الصفحة الرئيسية > ثقافة > موريتانيا: دورة تدريبية لترميم وحفظ المخطوطات لموظفي معهد الثقافة

موريتانيا: دورة تدريبية لترميم وحفظ المخطوطات لموظفي معهد الثقافة

الاثنين 17 أيلول (سبتمبر) 2012


نظمت الحكومة الموريتانية، دورة تدريبة لبعض موظفي المعهد العالي للبحث العلمي في نواكشوط، بإشرف خبير المخطوطات المصري عادل عبد الرؤوف، طيلة أسبوعين، واختتم مساء الأحد.

وقد أشادت مديرة المعهد الموريتاني للبحث، المهندسة ابنته بنت الخالص، بالتدريب الذي قدمه الخبير المصري، مؤكدة أن المتدربين استفادوا من دروس نظرية وأعمال تطبيقية حسنت من خبراتهم، وأن من بين الأولويات التي يسعى المعهد إلى إنجازها، هي التعرف على أماكن المخطوطات والتعريف بها وجمعها وفهرستها وحفظها واستغلالها وطبعها ونشرها، مبرزة إضافة مرحلة رابعة تتمثل في المعالجة والترميم.

وقد استفاد من الدورة التدريبية 14 موظفًا، أجمعوا على استفادتهم وامتلاكهم خبرات ومهارات جديدة ستمكنهم من القيام بالدور المنوط بهم في المعهد، مؤكدين حرصهم وتفانيهم في ترميم وحفظ المخطوطات التي تزخر بها موريتانيا.

بدوره، أكد المكلف بمهمة في ديوان وزيرة الثقافة والشباب والرياضة، الجيد ولد عبدي، أن "المخطوطات تمثل مكونة أساسية من تراثنا المادي، وتحمل في طياتها معلومات متنوعة وعلوم مختلفة، وأن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يولي أهمية خاصة لحماية وصيانة التراث، مما تجسد في إنشاء صندوق خاص لحماية التراث المهدد بعوامل عدة، وتنظيم مهرجان للمدن القديمة"، موضحًا أن "القطاع يدرك بكل وضوح أن عملية صيانة وحفظ التراث لن تتم إلا بمشاركة فعالة لأصحاب المخطوطات، ووعيهم لأهمية صيانتها وحفظها".

من جانبه، أشاد القائم بأعمال بسفارة جمهورية مصرالعربية في نواكشوط، وعدد من أطر وزارة الثقافة والشباب والرياضة، بالدور الذي تعلبه المخطوطات التي أجمعوا على ضرورة العمل بكل جهد للحفاظ عليها لأنها ثراث نفيس.

هذا وقد طالب بعض ملاك المكتبات والمخطوطات الأثرية في موريتانيا، حكومة الرئيس ولد عبد العزيز، والمنظمات الدولية المهتمة بالتراث والمخطوطات، بالتدخل العاجل، لإنقاذ آلاف الكتب والمخطوطات، المنتشرة في أنحاء واسعة من البلاد، وخصوصًا في المدن القديمة مثل شنقيط وولاته الأثريتين، اللاتين باتتا معرضتين للعديد من المخاطر، ولعل أبرزها زحف الرمال المتحركة وانهيار أسطح المنازل التي تحوي تلك المخطوطات النادرة، مشيرين إلى أنهم أصبحوا عاجزين عن صيانة آلاف المخطوطات، بعد أن غاب الداعمون من منظمات عن مدنهم التاريخية.

يُذكر أن مدينة شنقيط في الشمال الموريتاني، تزخر بموروث ثقافي كبير يعود تاريخه إلى مئات السنين، وتحتفظ المدنية الواقعة في عمق الصحراء بكنوز ثمينة تنتظر من يعيد اكتشافها، ويُعيد إليها اعتبارها ويحميها من أمواج الرياح التي بدأت تحاصر المدينة، كما توجد في مدينة شنقيط مئات المكتبات تحوي آلاف المخطوطات قسمًا كبيرًا منها مكتوب على جلود الغزلان، تتوزع على العلوم الشرعية واللغوية والفلسفة إضافة إلى بعض العلوم التجريبية، مثل الطب والفلك، وتعود لمؤلفين من مناطق المشرق والمغرب والأندلس، إضافة إلى بعض المؤلفات النادرة لعلماء موريتانيين وعرب، حسبما قال مؤرخون.

المصدر : «العـرب الـيوم»