ناشط حقوقي: مفتي موريتانيا يمارس "الاسترقاق" ويمتلك عشرات العبيد

اتهم رئيس حركة المبادرة الانعتاقية المعروفة بـ”ايرا” بيرام ولد اعبيدي مفتي موريتانيا أحمدو ولد لمرابط بـ”ممارسة الاسترقاق وامتلاك عشرات العبيد” بمنطقتي “أعمارة” و”أهبيرة” بالجنوب الموريتاني. وأضاف ولد اعبيدي، في بيان له أن ولد لمرابط “ما فتئ يروج للخطاب الاستعبادي بشكل رسمي مستعينا بالنصوص الدينية التي تروج للعبودية”، حسب البيان. وقال إن “الإمام” يروج للعديد من الأطروحات “الظلامية التي تحمل شحنة الكراهية ضد العبيد والأرقاء السابقين”، مردفا أن “الإمام” كان يحرض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على إنزال أقسي عقوبة ضده، قبل سنتين أثناء إقدامه على حرق كتب المالكية التي اعتبرها كتبا تشجع على النخاسة.

وألقت الشرطة القبض على زعيم حركة (إيرا) بعد إحراقه الكتب قبل أكثر من سنتين، ما أثار استياءً عامًا في الشارع الموريتاني، ليتم الإفراج عنه لاحقا بحرية مؤقتة، ويأتي بيان “إيرا” إثر إقدام السلطات الأمنية الموريتانية على توقيف ثلاثة نشطاء من الحركة اعتدوا لفظيا على مفتي موريتانيا، بعد انتهائه من صلاة يوم الجمعة الماضية بالمسجد السعودي الذي يؤمه.

وقال مصدر أمني إن الشباب الثلاثة تم توقيفهم يوم السبت الماضي، من قبل عناصر من إدارة أمن الدولة، ويجري استجوابهم حول دوافع الاعتداء وخلفياته، مؤكدا أن معطيات التحقيق تشير إلى أن حادثة الاعتداء لم تأت بشكل عرضي وإنما تم تدبيرها من طرف الحركة، وفق المصدر، وامتنع المفتي عن التعليق على هذه الحادثة التي تعتبر الثانية من نوعها، حيث سبق لعناصر محسوبة على الحركة أن اعتدت قبل عدة أشهر على إمام مسجد التوفيق بالعاصمة الحسن ولد حبيب الرحمن، واتهمته بالترويج للعبودية.

ويعود تاريخ الجدل حول العبودية في موريتانيا إلى السنوات الأولى من استقلال البلاد، بداية ستينيات القرن الماضي، حينما كانت العبودية تنتشر بشكل علني، بين كل فئات المجتمع الموريتاني، سواءً تعلق الأمر بالأغلبية العربية، أو الأقلية الأفريقية، وجاء أول إلغاء حقيقي للعبودية في عام 1982، خلال حكم الرئيس الأسبق “محمد خونا ولد هيدالة”، لكن بعد مرور سنوات، يقول نشطاء حقوق الإنسان، إن حالات عديدة من العبودية ظلت قائمة، وممارسة بشكل فعلي في أنحاء موريتانيا، فيما تؤكد السلطات أنها تبذل جهودا مكثفة لعدم عودة هذه الظاهرة مجددا.

المصدر : "التقرير"