الصفحة الرئيسية > رأي > موريتانيا .. من سيحمل السلاح إذا؟

موريتانيا .. من سيحمل السلاح إذا؟

الثلاثاء 29 أيار (مايو) 2012


بقلم : محمد فاضل ولد الأدهم

تابعت بكثير من الإصغاء والإهتمام ما يتداوله الساسة والحكام والإعلام حول المشهد السياسي الموريتاني خلال الأسابيع و الأشهر الماضية.. حيث أشاروا إليه بالوسطى والسبابة والإبهام على أنه انسداد لأفق عام.. وقد لبس كل منهم لأمته للتصدي لهذه الواقعة وأم المعارك الماحقة .. فتخندقوا يمينا وشمالا وكأني بهم يلوحون ببيض الهند ساعة داحس والغبراء ,لايلوون على شيء سوى ما تكن صدورهم من توق لشرب الراح عند المساء في أفنان ذالك القصر الرمادي.. بعيدا عن مواساة طبقات الشعب القادمة من وادي عبقر تنشد شعرا عبقريا يوحي بأن كلا من الفئتين تتحين فرصة الانقضاض على خصمها :

وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ** بعينيك قي أعشار قلب مقتل

لقد علمتنا تجارب الربيع العربي والخريف الإفريقي من حولنا أن للتغيير طريقين لا ثالث لهما .. مع الاحتفاظ بالخصوصيات.

المسلك الأول هو الإحتكام إلى صناديق الإقتراع عبر انتخابات حرة وشفافة يسلم فيها للفائز مقاليد السلطة حسب الدستور المعمول به ونجنب البلد الدخول في أزمات تزيده ضعفا وانقساما هو في أقصى مراتب الغنى عنها .

أما المسلك الثاني فكر وفر.. واقتتال أوانقلاب وانفصال.. يحتم على القوى الإقليمية والدولية التدخل لفض الإقتتال , والحفاظ على المصالح والقلاع والأمثلة حاضرة مع كل ناع والأخبار في أرضنا يحملها كل راع... فأي النجدين تختارون أيها الساسة الأماجد أصحاب النزاع؟

وهل سيكون هناك جناح عسكري لبعض الاطراف مع دخول قادة سابقين في الجيش حلبة المنافسة السياسية على غرار ما حدث في بعض البلدان؟ ومنهم أصحاب التمويل الجدد؟ وهل من تدخل دولي في الصراع الموريتاني_الموريتاني؟ وأية انعكاسات له على المنطقة برمتها؟ وموريتانيا بلد الثروات المعدنية والسمكية الهائلة التي تسيل لعاب الشركات المتعددة عبر العالم.

لقد برهنت التجربة على أن أصحاب التوجهات الراديكالية المرتبطة بالصراع الدولي ما بعد الحادي عشر سبتمبر لها القدرة على حمل السلاح , لكن هل ما زال الشعب الموريتاني حقا على تركيبته المعهودة ممن يحملون.. وممن لا يحملون السلاح؟ أم أن التجاذبات الإقليمية جعلت الجميع على قدم المساواة في حمل السلاح؟

إن ما حدث في ليبيا وما يحدث الآن في سوريا و مالي كاف لمراجعة الإستراتيجيات والأولويات لدى كل فريق ومحاولة تقليل الخسائر على الساحة وتفادي اتسونامي وطني يقلب كل الحسابات و الموازين لدى الفرقاء والإخوة الأعداء.. فهل من مجيب لداع الخير؟ عسى أن يكون قريبا.

محمد فاضل ولد الأدهم
كاتب و إعلامي