الصفحة الرئيسية > رأي > الفيلم المسىء وصراع الاديان

الفيلم المسىء وصراع الاديان

الجمعة 14 أيلول (سبتمبر) 2012


بقلم : جمال أسعد (مفكر قبطي مصري)

الفيلم المسىء للرسول الكريم والذى تم انتاجه فى امريكا بمشاركة ذلك القس الموتور جون تيرى الذى قام بحرق القران أكثر من مرة فى مشهد حقير متدنى ومعه موريس صادق ذلك السمسار الخائن لمصر والذى تم أسقاط الجنسية عنه حيث لا تتشرف الجنسية المصرية ولا يسعد كل المصريين أن يحمل هذا الموتور تلك الجنسية .

ذلك الفيلم وتلك الاساءة لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة .كما أن هذه الافعال الحقيرة لا تدخل أبدا تحت أدعاء حرية الابداع وحق التعبير عن الراى فالحرية لا تعنى مطلقاً تشويه الاديان والاساءة لرموزها .ذلك لان هذه السلوكيات لا تحدث صدفة ولاتتم أعتباطاَ ولكنها تحدث فى اطار مخطط ومنهج تحت مسمى صراع الاديان .

حيث أنه بعد أن تم هزيمة الاتحاد السوفيتى السابق فى أفغانستان على يد المجاهدين الاسلاميين وبمساعدة أمريكا ظهرت الاصولية الاسلامية كقوة عائدة بديلاً عن الاتحاد السوفيتى حتى أن امريكا والغرب قد أطلقا عليها الخطر الخضر..ولذا فقد ظهرت نظرية صراع الحضارات لهنتجنتون والذى اعتبرت أن صراع الثقافات او الاديان ستكون هى البديل لصراع الايدلوجيات السابق بين أمريكا والسوفيت .وقال أن الصراع هذا سيكون بين المسيحية الاوربية واليهود فى جانب والاسلام والمسيحية الارثوذكسية والكونفوشيوس فى جانب أخر مستغلاً هذا النوع من الاستفزاز وأثارة النعرة الدينية ونأجيج العاطفة الطائفية.

كما أنه لايمكن أن نسقط الرابط بين تلك الاساءات وبين ذلك المخطط الصهيونى الامريكى الذى يهدف الى أعادة تقسيم المنطقة على اسس طائفية والمنشور فى مجلة الطليعة المصرية عام 1982 والذى يهدف الى تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية وما حدث حتى الان فى العراق والسودان وما يحدث فى سوريا ولبنان يؤكد ذلك ..اما مصر فالهدف هو تقسيمها الى دولة اسلامية وأخرى مسيحية وتم نشر خريطة من قبل هؤلاء الخونة رفعت فيها العدد اللى خمس دول .

وطريقة اللعب فى مصر تتم دائما عن طريق أستغلال ورقة الاقباط والاهم هو الاصرار على أثبات أن هناك أضطهاد للاقباط وليس مشاكل وتمييز حتى يتم التدخل الاجنبى والوصول الى حلمهم الحقير بأنشاء الدولة القبطية التى أعلنوها من امريكا .

وقرار الحكومة الهولندية بتسهيل اللجوء الدينى لاقباط مصر هو أحدى حلقات المسلسل ,,وأنتاج ذلك الفيلم الحقير وفى توقيت زكرى أحداث سبتمبر 2001 فهذا مقصود بهدف أستغلال لحظة التذكر بأنهيار البرجين والمرتبط بالقاعدة كعمل أرهابى وربطه بفيلم يقول أن الاسلام ونبيه الكريم أرهابيين .وذلك لربط وتأكيد أن الاسلام هو دين أرهابى وأن الاقباط مضطهدون فى مصر وبذلك يحدث التدخل وتتحقق الاهداف الحقيرة للخونة .

ولكن ستظل مصر بتوحدها وحضارتها حائط صد لمثل هذه الحقارات فلا يجب أن نربط بين السلوك المشين للافراد وبين الاديان,فالدين هو الحجة على الافراد وليس العكس . فكيف لمسيحى أن يفعل هذا والمسيحية تدعو الى حب الاعداء وليس قبولهم وفى الوقت الذى فيه المسلمين والاقباط مصريين وتجمعهم امال واحدة ويربطهم مصير واحد.

ولذا فقد راينا الكنيسة المصرية قد أصدرت بياناً صادقاً ترفض فيه هذا الفعل المشين,كما أن هناك 125 منظمة لاقباط المهجر ورفضوا ذلك تماماً بل خرجت مظاهرات فى أمريكا وأوربا من الاقباط وترفض الفيلم وتطالب بمحاكمة موريس الخائن وطرده من امريكا .

كما أنه كان من الطبيعى جدا أن اشارك انا وابنى فى بدايات الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الامريكية بالقاهرة حيث أن مايصيب أى مصرى فى حياته وعقيدته يصيب جميع المصريين.

وهذا هو الدين وتلك هى الوطنية فالذين فعلوا هذا لا علاقة لهم باى قيم دينية او اخلاقية او انسانية .فهل ندرك المحاك لنا من محططات تريد أن تزعزع توحدنا لصالح قوة صهيونية أمريكية أستعمارية ؟ .

وبالتالى لا نوحد بين من قاموا بالعمل وهم مسيحين وبين المسيحية وكل المسيحين خاصة أن الاقباط وعلاقتهم بالاسلام والمسلمين غير علاقة اى مسيحى فى العالم .

فلنقبل بعضنا البعض فلنحترم عقائدنا وأدياننا ورموزنا وأن نترك الحساب لله سبحانه وتعالى حتى تظل مصر لكل المصريين.

جمال أسعد
مفكر قبطي مصري