريتانيا: إقالة وزير التعليم بسبب إقصاء أطفال عبيد سابقين

موريتانيا: إقالة وزير التعليم بسبب إقصاء أطفال عبيد سابقين

السبت 13 شباط (فبراير) 2016


انتهت أزمة إقصاء أطفال موريتانيين من أبناء عبيد سابقين من المشاركة في مسابقة رياضية في العاصمة القطرية الدوحة، إلى إقالة وزير التعليم الموريتاني، با عثمان، بسبب مسؤوليته المباشرة عن الملف، حسبما يقول مراقبون.

وخرج الوزير با عثمان، من الفريق الحكومي وفق تعديل وزاري جزئي على حكومة، يحيى ولد حدمين، ولم يكن هناك حديث عن إقالته بعدما تمكن من مواجهة ملفات قوية، لكن الجدل الذي أثارته قضية الإقصاء المتعمد لأطفال مدرسة "نسيبة الأول"، وأغلبيتهم من أبناء شريحة العبيد السابقين، أدى إلى إقالة مفاجئة للوزير، وتعيين إسلم ولد سيد المختار، خلفاً له.

وكانت منظمات مدنية موريتانية، احتجت على إقصاء الفريق المدرسي من المشاركة في المسابقة القطرية، بزعم أن الفريق المتأهل لا يمثل جميع شرائح المجتمع الموريتاني.

واستنكر المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان، حرمان فريق مدرسة "نسيبة الأول" من المشاركة في المسابقة تحت أية ذريعة أو مبرر، مطالباً بفتح تحقيق جدّي سريع يكشف ملابسات القضية ويستدرك الخلل ويحاسب المسؤولين.

ونظم نشطاء شباب وقفات احتجاجية للتنديد بإقصاء الفريق من المشاركة في المسابقة الدولية لكرة القدم، بعد فوزه بحق المشاركة محلياً. وطالب المحتجون بفتح تحقيق مستقل يكشف ملابسات القضية، معتبرين أن وزارة التعليم حرمت الفريق الناجح من المشاركة على "أساس عنصري" لأنه لا يمثل جميع شرائح المجتمع الموريتاني.

واستأثرت القضية باهتمام الرأي العام الموريتاني في الفترة الأخيرة، وتداول نشطاء ومدونون وسماً على صفحات التواصل الاجتماعي بعنوان "لن يغيروا لون بشرتهم"، للتنديد بالعنصرية التي تعاملت بها وزارة التعليم مع القضية.

ودافعت الحكومة عن نفسها ضد الاتهامات الموجهة لبعض المسؤولين في وزارة التعليم، بإقصاء الأطفال من المشاركة على أساس عنصري، وقال وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد الأمين ولد الشيخ، إن "القضية استغلت من بعض الجهات، التي لم يكشف عنها، بما لا يخدم الانسجام والمصلحة العامة، إضافة إلى كونها تعكس نوعاً من المتاجرة بالحساسيات الاجتماعية وإشاعة البغضاء والكراهية بشكل غير مقبول وينافي القيم الوطنية والإخاء الإسلامي"، مشدداً على أن لا صلة للدولة ولا الوزارة بالمسابقة من بدايتها وحتى نهايتها.

وقال ولد الشيخ إن "قناة الجزيرة، وهي الجهة المنظمة للمسابقة، اشترطت أن لا يتجاوز عمر اللاعب 12 سنة، إلا أن أفراد الفريق الذي خاض المسابقة وفاز بها، كانت أعمارهم تتجاوز السن المطلوب، حيث أن بعضهم على سبيل المثال من مواليد 2001".

وأشار المتحدث الحكومي إلى أنه وبعد أن فاز الفريق وهمّ بالذهاب إلى التصفيات، تم استبدال أفراد الفريق بفريق أصغر سناً ليناسب شروط البطولة، وكشفت وكالة الوثائق المؤمنة عن طريق الفحص بالبصمة أن الفريق الذي يريد الحصول على جوازات سفر لم يكن الفريق المشارك في المسابقة المحلية أصلاً، مما أدى إلى تعطل مشاركته.

وكان فريق مدرسة "نسيبة الأول" تأهل في التصفيات الممهدة للمسابقة وتصدر النتائج محلياً، وبينما كان يستعد للمشاركة في البطولة لتمثيل موريتانيا، رفضت السلطات سفر أعضاء الفريق بحجة عدم حصوله على جوازات سفر وتأخر استخراجها، بينما يرى المتابعون أن السبب الرئيسي هو تشكيل الفريق المكون من شريحة "الحراطين"، وهو الاسم الدارج لشريحة العبيد السابقين.

المصدر : "العربي الجديد"