الصفحة الرئيسية > الأخبار > سياسة > موريتانيا: المدونون ينشغلون بتعديل الحكومة ويعتبرونه بلا مدلولات

موريتانيا: المدونون ينشغلون بتعديل الحكومة ويعتبرونه بلا مدلولات

الجمعة 4 أيلول (سبتمبر) 2015


لم يكد مذيع التلفاز الحكومي ينتهي من قراءة المرسوم الرئاسي المتضمن لثالث تعديل لحكومة يحيى ولد حدامين منذ تشكيلها قبل سنة، حتى انبرى المدونون الموريتانيون يحللون هذا التعديل ويوجهون إليه الانتقادات تلو الانتقادات.

ومع أن بين المدونين منصفين اعتبروه تعديلا يمكن الحكومة من أداء أفضل، فقد وجه إليه الكثيرون انتقادات شديدة، واعتبروه تعديلا بلا مدلولات لكونه «لم يتضمن أي رسائل تتعلق باستحقاق الحوار السياسي الشامل الذي تحضر الحكومة لإجرائه ابتداء من الاثنين المقبل، ولكونه لم يزد على تبادل للحقائب بين وزراء كانوا في التشكيلة السابقة».

ولم تخل عناوين المواقع الموريتانية من عناوين طريفة تخص هذا التعديل ومن أكثرها طرافة عنوان لوكالة أنباء الشرق «ولد الشيخ من شرطي بالإمارات إلى وزير للعلاقات».
وانتقد المدونون إسناد وزارة الخارجية لحمادي ولد أميمو حيث اعتبرت «اسكوب ميديا» أن تعيينه على رأس الدبلوماسية الموريتانية هو بعينه «الاستثناء الذي يكسر القاعدة التي ما فتئ ولد عبدالعزيز يؤكد عليها وهي الامتناع عن تعيين من تولوا مناصب وزارية في عهد ولد الطايع (الرئيس الذي أطاح به عام 2005 عسكريون بينهم الرئيس عزيز)».

وأوضحت «اسكوب ميديا»، «أن ولد عبدالعزيز قد شدد في مجالسه الخاصة، وعبر حكوماته المتعاقبة على أنه لن يعين أيا من أعوان ولد الطايع في منصب وزاري».
وسبق لولد أميمو أن تولى وزارة الصناعة والمعادن ثلاث سنوات في حكومات ولد الطايع، كما كان، حسب «اسكوب ميديا»، مفوضه لحقوق الإنسان والدمج في آخر حكومة قبل قلب نظامه عام 2005».
وأشارت «اسكوب ميديا» إلى «أن تعيين ولد أميمو يعيد الأمل لأعوان الرئيس الأسبق الذين حرموا من إمكانية حصولهم على مناصب وزارية في الفترات المقبلة».

وانتقدت تدوينة لوكالة أنباء الشرق احتفاظ الرئيس الموريتاني بمن سمتهن «النساء الفاشلات»، مؤكدة «أن النساء هنا لا يصلحن ولا يتقن غير الثرثرة والتقول والغيبة والتنمم ومحاولة الظهور».
وتابعت تقول «الفاشلون هم مجموعة الرجال المتعلقون بكعاب نعال الثدييات والمجذوبون كالخنافيس وراء أضواء زائفة ومشوهة. لقد أضاعنا ولد الطايع وضيعنا حين سلم مقاليد أمورنا للنساء اللائي فشلن في كل شيء فمن لم تستطع إدارة منزلها والسهر على تربية أبنائها فكيف تحكم وكيف تقود وكيف تمثل وطنا؟، فشلن في الخارجية والداخلية وفي الأعماق وفي الجو والبحر ولم ينجحن إلا في ميدان تسويق الذات والجسد والتدافع وراء بريق الذهب في الخليج وأوروبا وفي مخادع الدعارة والعفن والفجور والفسوق».

وأضافت «بالامس تم تعيين ثلاث فاشلات في وزارات ثلاث بعد فشلهن في وزارات أخرى وتحطيمهن لبنياتها وبنيانها وننتظر الكارثة في البيطرة والزراعة، وننتظر أن تنهار تلك الوزارات أكثر مما انهارات من قبل على أيدي نساء معوقات فشلن في كل شيء غير الاستعراض والظهور كدمى في المجلس الوزاري مغطيات بأكوام المساحيق منتهية الصلاحية». واستقرأ المدون الموريتاني محمد الأمين ولد الفاضل بعمق التعديل الحكومي واستخرج منه ملاحظات بينها «ألا علاقة لهذا التعديل بأداء الوزراء، فإذا كان من الصحيح بأنه قد تمت إقالة وزراء كان أداؤهم سيئا، فإنه من الصحيح أيضا بأنه قد تم الاحتفاظ بوزراء كان أداؤهم أكثر سوءا، فأي تعديل حكومي لا يشمل وزير التعليم ووزير الصحة ووزير المالية الذي أثار جدلا واسعا في الأيام الأخيرة، ويكتفى فيه بتحويل وزيرة الخارجية ووزير الصرف الصحي ووزيرة البيطرة من وزارة إلى وزارة، لا يمكن أن تكون له علاقة بسوء الأداء.. فهؤلاء الوزراء كانوا هم الأسوأ أداء في حكومة كانت كلها سيئة الأداء».
وأكد المدون «أنه لا يمكن ربط هذا التعديل الوزاري بحوار السابع من أيلول/سبتمبر، وذلك رغم تزامنهما، فلا الوزراء الذين غادروا، ولا أولئك الذين جاءوا يمتازون بأي شيء، إيجابيا كان أو سلبيا، يمكن أن يربط بالحوار المقبل».

وتوقف المدون عند إسناد وزارة الخارجية «بعد مرور عقد على الانقلاب على ولد الطايع لواحد من أولئك الذين كانوا قد شغلوا مناصب ووزارات هامة في عهد ولد الطايع، وهو ما يعني أنه لا مجال للحديث عن أي قطيعة من أي نوع مع نظام ولد الطايع.. ولعلكم تتذكرون بأن من الأسباب التي تم تقديمها لتبرير الانقلاب على الرئيس السابق هو إعادة الثقة في رموز نظام ولد الطايع»، يؤكد المدون.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز قد أجرى الأربعاء تعديلا جزئيا في الحكومة الموريتانية تبودلت فيه عدة حقائب، وأصبح بموجبه حمادي ولد أممو، الذي كان سفيرا في أديس أبابا، وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون خلفا للسيدة فاطمة فال منت الصوينع التي نقلت إلى وزارة البيطرة.
وأسندت وزارة الداخلية واللامركزية إلى أحمدو ولد عبدالله الذي كان واليا لولاية البراكنه جنوب البلاد خلفا لمحمد ولد أحمد سالم ولد محمد رارة الذي عين مفوضا حكوميا مكلفا بالأمن الغذائي.
وشملت التعديلات كذلك تعيين محمد الأمين ولد الشيخ النائب عن مقاطعة أركيز (جنوب) وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، ناطقا باسم الحكومة خلفا للدكتور إزيد بيه ولد محمد محمود الذي خرج من الحكومة.

المصدر : «القدس العربي»