الصفحة الرئيسية > رأي > «الجزيرة» وكذبة الشرف الإعلامي

«الجزيرة» وكذبة الشرف الإعلامي

السبت 25 أيار (مايو) 2013


من المضحكات المبكيات أن يخرج علينا من يقول إن قناة “الجزيرة” القطرية مازالت تتربّع على عرش المشاهدة، وأن يرجع أحمد بن جاسم آل ثاني “احتفاظ الجزيرة بصدارتها إلى التزامها الدائم بميثاق الشرف المستنير بمعايير مهنية نبراسها الرأي والرأي الآخر، وقوامها الدقة والموضوعية والنزاهة”.

وما قاله المدير العام لشبكة “الجزيرة” يثبت أنه واع تمام الوعي بأن القناة لا علاقة لها بميثاق الشرف ولا بأخلاق المهنة ولا بالرأي والرأي الآخر، وإنما هي تعمل لتنفيذ أجندة سياسية واضحة المعالم والأهداف، تم الإعداد لها بدقة.

و”الجزيرة” التي تحوّلت إلى مخبر لتزوير الحقائق وفبركة الخبر والصورة، أصبحت كذلك قاعة عمليات عسكرية ملحقة بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين في مشروعه الذي لم يعد يخفى على كل ذي بصيرة، وهي تحاول أن تحقق طموحا قطريا بالتوسّع والهيمنة والتمكين، يرتبط بالحلم الأميركي في إعادة صياغة خارطة المنطقة، وبالحلم الصهيوني في تأمين دولة إسرائيل.

ومن يتابع موقف الشارع التونسي والمصري والليبي واليمني والعراقي والسوري من القناة القطرية، يدرك أن صحفيي “الجزيرة” باتوا غير مرغوب فيهم، حتى أن بعضهم تعرّض للتعنيف والطرد من مواقع العمل، وباتت بعض المناطق ممنوعة على طواقم القناة، فلا العروبيون ولا اليساريون ولا التقدميون ولا الديمقراطيون ولا العلمانيون ولا المؤمنون بالدولة المدنية ولا أنصار العدالة والحقيقة ولا المدافعون عن شرف المهنة الإعلامية مازال فيهم من يحترم قناة الفتنة، حتى إن دراسات مسحية متخصصة أكدت في يناير \ كانون الثاني الماضي أن عدد مشاهديها تراجع من 43 مليون عربي يوميا إلى 6 ملايين فقط.

غير أن ما تم الإعلان عنه من أن “الجزيرة” مازالت الأولى في نسبة المشاهدة، يعتبر جزءا من لعبة إقناع العالم بأن قطر مازالت فاعلة وقادرة على خداع الرأي العام العربي، وهي التي انكشفت، وتعرّت، ولم تعد تجد حتى ورقة التوت لتدراي بها سوأتها.

الحبيب الأسود
جريدة «العرب»