الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > موريتانيا.. عيد بطعم الغلاء

موريتانيا.. عيد بطعم الغلاء

الخميس 17 تشرين الأول (أكتوبر) 2013


أثّر ارتفاع أسعار معظم البضائع الأساسية والسلع الاستهلاكية في موريتانيا على استقبال المواطنين لعيد الأضحى المبارك ومشترياتهم المعتادة في هذه المناسبة السنوية، خصوصا أن العيد جاء بعد أقل من أسبوعين على دخول المدراس، الأمر الذي ضغط أكثر على ميزانيات معظم الأسر الموريتانية.

واضطرت أغلب الأسر إلى إجراء معادلات بين شراء اللوازم الأساسية كملابس الأطفال وشاة الأضحية، ومحدودية مصادر الدخل وغلاء البضاعة.

ففي سوق الملابس بالعاصمة نواكشوط امتلأت المتاجر بالبضائع وغصت بالمتسوقين، لكن غلاء الأسعار حد من حركة البيع، حسب تصريحات أصحاب المحلات للجزيرة نت.

وارتفع سعر الثوب الرجالي التقليدي (الدراعة) بنسبة تقارب 100% ووصل سعره أكثر من خمسين ألف أوقية (150 دولارا)، في حين وصلت أسعار الملابس النسائية التقليدية مستويات تفوق ذلك بكثير.

زيادة طبيعية أم استغلال
واعتبر أصحاب المحلات أن ارتفاع أسعار الملابس هو جزء من حالة الارتفاع المشهودة في أسعار مواد أخرى، لكن المتبضعين يرون أن أصحاب المحلات "بالغوا وانتهزوا فرصة العيد".

وتقول أم عبد الله إن "مستوى الارتفاع غير مبرر". وتضيف في حديث للجزيرة نت أن مقارنة الأسعار بما كانت عليه قبل أشهر قليلة تؤكد ذلك، خاصة أنه "لا توجد مبررات اقتصادية لذلك"، فأسعار العملات الأجنبية التي تستورد البضائع بها لم ترتفع ولم تفرض ضرائب أو رسوم جمركية جديدة.

ولا ينفي أحمد -وهو صاحب محل- هذه المعطيات، لكنه يبرر ذلك قائلا "حين ترتفع أسعار مادة أساسية كالمحروقات من الطبيعي أن ترتفع أسعار المواد الأخرى".

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن التجار تضرروا بالارتفاع حيث "تأثرت حركة البيع نظرا لمحدودية الدخول".

غلاء الأضاحي
أما في ما بتعلق بالأضحية، فلم يختلف الأمر، حيث بدت سوق الماشية ممتلئة بالأغنام وكان الإقبال عليها كبيرا في اليوم الأخير قبل العيد، لكن لوحظ ارتفاع الأسعار هذه السنة مقارنة بسالفتها.

وبلغ متوسط سعر الأضحية أربعين ألف أوقية (140 دولارا)، وهو ما يشكل ارتفاعا نسبته 60% تقريبا عن السنة الماضية، حسبما يقول البائع في سوق المواشي في العاصمة الموريتانية محمد ولد سيدي.

ويستقبل سوق المواشي في نواكشوط يوميا أكثر من 8000 رأس من الأغنام، وقد يرتفع هذا العدد أيام الأعياد ليصل أكثر من عشرة آلاف.

ورغم أن موريتانيا تمتلك ثاني ثروة من المواشي في الوطن العربي، فإن أسعارها زادت قبل العيد.

أما مساحة الاحتفالات بالأعياد والترفيه بمناسبتها فتكاد تكون محدودة جدا في موريتانيا، والتعبير عن الفرح يكاد يقتصر عادة على اقتناء "الملابس الجديدة" وذبح الذبائح في هذه المناسبة، وهي مساحات ربما أثر عليها الغلاء في هذا العيد.

المصدر:الجزيرة