الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > أنباء عن قرب تنازل أمير قطر عن السلطة لابنه ولي العهد

أنباء عن قرب تنازل أمير قطر عن السلطة لابنه ولي العهد

الأربعاء 22 أيار (مايو) 2013


قالت شخصية قطرية إن الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يفكّر بجدية في قرار التنازل عن موقعه وتسليم وليّ العهد الشيخ تميم هذا الموقع.

وعزت هذه الشخصية قرار الأمير، الذي أبلغه إلى مراجع عربية وأخرى أوروبية إلى سببين.

السبب الأول هو الحال الصحية للشيخ حمد الذي يعيش بكلية واحدة زرعت له بعدما تبرّع بها أحد أفراد العائلة.

والثاني إصرار زوجته الشيخة موزة على تسليم نجلها تميم، وليّ العهد حاليا، الموقع الأوّل في البلد فيما لا يزال والده حيّا يرزق وقادرا على إسداء النصح إليه وتوجيهه وحمايته من الأجنحة الأخرى في العائلة.

وكشفت الشخصية القطرية أن الأمير نفسه، الذي يتوقع أن يتخذ قراره في غضون ستة أشهر، وربّما في الصيف المقبل، خلال عطلة عيد الفطر، يبحث عن طريقة تؤدي إلى خروجه من السلطة برفقة رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.

وفي هذا المجال، قالت الشخصية القطرية إن حمد بن جاسم بن جبر يسعى حاليا إلى ممارسة صلاحياته كاملة كرئيس للوزراء وهو يعترض على قرارات وتعيينات يتخذها وليّ العهد الذي يرد عليه بالمثل.

ومعروف، من الناحية النظرية والقانونية، أن لا صلاحيات محددة لولي العهد في قطر، لكنّ هناك ملفات كانت في عهدة حمد بن جاسم قرّر الأمير نقلها إلى نجله في سياق عملية “تقليم أظافر” لرئيس الوزراء والإعداد لتسليم الشيخ تميم موقع أمير الدولة.

ومعروف أيضا أن هناك مصالح كبيرة تجمع بين الأمير الحالي وحمد بن جاسم. ودفع ذلك الأخير إلى المطالبة بضمانات واضحة في حال خروجه من السلطة.

وقالت الشخصية القطرية إن أكثر ما يخشاه رئيس الوزراء حاليا هو لجوء الشيخ تميم إلى إجراءات انتقامية تطال مصالحه ومصالح القريبين منه في حال تفرّد الأخير بالسلطة ووقوعه تحت التأثير الكامل للشيخة موزة.

وذكرت الشخصية القطرية أن الشيخة موزة لا تكنّ ودا للشيخ حمد بن جاسم، وهي تخشى من عدم قدرة نجلها على ضبطه في غياب الأمير الأب.

في الوقت ذاته، يعتقد رئيس الوزراء الحالي أنه لا يمكن أن يضع نفسه في خدمة الشيخ تميم على غرار ما هو حاصل مع الشيخ حمد الذي يسمح لنفسه أحيانا بأن يوجه إليه كلاما بذيئا لتأكيد أن هناك رجلا قويّا واحدا في البلد هو الأمير.

ويعتبر الشيخ حمد بن جاسم نفسه شريكا في السلطة وذلك بعدما شارك حمد بن خليفة في الاستيلاء على السلطة في العام 1995 وعزل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، والد الأمير الحالي.

وأوضحت الشخصية القطرية أن حمد بن جاسم يمتلك نقاط قوة عدة، من أهمها الانتماء إلى جناح قويّ في العائلة أساسه جدّه جبر الذي كان شخصية قويّة.

ولذلك، يصرّ على استخدام اسمه الثلاثي (حمد بن جاسم بن جبر) في كلّ المناسبات والمراسلات.

أما أبرز نقاط الضعف لديه، فهي عائدة إلى أنه منغمس في كلّ النشاطات التجارية في البلد، فضلا عن استعدائه عائلات مهمّة أبرزها آل العطيّة، إضافة بالطبع إلى عائلة الشيخة موزة والمحيطين بها والمستفيدين منها.

ويتزعم حمد بن جاسم فكرة الرهان على الإخوان المسلمين في المنطقة وتجسير الفجوة بينهم وبين الولايات المتحدة وتقديمه لهم في البيت الأبيض، وخاصة تبنيه الدعم المالي والاستثماري للتجربتين الإخوانيتين في تونس ومصر، وهو ما قد يزيد من حدة الخلافات بينه وبين الأمير تميم.

وفي سياق متصل، يتوقع مراقبون أن يكون لتنحي الأمير حمد بن خليفة عن السلطة تأثيرات كبيرة على الصراع الداخلي داخل أسرته المصغرة.

ويقول أحد الخبراء الأجانب الذين تعاملوا عن قرب مع عائلة أمير قطر: إنه لو وصلت موجة الربيع العربى يوما ما إلى قطر، فإنها ستكون فى قلب العائلة المالكة القطرية نفسها، بين الجناح المحافظ والجناح المنفتح.

ويضيف أن هناك مساحة شاسعة تفصل بين الشيخة مياسة مثلا، ابنة الشيخة موزة والشيخ حمد، التي تسبق زوجها في الظهور، وبين أي أمير آخر لا يظهر زوجته أبدا إلى النور، وهناك أيضا صراع أجيال فى قلب العائلة؛ الأمراء الشباب مثل الشيخة مياسة تلقوا دراستهم في الخارج، واكتسبوا أساليب العالم في التفكير والتحرك، وهم بالطبع أكثر انفتاحا بكثير من الآخرين.

ويخلص الخبير إلى أنه ” لا يمكن استبعاد حدوث مواجهة في المستقبل القريب بين جيل الأمير تميم، هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عاما، ونجحوا في انتزاع حق تنظيم كأس العالم، وبين من يطلق عليهم جناح (المسنين) في العائلة”.

المصدر : «العرب اونلاين»