الصفحة الرئيسية > الأخبار > سياسة > خبراء: الولاءات القبلية حاسمة بانتخابات موريتانيا

خبراء: الولاءات القبلية حاسمة بانتخابات موريتانيا

الأحد 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013


دخلت حملة الانتخابات في موريتانيا أسبوعها الثاني في جو من التعدد الحزبي اللافت، فأمام الناخب أكثر من ستين حزبا سياسيا يفترض أن كل واحد منها يقدم مشروعا لدولة عصرية يتساوى أفرادها في الحقوق والواجبات، وتتمازج أعراقها وفئاتها.
لكن هذه التعددية الحزبية لا تعكس -بحسب الكثيرين- الواقع كما هو، ولا تعبر عن تحول اجتماعي يُحل الأطر التنظيمية الحديثة محل الأطر والقوالب التقليدية.

بل إن المتتبعين للشأن المحلي يكادون يجمعون على أن القبيلة تعتبر الحاضر الأبرز والمؤثر الأقوى في هذه الانتخابات.

ففي مختلف المراحل التحضيرية لهذه الانتخابات عبّر الفعل القبلي عن نفسه بأكثر من وسيلة، وانشغلت بعض وسائل الإعلام المحلية بذلك، وبات مألوفا أن تقرأ في هذا الموقع أو ذاك خبرا مفاده أن قبيلة ما تدعم الحزب الفلاني، أو أن عناصر قبيلة أخرى انسحبت من الحزب العلاني.. إلخ.

تأثير قوي
وكانت تلك مقدمات حراك قبلي مغلف بالحزبية انعكس لاحقا على ترشيحات الأحزاب للبرلمان والمجالس البلدية، بشكل جعل المراقبين والمحللين السياسيين يعتبرون أن هذه الانتخابات اصطبغت بالبعد القبلي بدرجة عالية.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ القانون العام بجامعة نواكشوط محمدو ولد محمد المختار أن تأثير القبيلة بدا واضحا في هذه الانتخابات من خلال الترشيحات.

ويقول في حديث للجزيرة نت إن ’تأثير القبيلة ما زال قويا وربما يظل كذلك لفترة قادمة، فنحن في مجتمع ما زالت فيه ولاءات ما قبل الدولة تؤثر بشكل كبير، وفي تقديري فإن الذين يؤمنون بالأحزاب السياسية هم مجموعة محدودة’.

وأوضح ولد محمد المختار أن المجتمع الموريتاني ما زال متأثرا بالعامل القبلي حيث انعكس ذلك بشكل كبير على الترشيحات الحالية، بحيث يعتبر الغاضبون من التنظيمات الحزبية أن عدم ترشيح عناصرها إنما هو تهميش لمجموعتهم القبلية.

مؤشرات سلبية
ويؤكد المحلل السياسي محمد المختار ولد محمد أحمد أن تأثير العامل القبلي في الحياة السياسية المحلية يدمر البنية الحزبية، ويمس بأخلاقيات العمل السياسي.

وأوضح أن الحزب إذا كان لا يستطيع إقناع الناخب ببرامجه وأهدافه ويلجأ إلى القبيلة والجهة لتحقيق نتيجة إيجابية، فإن ذلك يعطي مؤشرات سيئة عن مستقبل الوضع السياسي في موريتانيا.

ويعزو ولد محمد أحمد بروز الظاهرة القبلية إلى مجموعة من العوامل لعل أبرزها حرص الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلد على تقوية العامل القبلي وترسيخ دوره في النسق السياسي المحلي، بسبب خشيتها من الدور الذي قد تضطلع به التنظيمات الأيدولوجية التي قد لا تتوافق أهدافها ومصالحها بالضرورة مع أهداف الماسكين بزمام الحكم.

وتنفي الأحزاب السياسية اعتمادها على القبيلة للحصول على الأصوات في الانتخابات، وتوضح أن القبيلة إطار اجتماعي أصيل له دوره البعيد عن العمل السياسي، ويجب أن تبقى بعيدة كل البعد عن أي تنافس في هذا المجال.

المصدر : "الجزيرة"

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

تدعم هذه الاستمارة اختصارات SPIP [->عنوان] {{أسود}} {مائل} <اقتباس> <برمجة> وعلامات HTML <q> <del> <ins>. لإنشاء فقرات أترك اسطر فارغة.