الصفحة الرئيسية > رأي > الاسلاميون موقفهم قوي قبل انتخابات مصر في ظل اضطرابات

الاسلاميون موقفهم قوي قبل انتخابات مصر في ظل اضطرابات

الأحد 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011


من توم بيري — القاهرة (رويترز)

تخوض جماعة الاخوان المسلمين أول انتخابات حرة في مصر تعيها الذاكرة وهى تتخذ موقفا قويا تعززه بقوة الاضطرابات التي تشهدها البلاد في الاونة الاخيرة.

ونظرا لتنظيمهم الجيد فسيتمكن الاسلاميون من الحصول على ما يأملونه من أصوات حتى رغم تأثير العنف على نسبة الاقبال بصفة عامة.

جماعة الاخوان المسلمين هي أكثر الجماعات تمرسا في البلاد وكانت في وضع طيب حتى قبل أن تسفر أحدث اضطرابات عن قيام احتجاجات على الحكام العسكريين الذين تولوا السلطة بعد أن أطيح بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط.

ومنذ ذلك الحين تصارعت عشرات الاحزاب كي تترك بصماتها في البلاد التي كان يخنق مبارك الحياة السياسية بها. كانت الجماعة الوحيدة التي تجتاز القمع هي جماعة الاخوان المسلمين وتتمتع بالصيت الذي يفتقر اليه الوافدون الجدد.

المصريون مشتتون الان في معركة فرض الارادة في الشوارع ومن الممكن أن يتفوق الاسلاميون على توقعاتهم في الجولة الاولى من الانتخابات التي يقول الحكام العسكريون انها ستبدأ كما هو مقرر يوم الاثنين.

قالت نرفانا شوقي وهي عضو في حزب مصر الحرية انه في ظل هذا المناخ من الخوف فمن المتوقع أن يكون الوحيدون الذين يحتشد الناخبون خلفهم هم الاسلاميون.

وتسببت الاضطرابات التي أشعلت أحدث موجة من الاحتجاجات في سقوط 42 قتيلا في الاسبوع الماضي في أسوأ موجة من العنف منذ الاطاحة بمبارك من السلطة.

ويعتقد بعض المصريين أن من الضروري تأجيل الانتخابات لضمان الوضع الامني واتاحة الفرصة للحملات الانتخابية التي تعطلت بسبب الاضطرابات.

لكن المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة البلاد مصمم على المضي قدما في المرحلة الاولى من التصويت في جدول زمني معدل لتسليم السلطة لحكومة مدنية بحلول منتصف عام 2012 .

تخوض الجماعة الانتخابات تحت لواء حزب الحرية والعدالة جناحها السياسي وهي تطالب باجراء الانتخابات في الموعد.

وأدى رفض الجماعة مساندة أحدث احتجاجات من جماعات للثوار الى تعرضها لاتهامات بانها تجنح للمنفعة السياسية على حساب المبادئ.

ويتعارض هذا تماما مع الصورة التي كانت سائدة عن الجماعة ابان عهد مبارك اذ كانت الجماعة بين عدد محدود من الجماعات التي تنتقد حكمه صراحة.

وكان مرشحو الجماعة هم الوحيدون الذين يمثلون منافسة جدية لمرشحي الحزب الوطني الديمقراطي في الانتخابات وكانت تحشد قاعدة تأييدها التي تتألف من أفراد قادرين على تحمل الضرب وقنابل الغاز المسيل للدموع من أجل الادلاء بأصواتهم.

ومن القضايا موضع الجدل النصيب من الاصوات الذي ربما تحصده جماعة الاخوان في انتخابات حرة ونزيهة. وكان قياديون في الجماعة قد توقعوا في وقت سابق أن من الممكن أن تحصل على ما يصل الى 30 في المئة من الاصوات.

وكان أفضل أداء للجماعة في الانتخابات خلال عهد مبارك عام 2005 عندما حصلت على 20 في المئة من المقاعد بعد طرح مرشحين لثلث المقاعد فقط المتنافس عليها.

لم تكن الانتخابات مثالية على الاطلاق لكن جولتين من ثلاث جولات في التصويت تمت في ظروف حرة نسبيا. وقال مرشد الجماعة في ذلك الحين انها حصلت على نحو 2.8 مليون صوت عام 2005 .

ومن المتوقع أن تصل نسبة الاقبال هذه المرة الى 30 في المئة على الاقل من بين 50 مليون ناخب في مصر يحق لهم التصويت. لكن نسبة الاصوات التي يمكن أن تحصل عليها الجماعة يصعب التكهن بها.

وقال هشام جبر وهو محتج في التحرير "اذا أجريت الانتخابات فان نسبة الاقبال ستكون 30 أو 40 في المئة... الناس خائفون.. وهذا ملائم لجماعة الاخوان المسلمين."

وسيرجع نجاح جماعة الاخوان المسلمين جزئيا لغياب أحزاب قوية أخرى.

ووصف محمد الجارحي وهو عضو اخر في حزب مصر الحرية التحدي المتمثل في محاولة تأسيس حزب خلال أشهر محدودة ان هذه كانت مهمة مستحيلة قطعا.

وأشار الى أن تأزم المناخ الذي يخيم على مصر أضعف كثيرا من موقف الاحزاب الجديدة. مضيفا أنه لا يعتقد أن الوقت ملائم للحديث عن أحزاب أو أيديولوجيات. وقال ان الاحزاب خسرت وهذا أمر مؤسف.

وقال شادي حامد وهو مدير الابحاث في مركز بروكينجز الدوحة وهو مركز أبحاث ان جماعة الاخوان ستهيمن على المشهد أيا كانت نسبة الاقبال ومن المرجح أن تفوز بما بين 35 و50 في المئة من الاصوات.

ومضى يقول "اذا كانت نسبة الاقبال أقل.. فان هذا يضع جماعة الاخوان المسلمين في موقف أقوى بقدر ما لانها يمكن أن تضمن نسبة الاقبال من أعضائها."

وتابع "ربما حتى سيستفيدون من نسبة الاقبال الاكبر حيث يتوجه الكثير من المواطنين المصريين الى الانتخابات وهم يقولون ’لا نعلم من الذي يمكن أن نصوت له لكننا سمعنا عن الاخوان المسلمين’."

من توم بيري — القاهرة (رويترز)