الصفحة الرئيسية > رأي > نحن أصحاب المسؤولية عن وحدتنا الوطنية

نحن أصحاب المسؤولية عن وحدتنا الوطنية

الاثنين 14 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011


عبد الله محمد الحسن

كلنا لآدم، وآدم من تراب، هذه هي حقيقتنا قبلناها أو رفضناها، هي الواقع والحقيقة، هذا وهو أصل العلاقة بيني وبينك وهو أصل الفرق بيننا، ولحكمة الله جعلنا شعوبا وقبائل جعلنا أجناسا وألوان وقبائل وأعراف، لكنه وحد المقصد منا جميعا، وجعله أساس التفاضل بيننا وهو التقوى، فهل منع اللون الأصفر أو البيض أصحابه من الجنون والمرض، هل منعهم من الفقر والجهل، وفوق كل ذلك هل منعهم من الكفر والفسوق والعصيان، وهل منا من لا يقول عندما يذكر بلال الحبشي رضي الله عنه وقد كان عبدا قبل أن يجعل منه الإسلام سيد يحسد على مكانته، ومنا منا معشر الشباب من لا يحب أن يكون مكان ذلك الغلام الفارسي الأسود سلمان "رضي الله عنه" وهو يقود جيش المسلمين وأبوبكر الصديق يقود به خطام بعيره.

لكن مجتمعنا الموريتاني القديم رغم ما كان فيه من قيم النبل، إلا أنه خلف وراءه سرطانات فتاكة لا تزال تعصف بهذا المجتمع الهزيل، ومنها عوائق ومعايير التفاضل الاجتماعي والتي هي أفكار خبيثة ترسخ في الأذهان وتكون بالقبيلة أو الجهة أو الانتماء الأسري أو الولاء وغير ذلك من أوجاع قاتلة رغم عصيانها على العلاج، ففي مجتمع (البيظان) لا قيمة لغير (البيظاني) لا قيمة للكوري لأنه لا حق له في الحيات أصلا! ولا قيمة للحرطاني لأنه آلة خلقها الله لخدمة (البيظاني)! ولا قيمة للمعلم لأنه مجرد تائه معتوه! وهذا مخالف لصريح الشريعة الإسلامية وللسيرة النبوية وللتاريخ الإسلامي النقي.

لكن وفي ظل عالم العصرنة عالم السياسة والديمقراطية التي ما نزال نبحث عنها بحثا مضنيا، قد يظهر غير ذلك إفتعالا لا حقيقة، فنحن نسمع الساسة يتحدثون عن الوحدة والوطنية وعن اللحمة الوطنية ويتحدثون في بيوتهم علىيد أطفالهم وذوهم بغير ذلك.

لا أريد الخوض في المواضيع الاجتماعية كالزواج لأن أمتنا الموريتانية أصبحت أمة مادة ومن كان له مال فهو أبوه وأمه ونسبه، ولا يهم غير ذلك!

لكن أتحدث عن ما يجب أن يكون واقعا حقيقيا، كيف يرى بعضنا الفضل على البعض ونحن شعب واحد من أصل واحد، وينتظرنا مستقبل واحد، نحن أمة تصطف صفوفا معتدلة عن الصلاة، ونأكل الطعام جميعا ونمشي في الأسواق، بعضنا من بعض ولو تنكر البعض هذه الحقيقة..

لا أنكر أن ثمت عوامل وراء هذه الظاهرة منها عامل الجهل والنقص الكبير في التعليم لدى بعض هذه الفيئات، والذين تعود جذوره إلى ألائك الذين كانوا يستعبدون الناس ويحرمونهم من حقوقهم بل حتى من إنسانيتهم، فهم علماء في جهنم، لأنهم تعلمون ما لم يعملوا به، ومنها أيضا ما تسمعه هذه الفئات وتلاقيه من تهميش واضطهاد، وانتزاع حقوق تنتزع معها الثقة في النفس. فهل ننجح يوما في تحكيم الشرع والعقل ونحدث ضمائرنا، متسائلين لو كنت مكانه كيف سأستقبل هذه المعاملة؟ أم أننا أمة مقدر لها الفشل في كل شيء حتى في وحدتنا الوطنية، نحمل مسؤولية الفشل الاقتصادي والسياسي للدولة والسياسيين فإلى من نرجع فشلنا الاجتماعي ومن نحمله المسؤولية؟..

عبد الله محمد الحسن مانة الله كاتب صحفي موريناني ناشط في مجال العمل الخيري والتنموي