الصفحة الرئيسية > رأي > لماذا نعارض المعارضة

لماذا نعارض المعارضة

الأحد 8 نيسان (أبريل) 2012


بقلم : الشيخ البدوي

ملاحظة للمحرر : يجيب هذا المقال على مقال عبد الرحمن المصطفى هنا.

فى مقال كتبه صاحبه تحت عنوان : لماذا نعارض عزيز ، وما أحسن هذا العنوان لو أن صاحبه التزم به منهجيا وموضوعيا ، وقدم جوابا مقنعا لغيره للسؤال الذي طرحه على نفسه ، إلا أنه بدأ يتخبط فى استخدام العبارات ، لا يدري من أين يبدأ أبالهجوم على ما يسميه غلمان الأغلبية ، وهي تسمية له الحق بأن يفتخر أنه أول من استخدمها ـ فلعل الغلمان اختلطوا عليه ـ أم يركز على إدراج مفردات من اللهجة الحسانية خالية المعنى والمقصد ، أم يبحث لمقاله عن ما يكسبه المصداقية عند القراء ولوكان بالقسم بالله ، حيث أكثر من قول " والله " ـ لأنه متؤكد مبدئيا أن لا أحد سيصدقه ـ لكن أنصحه بمراجعة آية الأيمان فى سورة المائدة لأية 88 لاختيارالكفارة المناسبة له .

لكن الأدهى من ذلك والأمر تطاوله على العلماء ووصفهم بالمنافقين والفاسدين أخلاقيا .. ياويحك أولم تسمع أن العلماء ورثة الأنبياء وأن لحمهم مسموم وأنهم خيار الأمة وحماة دينها و حفظة تراثها ...فضلا عن كون التطاول عليهم مذمة ، وحرمتهم واجبة من خاصة الناس أحرى من عامتهم من أمثالي وأمثالك إن شئت .

لك الحق فى أن تنتقد النظام وتسييره لشؤون البلاد وانعكاس ذلك على حياة العباد ، كقولك أن الفقراء ازدادوا فقرا والأغنياء تراجعوا غنا ...الخ

مما لا أغوص فى تفنيده قولا وإبطاله حجة ، دون الرجوع إلى خلفيتك الفكرية ومرجعيتك السياسية مما تحاول من وراء السطور إصاله من خطابات أخنى عليها الذي أخنى على لبد وبدأت تتآكل لقدمها وعجز أصحابها عن تقديم بدائل لها أو إقناع الناس بمحتواها.

فياحبذا لوكنت قدمت أو قدم لنا قومك بديلا نتبعه أو طريقا نسلكه ، يقودنا إلى الأفضل ويرفع بنا من ضنك الحياة وشظف العيش غيركلام جميل لفظا وبمفردات لغوية سجعية لكل الحق والقدرة فى استخدامها كيف يشاء كما ذكرت أنت.

أماهجومك على غلمان الأغلبية وانتهاكك لحرمة علماء الأمة فالغلمان لك مراقبون والعلماء عنك معرضون.

وأما اقتباسك لكلمات من برنامج رئيس الجمهورية وخطاباته كالفساد والفقراء.. وشرحها لغويا واصطلاحيا ، فهو اقتباس فى غير محله منهجا ولا محل له إعرابيا لأن المعاجم اللغوية قد سبقتك لذالك وأدرى بكنهه منك.

بل كان عليك حين أقحمت نفسك فى شرح هذا المفردات أن تشرح لنا معنى " الكذب" ومعنى "اللحية " ومعنى "تماما"...لخ ـ وقد نلتمس لك العذر إذا علمنا بأن لهذ الشهر أساطير ربما كان لسطورك نصيب منها ـ

وبالعودة إلى العنوان الذي اخترنا والذي من عنوانك اقتبسنا " لماذا نعارض المعارضة ، فذلك لأسباب عدة أهمها ما يلي:

أولا : لأن المعارضة فى العالم كله وفي موريتانيا بمختلف مرجعياتها الفكرية وانتماءاتها الأيديولوجياتة هي فى صراع أزلي مع النظام الحاكم مهمى كانت شرعيته وعدالته بغية الوصول إلى السلطة لا أكثر ولا أقل ، وسلاحها لذلك هو تعظيم كبائر النظام وتكبير صغائره ، ليس حفاظا على مصلحة الشعب بقدر ما هو تضليل للرأي العام والتأثير به على العامة ، لكسب الولاءات واستجلاب العواطف ، وبالتالي لا يهمنا قول المعارضة أن السماء ستسقط أوأن الأرض بمن عليها ستحترق ما دام النظام الحالي قائما أو العسكر مسيطرا جاهلين أو متجاهلين أن العسكر والمدنين سواء فهم جميعا ينتمون لهذه الأرض وطنا ودما وتاريخا وثقافة ...

وإن كانت لهم أخطاء فهي لا تنسب لهم بمنأى أو بمعزل عن هذا الشعب ثقافة

ثانيا : أن المعارضة لم تقدم لهذا الشعب على مدى تاريخها الذى فاق أو تجاوزسن اليأس بديلا يتبعه أو برنامجا يثبت نجاعته وقدرته على التعامل مع المستجدات والمتغيرات الظرفية والمكانية ، فلمذا مثلاعجزت المعارضة عن إقناع الناس فى انتخابات 2007م وإن كانوا يدعون تزوير سابقاتها وتغييرإرادات الناخبين فى لاحقتها ؟

ثانيا : نعارض المعارضة ونسكت عن المولات إيمانا منا بأن أزمة الدولة الموريتانية هي أزمة مجتمع بمعارضته وموالاته ومن هم لا هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، نتيجة عقلية تواثرها الأجداد ورسختها الأنظمة أساسها غياب مفهوم المواطنة ومسارها فقدان العدالة الإجتماعية ، حتى صارت الدولة بمواردها ملكا وهبة لمن توالاها لايخاف بأسا من قوى الدولة ولارهقا من أهلها ، وهي عقلية لا تزالت مترسخة فى المجتمع الموريتاني خاصه وعامه ، وإن حاول البعض الحيد عنها اتهم ب:"النفشة البرياد " وهي عقلية وثقافة لن يزول إلابزوال الجيل الذي مارسها والآخر الذي تربى فيها، مهمى كان حسن نية الحاكم ومعاوينيه.

رابعا : يقيننا التام الذي لا يزعزعه كلام المعارضة ولا يزيده فينا تأكيد الرئيس أن النظام الحالي يسير فى طريق القضاء على هذه المخلفات التاريخية والإجتماعية بما يضمن السير بالبلد نحو الرقي والإزهار ، لا كن تراكمات السنين لا يمكن القضاء عليها سنة أو اثنتين ، «أيمش بشور إل فاخلاك يجر» «والقافلة تسير والكلاب تنبح» «وما شهدنا إلا بما علمنا».

واليعذلني أبناء سعد عليهم وما قلت إلا بالذي علمت سعد

"وإن تعودوا نعد" .

الشيخ البدوي