الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > الدولة تقدم التمر والحليب لإفطار الصائمين في مساجد موريتانيا

الدولة تقدم التمر والحليب لإفطار الصائمين في مساجد موريتانيا

السبت 20 تموز (يوليو) 2013


لشهر رمضان في موريتانيا طابع خاص، حيث يحرص أهل هذا البلد الإسلامي على الاستماع إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين،

بل وينهمك كثيرون منهم في تسجيل أشرطة عن الصلاة في الحرمين، ويقبلون على قراءة كتب التفسير في المساجد والبيوت، كما تنظم بعض الحلقات لتدريس كتب الحديث، ولا سيما صحيحي البخاري ومسلم.

وفي الإفطار، يحرصون على تناول بعض التمر، ثم يتناولون حساءً ساخنًا، ويقولون: إن معدة الصائم يلائمها الساخن في بداية الإفطار أكثر مما يلائمها البارد. وتتكون وجبة الإفطار الأساسية من اللحم والبطاطس والخبز، والناس هناك تختلف عاداتهم في توقيت هذه الوجبة، فمنهم من يتناولها مباشرة بعد الفراغ من صلاة المغرب، ومنهم من يُؤخرها إلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح، ثم يشربون بعدها الشاي الأخضر. والأكلات على طعام الإفطار تختلف من مكان لآخر، ومن الأكلات المشهورة على مائدة الإفطار طعام يسمى (أطاجين) وهو عبارة عن لحم يطبخ مع الخضراوات.

وعقب الصلاة يشربون شرابا يسمونه الزريك وهو عبارة عن خليط من اللبن الحامض والماء والسكر. أما الحلويات فالمشهور عندهم منها التمر المدعوك بالزبد الطبيعي. ولا يزال الناس هناك يحافظون على سُنَّة السحور، ومن الأكلات المشهورة على طعام السحور ما يسمى عندهم العيش وهو العصيدة عند أهل السودان. ومن الجدير بالذكر أن مؤذني تلك البلاد لا يتقيدون بوقت محدد للأذان، خاصة أذان المغرب، وأيضًا إمساكهم عن الطعام مبكرًا قبل أذان الفجر.

وتقام صلاة التراويح في مساجد البلاد كافة، وتصلى 8 ركعات في أغلب المساجد، ويحضرها غالبية السكان، بينما يصليها العجزة والمسنون في البيوت. وفي ليلة السابع والعشرين يختم القرآن الكريم في أكثر المساجد. وفي البعض الآخر لا يختم القرآن إلا ليلة الثلاثين من رمضان، وبعض المساجد تختم القرآن مرة في كل عشر من رمضان، أي أنها تختم القرآن ثلاث مرات خلال هذا الشهر الفضيل. وتشارك النساء في صلاة التراويح بشكل ملحوظ. ومن العادات المعهودة عند الموريتانيين في صلاة التراويح قراءة الأذكار والأدعية والقرآن بشكل جماعي. أما الدروس الدينية أثناء صلاة التراويح فقلما يُعتنى بها . ومن العادات عند ختم القرآن في صلاة التراويح أن يُحضِر بعض الناس إناء فيه ماء ليتفل فيه الإمام، ثم يتبركون بذلك الماء.

ويحرص الجميع هناك على قيام ليلة القدر وإحيائها بالذكر والعبادة، وهم يعتقدون في أغلبهم أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان. ومن المظاهر المعهودة في صبيحة هذه الليلة التسامح والتصافي بين الناس، والسعي إلى الصلح والإصلاح بين المتخاصمين والمتنافرين. وسنة الاعتكاف خلال هذا الشهر تلقى حضورًا من بعض كبار السن، ومن بعض الشباب الذي ينتهز هذه الفرصة للإقبال على الله وتجديد التوبة معه. والجميع هناك يلتزم إخراج زكاة الفطر، والعادة أن يتولى الأفراد ذلك بأنفسهم لعدم وجود جهات رسمية أو خيرية تتولى أمر جمعها وتوزيعها على مستحقيها. كما يحرص أهل الفضل والسعة على إقامة الموائد الرمضانية التي يُدعى إليها الفقراء وذوو الحاجة.

وعلى الصعيد الرسمي تقوم الدولة بإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالتمور والأرز والقمح والسكر والحليب والزبدة وغيرها من المواد الاستهلاكية إلى مختلف أنحاء البلاد، ليتم توزيعها في المساجد على الصائمين لتساعد في وجبات الإفطار. وتشرف الجمعيات والمؤسسات الخيرية على توزيع الأطعمة والأغطية على المرضى في المستشفيات، كما يتم تقديم مساعدات مادية لسكان البوادي والمناطق النائية.

(الوفد)