الصفحة الرئيسية > رأي > الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي

الأحد 12 شباط (فبراير) 2012


بقلم : سوسن البوسعيدية

الذكاء العاطفي ... نظرة جديدة في العلاقة بين الذكاء والعاطفة يحدثنا عنها ياسر العيتي في كتابه «الذكاء العاطفي» حيث عرف عن هذا المصطلح وكيفية ولادة هذا العلم، فقد ولد هذا المصطلح في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عشرين عاماً ككل العلوم الإنسانية الحديثة بعد أن لاحظ علماء النفس أن سعادة الإنسان ونجاحه في حياته لا يتوقفان فقط على ذكائه العقلي وإنما على صفات ومهارات قد لا توجد عند الأذكياء من الناحية العقلية أطلق عيها اسم الذكاء العاطفي.

تعريف الذكاء العاطفي.. هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين وهناك تعريف آخر يتفق عليه العلماء وهو أنه يعبر عن قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ومن حوله، وبما أن للتفكير علاقة متبادلة مع الشعور لأن كثيراً من المشاعر تتولد في نفوسنا نتيجة لنمط تفكير معين فإذا غيرنا هذا النمط تغيرت لدينا هذه المشاعر كما أن الشعور بدوره يؤثر على تفكير الإنسان فالإنسان المتشائم يكون في حالة من القلق والتوتر لا تمكنه من التفكير الإيجابي أو التفكير أصلاً.

ومن الممكن للإنسان أن يرفع من مستوى ذكائه العاطفي لأن مهارات الذكاء العاطفي يمكن اكتسابها وأن الإنسان يستطيع إذا بذل الجهد الكافي أن يرفع من مستوى ذكائه العاطفي، ولكن لا بد أولاً من المعرفة (كيف يغير نفسه) والتدريب (أن يتدرب على ما تعلمه) وبعدها يصبح التغيير مسألة وقت ليس إلا.

وقد بينت الدراسات أن هامش التطوير في الذكاء العاطفي أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي، إن الذكاء العقلي يصل بالإنسان إلى سقف معين أما الذكاء العاطفي فيفتح أمام الإنسان الآفاق الواسعة.

ان ما اثبتته الابحاث من قدرة الانسان على تطوير نفسها يتماشى مع المبدأ الذي أقره تعالى في كتابه الكريم واصفا النفس البشرية بانها قابلة للتزكية وان الانسان هو الذي يتحمل مسؤولية ذلك . قال تعالى (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) وقد اكد النبي عليه الصلاة والسلام ان الصفات النفسية يمكن اكتسابها كما يكتسب العلم تماما، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «انما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم».

سوسن البوسعيدية