الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > الجزائر تتجاوز خلافاتها الدبلوماسية مع موريتانيا
الجزائر تتجاوز خلافاتها الدبلوماسية مع موريتانيا
الاثنين 21 أيلول (سبتمبر) 2015
تجاوزت الجزائر أزمتها الدبلوماسية مع جارتها موريتانيا، لتتمكن بذلك من إحداث فجوة في جدار الأزمات الذي يحاصرها إقليميا من كل جانب.
بوادر زوال هذا الخلاف الذي عمر لنحو خمسة أشهر، تجلّى من خلال إعادة بعث التعاون والتنسيق الأمنيين بين الجزائر ونواكشوط، الذي تعثر في شهر أفريل المنصرم، في أعقاب تبادل طرد سفيري البلدين في أزمة دبلوماسية لعلاقات توصف بالمثالية بين بلدين شقيقين وجارين.
بداية عودة مياه العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا إلى مجاريها، تجلّى أيضا من خلال مشاركة نائب رئيس أركان الجيش الموريتاني اللواء حننه ولد سيد، برفقة قيادات أخرى في الجيش الموريتاني، في اجتماع رؤساء أركان المنظمة الأمنية الإقليمية المسماة دول الميدان، بمدينة تمنراست بجنوب البلاد في 16 سبتمبر الجاري.
وبحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء، فإن وساطة تونسية نجحت في تخفيف التوتر بين الجزائر ونواكشوط، ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي جزائري، قوله إن "الجزائر قررت العودة للعمل باتفاقات التنسيق الأمني مع موريتانيا، بعد وساطة قادتها تونس التي ترتبط بعلاقات طيبة مع البلدين العضوين في اتحاد المغرب العربي"، وهو القرار الذي وصف من طرف الجزائر بـ"الخطوة المهمة لتخفيف الأزمة الدبلوماسية بين البلدين".
وكانت السلطات الموريتانية قد بادرت بطرد دبلوماسي جزائري يعمل على أراضيها، بحجة "الإساءة" للعلاقات الموريتانية المغربية، وذلك عبر تسريب معلومات مغلوطة لصحافي موريتاني، وهي الاتهامات التي نفاها الطرف الجزائري، جملة وتفصيلا، أزمة قرأ فيها متابعون وجود دور للمغرب فيها، لكون العلاقات المغربية الموريتانية لم تكن على ما يرام، إذ لا يوجد سفير موريتاني بالرباط.
وقد تسببت الأزمة الدبلوماسية في مقاطعة الجزائر للعديد من النشاطات الرسمية التي أقيمت على التراب الموريتاني، أو تخفيض التمثيل فيها، وهنا يذكر قرار وزير الداخلية والجماعات المحلية السابق، الطيب بلعيز، الذي قاطع اجتماعا لمجلس وزراء داخلية المغرب العربي، الذي انعقد في أعقاب نشوب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
ومن بين الاتفاقيات التي الجزائر بموريتانيا، الاتفاقية الأمنية لتشكيل مجموعة دول الميدان (الجزائر، وموريتانيا، ومالي، والنيجر)، التي عقدت في تمنراست بالجزائر في جويلية 2010، والتي تنص على تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بالإضافة لاتفاقية أمنية ثنائية بين وزارتي الدفاع في البلدين وقعت عام 1988، ونصت على التعاون العسكري في مجالات التدريب بين البلدين، وتسهيل النقل الجوي العسكري.
ومن شأن هذا المستجد أن يساهم في تجاوز الجزائر بعض القلاقل التي تحيط بها من كل جهة، فعلاوة على أزمتها مع المغرب التي باتت مزمنة، غياب الدولة في ليبيا، وانعدام الاستقرار في تونس، وسيادة الفوضى على حدودها الجنوبية.
المصدر : "الشروق" (الجزائر)