الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > الحزام الجهادي في أفريقيا يمتد إلى نيجيريا
الحزام الجهادي في أفريقيا يمتد إلى نيجيريا
الجمعة 15 آذار (مارس) 2013
لفترة طويلة بدا أن الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تنهج العنف في نيجيريا مهتمة بمشكلاتها مع الحكومة أكثر من اهتمامها بأي جهاد عالمي ضد «الكفار» الغربيين. غير أن قتل سبعة رهائن أجانب في نيجيريا هذا الأسبوع -والذي أكدته السلطات الإيطالية واليونانية لكن لم تؤكده الحكومة النيجرية- أظهر أن الحال لم يعد كما كان. فجماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان المغمورة التي كانت تعمل فيما يبدو على هامش حركة التمرد الإسلامي الرئيسية التي تقودها جماعة بوكو حرام باتت تشكل تهديدا أكثر وضوحا للمصالح الغربية.
سيتصاعد هذا التهديد مع نمو العلاقات بين الجماعات الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى بإفريقيا وبعض المتشددين في نيجيريا.
وقال تشارلز دوكوبو من المعهد النيجيري للشؤون الدولية «من الواضح الآن أن بعض الجماعات النيجيرية تضع أيديها في أيدي المنظمات الإرهابية في منطقة جنوب الصحراء. ولم يعد بالإمكان فصل نيجيريا عن الإرهاب في سائر أفريقيا.»
وأعلنت جماعة أنصار المسلمين في بلاد السودان يوم السبت الماضي أنها قتلت بريطانيا وإيطاليا ويونانيا وأربعة عمال بناء لبنانين كانت اختطفتهم في ولاية باوتشي الشهر الماضي. وأرجعت الجماعة ذلك إلى جهود قوات الأمن البريطانية والنيجيرية لإنقاذهم بالقوة.
وأكدت اليونان وإيطاليا نبأ مقتل الرهائن ورجحت بريطانيا صحته بينما رفض مسؤولون نيجيريون تأكيد الخبر أو نفيه. ونشرت جماعة أنصار المسلمين تسجيلا مصورا على الإنترنت يظهر ما وصفتها بجثث الرهائن.
من الواضح أن أنصار المسلمين في بلاد السودان تركز على الجهاد ضد الغرب على عكس جماعة بوكو حرام الأكثر بروزا والتي تخوض معركتها الرئيسية ضد الحكومة النيجيرية وتهاجم في العادة أهدافا محلية مثل مراكز الشرطة والسياسيين والمسيحيين النيجيريين.
وبينما تريد بوكو حرام إقامة دولة إسلامية في نيجيريا التي تضم خليطا من الأديان فإن أنصار المسلمين تعتبر البلاد نقطة انطلاق لشن هجماتها الانتقامية على الغرب لتدخله في دول مثل مالي. ونيجيريا هي أكثر الدول الإفريقية سكانا وأكبر منتج للنفط في القارة.
وتقول مصادر بالمخابرات إن جماعة أنصار المسلمين أصغر حجما وأكثر ترابطا من بوكو حرام التي تزداد تشرذما. وأقامت أنصار المسلمين أيضا علاقات مباشرة بشكل أكبر مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذي نشأ في الجزائر وطردته القوات الفرنسية من البلدات الصحراوية في شمال مالي الشهر الماضي.
وقال مسؤول أمني في أبوجا «العلاقات بينهم وبين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أوضح بكثير من العلاقات بين بوكو حرام والتنظيم.» وأضاف قائلا «لقد خرجوا من نفس الرحم الذي خرجت منه بوكو حرام لكن هناك اختلافا في أسلوب التفكير.»
واتضح هذا الاختلاف في يناير- كانون الثاني 2012 عندما نفذت بوكو حرام – التي تعني في لغة الهوسا «التعليم الغربي حرام» – هجوما كبيرا على مدينة كانو أكبر المدن في شمال نيجيريا أسفر عن مقتل 186 شخصا.
ومن ثم انفصلت جماعة أنصار المسلمين -التي كانت مجهولة للسلطات إلى حد كبير- عن بوكو حرام مستنكرة الهجوم لأن معظم الضحايا كانوا من المسلمين. ورغم ذلك يقول مسؤولون أمنيون إنها تحتفظ بروابط فضفاضة مع بوكو حرام فيما يتعلق بالعمليات.
ويقل معدل نجاة الرهائن الذين يقعون في أيدي جماعة أنصار المسلمين. ويشتبه في أن الجماعة وراء مقتل رهينتين بريطاني وإيطالي قبل عام في شمال غرب نيجيريا أثناء محاولة فاشلة من القوات البريطانية والنيجيرية لإنقاذهما. وأعلنت الجماعة أيضا المسؤولية عن اختطاف مواطن فرنسي في ديسمبر كانون الأول ولا يزال مفقودا.
ويمكن أن يدفع التنافس بين الجماعتين بوكو حرام إلى السعي وراء اكتساب طابع دولي أكبر في المستقبل. وكانت بوكو حرام أعلنت المسؤولية عن تفجير مقر للأمم المتحدة في نيجيريا أسفر عن مقتل 25 شخصا في أغسطس آب 2011 رغم أن مسؤولي المخابرات يعتقدون أن مدبري الهجوم قد يكونون من المقاتلين الذين ينتمون حاليا إلى أنصار المسلمين.وأعلنت جماعة تزعم أنها بوكو حرام المسؤولية عن خطف أسرة فرنسية في شمال الكاميرون الشهر الماضي وهي أول مرة يرتبط اسمها بشكل مباشر بخطف غربيين.
وقال رودي باركلي محلل الشؤون الإفريقية بشركة (كنترول ريسكس) «بينما كانت حملة بوكو حرام تحركها عوامل محلية اثناء سنواتها الأولى فان ثمة احتمالات متزايدة بأن بعض العناصر بداخلها تتبنى نهجا يمتد عبر حدود البلاد مما يزيد من استهداف المصالح الأجنبية».
المصدر : العرب اونلاين