الصفحة الرئيسية > رأي > صواع الملك وألواح موسي ؟

صواع الملك وألواح موسي ؟

السبت 21 كانون الثاني (يناير) 2012


بقلم عبد الله ولد المبارك

غرف من مداد العلماء ودماء الشهداء أنهار من عسل مصفي ولبن سائغ للشاربين ببلاد شنقيط وأهل موريتان، ولكن ليالي الاستعمار وغربان الكادحين و سلالة الاباضيين والشعوبيين حاولت أن تشوه وجه أبناء عقبة بن نافع وطارق بن زياد ويوسف بن تاشفين والعمرين( يحي بن عامر وأبي بكر بن عامر).

وعاشت موريتانيا عصورا من الاستغلال للاستقلال ، والتصفيق للانقلابات ، والتدافع بين أنواع الموميات، حتي رأينا محمد بن مولود يتخذ سيد ولد الشيخ عبد الله سبحة، و أصبح اليساري بدر الدين أصوليا يلهج بحب جميل ولنين، كأن الحسين لم يقتل بكربلاء أوكأن عمر لم يطعنه المجوسي أبا لؤلؤة اللعين.

أسنين عجاف أكل الأخ أخاه، وغرد الطير في غير سربه ، وأصبح الران علي القلوب آمرا وناهيا... إلي أن جاء هذا العزيز

فألقي جرانه ملبيا ومكبرا ،و ظاعنا بين الأرملة والفقير والشيخ الوقور

وهناك بالرمضاء ثائر يولول والناس تري ما لا يري، يرسم بحبره ما لا يفقه، يري شمسا غربت فيقول "هذا ربي"، وكوكبا أفل فيقول "هذه ثورتي"، وقمرا كسف فيقول هذا" تواصل"؟

ثورة قطع العلاقات مع إسرائيل

ثورة طردت بقرار تاريخي لا لبس فيه ، النجم السداسي الذي دنس أرض الرباط الأول ، فذهب حيي بن الأخطب يعض أصابعه ودقت عنقه، لم يبق للمتاجرين كازيون خمر ولهو، ولم

يصبح للبوءة المنسقية زئير،وأصبح كل من القرضاوي وعصام البشير شاعرين يمدحان محمد ولد عبد العزيز في سوق عكاظ

ثورة الإرث الإنساني

لطالما عوت ذئاب العبية الجاهلية، بيسارالافك ، وبشمال نعرات العنصرية ، واستوت في ذلك سنوات ست وستين، وتسع وسبعين، وسبع وتسع وثمانين، فجاء هذا العزيز مبيرا للشحناء، مصليا بين

الأوس والخزرج، يقضي الديون، ويصل الأرحام، ويحمل الكل، ويعين علي نوائب عام الرمادة، فلم يثنه أحد عن انصاف مظلوم، ولا اعادة مطرود، ولاتضميد جراح، خرج ببلسم فعفت ديار الكادحين وأظلم ليلهم لأن ملف الإرث طوي، وتحول من تجارة

إلي سلام إخوة طالما وحد بينهم الأذان والقرءان

ثورة قننت محاربة الرق

لم يعد للرق شيعة يتشيعون، فقد أصبحت الحرب ضده قرارات برلمانية ونصوصا دستورية، وبرامج إنمائية، يتنافس فيها المشرق والمغرب، والمعارض والمؤيد، وتم تجذير لحمة الوحدة لمكونات شعبنا، وأضحي الحر حرين، والإسلامي إسلاميين، والمعارضة معارضتين، لكل قفه، وخليله ،وخله في أبواب محاربة الرق

ثورة إنصاف الفقراء

أنصف العزيز فقراءه ، فبكي مترف القرية وولول ثائر الوهم، فلم يعد لأكواخ الصفيح صفير، وخرجت مدن الفقراء بشوارعها وطرقها وكهربائها ومياهها ، تغسل حوب خمسين سنة من الظلم

والنسيان، ماتت فيها أجيال بسبب البرد القارس والبئة النتنة و التكدس في" قبور الكبات"، ومن حولهم كبراء القرية ومترفيها كقارون في جمعه ،وكهامان في صرحه ،وكمسيلمة في كذبه، وكالنمرود في كبره، وكالحروريين في التواصل، وكالشيوعيين في التلاسن؟

ثورة إصلاح ذات البين

حوار سياسي مع فرقاء السياسة، وحوار فقهي مع الغلاة جسدا خارطة طريق في هذا المنكب البرزخي، أذنت في بروز ثقافة "إصلاح ذات البين"، والوصول إلي قوانين دستورية وإجراءات عفو مهدت لحلول موريتانية لخلافات الموريتانيين، وسد أبواب الاختلاف، وإسقاط رهانات الصراع العبثي

لم يعد للتطرف بواكي، ولم يعد للمعارضات المتهورة فسحة للتحرك

ثورة لبست لامة الحرب

نجح العزيز في تزويد إخوته، وأخذ صواع الملك غلابا من جماعات العابثين بدماء جنودنا ، الراتعين في حياضنا، المتسربلين بالقطران بين ثنايا عدوتينا

وخرج الجيش الموريتاني مرفوع الرأس، فقد أناخت مطاياه بغابة واكادو، وأسمع أزير أسوده بحاسي بوزيد حتي فرت الذئاب، وخنس الثعبان

آه ما أحلي ثورات شعبي العزيز

لن يستنكف العزيز مثلما نجح في حل كل تلك المعضلات ، أن يرسم باشراقته حلولا لمن يريد أن يستغل عصا موسي أو عجل السامري فلا مساس بين الحاكم الرشيد الذي يسوس شعبه بالحجة والبرهان، و العابد لرأيه وحلوان كاهنه في هذا الزمان

أنخ مطاياك بألواح موسي ،ولا تتعجل فالتؤدة خير والعجلة من الشيطان، ولاتجر أخاك بلحيته(( يابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي)) صدق الله العظيم

أيها المتعجل: اقرا الألواح؟

عبد الله ولد المبارك