الصفحة الرئيسية > الأخبار > اقتصاد > موريتانيا تطلق معرضها الأول للتشغيل

موريتانيا تطلق معرضها الأول للتشغيل

الثلاثاء 21 شباط (فبراير) 2012


أطلقت الحكومة الموريتانية اليوم بالتعاون مع اتحادية الخدمات والمهن الحرة في موريتانيا أول معرض للتشغيل، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات الشبابية المطالبة بخلق فرص عمل ووضع إستراتيجيات جديدة لتشغيل آلاف الشباب الذين تتضاعف بهم سنويا أعداد العاطلين عن العمل في موريتانيا.

ويشارك في المعرض الذي ينظم لأول مرة في موريتانيا ويستمر يومين، عشرات من الشركات الخاصة وكبار رجال الأعمال في البلد ومؤسسات عامة وخاصة، إضافة إلى الجهات الرسمية والخبراء في مجال التشغيل وممثلين عن الشباب العاطلين عن العمل.

ويهدف المعرض بحسب القائمين عليه إلى خلق فضاء واسع للتواصل والتلاقي بين المؤسسات المشغلة والأفراد الباحثين عن العمل، واقتراح سياسات وأفكار ورؤى لحل أزمة التشغيل المزمنة في البلاد، والعمل على إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

اهتمام رسمي

وافتتح المعرضَ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بحضور أغلب أعضاء الحكومة وعشرات من رجال المال والأعمال، فضلا عن مئات الشباب العاطلين عن العمل.

وخلال الساعات الأولى لانطلاق المعرض تقاطر العشرات من حملة الشهادات العاطلين عن العمل للبحث عن فرص التشغيل، لتقديم سيرهم الذاتية للمؤسسات المشغلة.

وأحاط العشرات من هؤلاء بالرئيس الموريتاني خلال زيارته لأجنحة المعرض منتقدين أداء حكومته، وطالبوا بإنهاء معاناة حملة الشهادات والشباب العاطلين عن العمل.

وتقدر الجهات الرسمية في موريتانيا عدد العاطلين عن العمل بنحو ثلث السكان، في حين يرى خبراء اقتصاديون أن أعداد العاطلين عن العمل تزيد على 50% من سكان البلاد.

من جهته قال وزير التشغيل الموريتاني محمد ولد خونا إن المعرض سيساعد على "تشخيص كافة القضايا المتعلقة بالتشغيل في موريتانيا"، خصوصا أن بلاده -بحسب الدراسات- تزخر بالكثير من فرص العمل بسبب تعدد وتنوع الثروات، وثقة المستثمرين في اقتصاد البلاد، مشيرا في هذا الصدد إلى أن حكومته تمكنت من تشغيل نحو 20 ألف شخص خلال العام الجاري.

بدورها أكدت وزيرة الوظيفة العمومية اماتي بنت حمادي، للجزيرة نت، أنه تم "توظيف أكثر من 5000 شخص في الوظيفة العمومية منذ عام 2008، وهو ما يفوق ما تحقق خلال العقد الماضي".

عدم تفاؤل

ورغم حرص الكثير من الشباب العاطلين عن العمل على ارتياد المعرض والتجول بين جنباته فإن العديد منهم بدا غير متفائل كثيرا بشأن قدرته على حلحلة أزمة التشغيل المستعصية في البلاد.

حيث قال يحيى ولد مخلوك (30 عاما) -الذي يحضر دكتوراه -في إدارة الأعمال- إنه وزع نسخا من سيرته الذاتية على أغلب المؤسسات المشاركة في المعرض "حتى يأتي الفرج ويبتسم الحظ من جديد" بعد فشله خلال السنوات الماضية في الحصول على أي فرصة شغل تنسجم مع تخصصه ومجال دراسته.

لكن ولد مخلوك أكد، في حديثه للجزيرة نت، أن المعرض يركز على الجوانب الدعائية والديكورية أكثر من اهتمامه بالبحث الجاد عن فرص فعلية لتشغيل الشباب، مرجعا السبب في ذلك إلى أنه ليس لدى الحكومة إستراتيجية ورؤية واضحة بشأن القضاء على البطالة.

وأشار شاب آخر من حملة الشهادات العاطلين عن العمل هو محمد ولد محمد أحمد –الحاصل على ماجستير في الجغرافيا- إلى أنه لا يرى في المعرض الحالي أكثر من فرصة لدق ناقوس الخطر بشأن البطالة المتفشية في صفوف الشباب وحملة الشهادات العاطلين عن العمل.

وفي السياق ذاته وصف عزيز ولد محمد إقبال الشباب على المعرض بأنه مثل تعلق الغريق بأي شيء يجده في طريقه، فالعاطلون عن العمل بحثوا في كل مكان، وسلكوا كل طريق دون جدوى، ولكنه مع ذلك أبدى أمله في أن يأتي المعرض بما يحقق أحلام الشباب ويناقض ما يتوقعه الكثيرون بشأنه.

من جانبه قال رئيس اتحادية الخدمات والمهن الحرة المنظمة للمعرض محمد ولد الوالد -للجزيرة نت- إن المعرض يهدف في الأساس لطرح إشكالية التشغيل، وجمع كل المعنيين لنقاشها والبحث لها عن حلول، وإعطاء الأولوية لتشغيل الشباب والقضاء على بطالتهم.

المصدر: الجزيرة