الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > رحل تشافيز، فهل تبقى سياسته

رحل تشافيز، فهل تبقى سياسته

الجمعة 8 آذار (مارس) 2013


يودع الشعب الفنزويلي اليوم الرئيس هوغو تشافيز إلى قبره، بينما يكتنف الغموض خلافته، وتتوالى الأسئلة عن مدى التغيير الذي سيطال السياسات الفنزويلية، ولا سيما منها الخارجية، والتي نحتها تشافيز نفسه وطبعها بما يعتبره نهجا تحرّريا منحازا لقضايا الشعوب المظلومة ومُعاد للولايات المتحدة.

ومن المتوقع على نطاق واسع ان يفوز نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي اختاره شافيز خلفا له في الانتخابات بعد أن تولى منصب القائم بأعمال الرئيس.

ولكن ممثلي المعارضة قالوا إنه لا يمكن ان يصبح مادورو رئيسا انتقاليا ويشارك في نفس الوقت بحملة الانتخابات.

وتوافد آلاف الفنزويليين أمس إلى الأكاديمية العسكرية في كراكاس حيث سجي جثمان هوغو تشافيز الذي توفي الثلاثاء، لالقاء التحية الأخيرة على الرئيس الراحل قبل تشييعه اليوم في مراسم وطنية.

وكان سول مونتانو "49 عاما" من الاوائل الذين تمكنوا من القاء نظرة على النعش المعروض في صالون الشرف الذي يحمل اسم سيمون بوليفار في الأكاديمية العسكرية، وقال هذا البائع الذي يعتمر قبعة طبعت عليها صورة تشافيز وعلم فنزويلا "جثمانه هنا، لكن قائدي خالد".

وتابع بتأثر شديد "لم أشأ أن أراه ميتا، لكن هذا هو الواقع".

وتشكل صف انتظار طويل امتد عدة كليومترات اعتبارا من مساء الاربعاء امام الاكاديمية العسكرية، المكان شديد الرمزية الذي انطلق منه الرئيس الراحل وهو عقيد سابق في قوات المظليين ليخوض المعترك السياسي.

واضطر بعضهم للانتظار أكثر من تسع ساعات لالقاء نظرة الوداع على "القائد".

وقرب النعش وقف المقربون من الرئيس الراحل؛ نائبه نيكولاس مادورو الذي اختاره تشافيز لخلافته، ورئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو، وايلينا فرياس والدة الرئيس مع اشقائه الاربعة.

وعرض التلفزيون العام في بث مباشر صور النعش نصف مكشوف، يغطي علم فنزويلا قسما منه، بدون أن يصور مباشرة وجه الرئيس الذي توفي عن 58 عاما اثر صراع مع السرطان، بعدما حكم البلاد 14 عاما.

وقالت يليتزي سانتايلا حاكمة ولاية موناغاس "شمال شرق" "وجدت وجهه جميلا. سنذكره كما كان، مثلما كان على قيد الحياة".

وتعاقب الفنزويليون امام النعش في سيل متواصل، بعضهم بالكاد توقف، والبعض الآخر قام بإشارة صليب سريعة او لامس النعش بيده. وأدى الكثيرون التحية العسكرية فيما كانت مكبرات الصوت تتمنى عليهم عدم التقاط صور.

وتمكن مئات من الموظفين الرسميين واعضاء الحزب الاشتراكي الحاكم من إلقاء التحية على قائدهم مساء الاربعاء قبل ان تفتح الكنيسة امام الجمهور إلى حين موعد الجنازة الرسمية. وحضرت ايضا رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر ورئيسا الاوروغواي خوسيه موخيكا وبوليفيا ايفو مورالس.

وتبدأ الجنازة اليوم الجمعة في حضور العديد من قادة أميركا اللاتينية وبعضهم وصل منذ الأمس إلى العاصمة الفنزويلية.

ومن الرؤساء الذين تأكدت مشاركتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، ورئيسة البرازيل ديلما روسيف، ورؤساء البيرو اولانتا هومالا والاكوادور رافايل كوريا، ونيكاراغوا دانيال اورتيغا، والمكسيك انريكي بينيا نييتو، وتشيلي سيباستيان بينييرا، وبيلاروسيا الكسندر لوكاتشنكو.

واعلن الحداد الوطني في عدد من البلدان منها البيرو والاكوادور ونيكاراغوا وكوبا وتشيلي والبرازيل وإيران.

ونقل جثمان تشافيز الاربعاء من المستشفى العسكري حيث توفي إلى الأكاديمية العسكرية، بمواكبة جنود من حرس الشرف الرئاسي، بعدما جال الموكب سبع ساعات في شوارع العاصمة.

وعلى وقع تصفيق الحشود، أخرج جنود النعش المغطى بالعلم الوطني من الموكب الجنائزي وحمله عدد من معاوني الرئيس الراحل على أكتافهم ودخلوا به مبنى الاكاديمية العسكرية.

وفتح النعش في الاكاديمية، واحاط به مد بشري من مئات الاف الاشخاص، العديدون منهم في ملابس حمراء بلون "التشافيين"، جالوا مع الموكب تحت شمس حارقة.

ومساء الاربعاء احتشد الالاف من انصار الزعيم البوليفاري بعضهم جاؤوا مع عائلاتهم امام الاكاديمية ينتظرون دورهم لإلقاء النظرة الاخيرة على جثمان الرئيس، وهم يعانون من العطش والجوع بعدما واكبوا النعش طوال النهار في حر خانق وكان بعضهم يصيح "نريد رؤية تشافيز".

المصدر : العرب اونلاين