الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > تولي موريتانيا الاتحاد الإفريقي يلطف الأجواء بين مصر وإثيوبيا
تولي موريتانيا الاتحاد الإفريقي يلطف الأجواء بين مصر وإثيوبيا
الأربعاء 12 شباط (فبراير) 2014
في الوقت الذي تتولى فيه "موريتانيا" رئاسة الاتحاد الإفريقي، بعد غياب دام 43 عامًا منذ عام 1972، أعرب دبلوماسيون عن رضائهم إزاء تلك الخطوة، مؤكدين أنه من الممكن أن تشهد مصر انفراجة قريبة في علاقتها مع بعض الدول الإفريقية، التي تتربص بها، خاصة بعد قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد تجميد عضوية مصر بعد ثورة 30 يونيو، باعتبار أن ماحدث في مصر انقلابًا عسكريًا وليس إرادة الشعب المصرى الأمر، الذي تسبب في غياب مصر لأول مرة، منذ أكثر من 51 عامًا عن القمة الإفريقية.
وأوضح الدبلوماسيون أن علاقات مصر بموريتانيا تاريخية وعميقة وتعود جذورها إلى ما قبل الإسلام، خاصة أن مصر لعبت دورا مهما وفعالا في تسوية الصراع الذي نشأ بين موريتانيا والسنغال في عام 1989، عبر توقيع اتفاقية سلام بين البلدين بوساطة مصرية في عام 1992.
كما أن الرئيس الموريتاني أعرب عن رغبة موريتانيا في دعم العلاقات الثنائية بين مصر وموريتانيا في كل المجالات، خاصة في المجال الثقافي والسياسي والاقتصادي، مشيدا بدور مصر في عالمها الإسلامي والعربي والأفريقي، مضيفا بأنهم يتطلعون لعودة مصر رائدة لعالمها الإسلامي والأفريقي في أقرب وقت، ومتأكدون بأن مصر سوف تتجاوز هذه المرحلة الدقيقة، وهذا مايعكس طبيعة العلاقات الجيدة التي تشهدها مصر وموريتانيا، والتي ستؤثر حتمًا على تحسين علاقات مصر مع دول الاتحاد الإفريقي.
فحين أن نقابة السينمائيين المهنيين المصريين ودار السينمائيين الموريتانيين، وقعت في نواكشوط مساء الثلاثاء، على بروتوكول تعاون يسمح بموجبه تدريب شبان من السينمائيين الموريتانيين، وتنظيم دروس ولقاءات عن بعد مع أساتذة مصريين، لإعداد نواة لمعهد سينمائي في موريتانيا.
في البدابة، أكد السفير "أحمد حجاج" مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس الجمعية الأفريقية، أن تولى موريتانيا لرئاسة الاتحاد الإفريقي، من الممكن أن تؤدي لتدخل الرئيس الموريتاني، لتلطيف الإجواء بين مصر وإثيوبيا، حول ملف سد النهضة، بحكم أن موريتانيا لها علاقات جيدة مع مصر والدول العربية.
وأوضح "حجاج" أن تولى موريتانيا رئاسة الاتحاد ليس له أي مغزى سياسي، مشيرًا إلى أن رئاسة الاتحاد تتم بشكل دوري وبالتداول بين الدول، وسبق أن تولت مصر رئاسته مرتين في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وشدد "حجاج" على أنه يتوجب على الدول العربية الأفريقية، والبالغ عددها 11 دولة في القارة، التدخل في الأزمة ومساعدة مصر في العودة إلى أفريقيا، موضحا أن ليبيا هي الدولة الوحيدة التي تدخلت سابقا للدفاع عن مصر ومساعدتها في أزمة سد النهضة.
وفي السياق ذاته، أكد السفير خالد عثمان عضو المجلس المصري للشئون الأفريقية، أنه مع تولى موريتانيا أو غيرها من الدول الأفريقية لرئاسة الاتحاد الإفريقي لن يتغير الكثير في سياسية الاتحاد تجاه مصر خصوصًا، بعد قرار مجلس السلم والأمن الذي اتخذه في أعقاب ثورة 30 يونيو بتجميد عضوية مصر.
وأوضح "عثمان" أن هناك الكثير من الدول الأفريقية متربصة بمصر، لذلك لن يؤتى تولى موريتانيا للاتحاد بثماره على توجهات الاتحاد خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أنه من الممكن بعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية أن نلاحظ تغير ملموس في سياسات الاتحاد تجاه مصر.
وأضاف "عثمان" أن هناك بعض الأصوات للجان الكونجرس أعربت عن تفاؤلها لما يجرى في مصر الآن، وبالتالي من الممكن أن يكون هناك انفراجه حقيقة في العلاقات مع الدول الأفريقية باستقرار مصر ووصلها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
على جانب آخر، أكد الدبلوماسي محمد عاصم إبراهيم، سفير مصر السابق في إسرائيل وإثيوبيا، أنه مع تولى الرئيس الموريتانى "محمد ولد عبد العزيز " للرئاسة الاتحاد الإفريقي لن يتغير الكثير في سياسية الاتحاد الذي يتبعها الفترة الأخيرة تجاة مصر، موضحًا أن قرارت الاتحاد تأتى بأغلبية تصويتية من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد وليس قرارًا منفرد للرئيس الاتحاد.
وأوضح "عاصم" أن موريتانيا ترأست الاتحاد الإفريقي للمرة الأولى منذ 43 عاما، مشيرًا إلى أن تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي، تأتي على خلفية الأحداث التي شهدتها مصر العام المنصرم.
المصدر : "البوابة" (مصر)