الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > موريتانيا: مهرجان المديح النبوي في رمضان لاحياء التراث الثقافي

موريتانيا: مهرجان المديح النبوي في رمضان لاحياء التراث الثقافي

الاثنين 6 تموز (يوليو) 2015


تتواصل في العاصمة الموريتانية فعاليات مهرجان المديح النبوي في نسخته الثانية. المهرجان الذي يستمر ثلاثة أيام خلال شهر رمضان يهدف إلى إحياء تراث ثقافي ولد في منطقة الصحراء منذ زمن طويل.

حينما يـرخي الليل سدولـه، وتعود الحيوانات إلى محبسها في العراء، تصدح حناجرهم حباً ومدحاً للرسول الأكرم... فالمديح على طريقة هؤلاء بقي لسنوات طويلة، مجرد رحلة متخيلـة عبر التاريخ، إلى المجتمع العادل في يثرب مع الرسول وصحابته الكرام، بحثاً عن سعادة لا وجود لها في أغلال العبودية... المديح اليوم فن متكامل بجمهوره وعشاقه.

وقالت هندو بنت عينينه وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية إن "هذا المهرجان هو مهرجان في إطار مجموعة من المهرجانات، وهو أصيل يقدم التراث وثقافة معينة وروحانية معينة قديمة جداً ومتأصلة في المجتمع الموريتاني".

المديح النبوي، أو المدح كما يسميه الموريتانيون، رغم شعبيته الكبيرة، وكونه موضع إجماع المجتمع الموريتاني، إلا أنه كان وما زال خاصاً، في أدائه على الأقل، بطبقة (الحراطين) وهم العبيد السابقون، الذين يمارسونه بعيداً عن السلم الموسيقي التقليدي، مكتفين بتجانس التصفيق مع قرع الطبول، على إيقاع لحن يختزل كل علاقة التماهي بسيرة سيد الخلـق أجمعين.

مدير مهرجان المديح النبوي محمد عالي فقال إن "الذين يمدحون النبي محمد (ص) يطلبون من الله تغيير حياتهم ومعيشتهم وهو عمل جيد لآخرتهم ايضاً".

هي ملحمة ولدت من رحم المعاناة، تـنشد العدل والصفاء والوفاء، لكنها أيضاً تعبير من ممتهنيها عن حضور متميز في الذائقة الفنية للمجتمع الموريتاني، على اختلاف أعراقه.

مع التحولات الاجتماعية المتسارعة، لم يعد المدح حبيس ليالي الريف المثقلـة بجراح الاضطهاد الاجتماعي، لقد غزا ليالي نواكشوط بشكل واسع خلال السنوات الأخيرة، وبات العنوان الرئيسي للحفلات الموسيقية، ولاسيما منها ذات الطابع الديني.

المصدر : الميدين