الصفحة الرئيسية > الأخبار > اقتصاد > «بلاد شنقيط».. رمال من ذهب تطمر أهم المعادن

«بلاد شنقيط».. رمال من ذهب تطمر أهم المعادن

الاثنين 9 كانون الثاني (يناير) 2012


موريتانيا، أو بلاد شنقيط، تلقب بـ«بلد المليون شاعر»، وهذا الثراء الشعري ربما لأن بحار الرمال الممتدة قد ألهبت شاعرية شعرائها وشاعراتها، ولأن الفضاء الواسع على مرمى البصر، والطبيعة الصحراوية البكر، قد حفزت مخيلتهم، وداعبت ذاكرتهم الشعرية التي تحتفظ بإرث الأجداد الشعري طازجا.

غير أن كثبان الرمال التي تتحرك في الصحروات الموريتانية على هوى الريح، لا توحي بالشعر فقط، بل هي أيضا رمال من ذهب، تطمر في أحشاء الأرض ثروات معدنية متنوعة، تتهافت عليها الدول الصناعية.

فموريتانيا تمتاز بتنوع ثروتها المعدنية من حديد ونحاس وجبس وفوسفات...... وتساهم هذه الثروات الطبيعية الهائلة مساهمة فعالة في تكوين رأس المال الوطني وفي تطوير البلاد ودفع عجلة النمو فيها.

وتؤكد شركات التعدين العالمية أن الاكتشافات المنجمية في ازدياد مطّرد خاصة بالنسبة للحديد واليورانيوم والنحاس والذهب والكروم والماس.

ووصل الإنتاج المعدني في موريتانيا خلال العام الماضي 2011 إلى 11.1 مليون طن من الحديد، و330 ألف طن من النحاس الفلزي، و7.3 طنا من الذهب، ووصل عدد الرخص الخاصة بالبحث المنجمي إلى 197 رخصة منحت لـ55 شركة معدنية.

وخلال السنوات الأخيرة شهد القطاع المعدني تطورا كبيرا تمثل في إعادة فتح منجمي النحاس في قلب «أم أغرين» وأول منجم للذهب في تازيات، وشجعت الديناميكية الجديدة للقطاع المنجمي وسهولة منح رخص التنقيب عن معدن الذهب، شركات التنقيب على الاستثمار في موريتانيا واستغلال سياسة الترويج لاستخراج المعادن من مناطق الشمال الموريتاني.

يقدر إنتاج الذهب في موريتانيا بـ7.311 طن سنويا حسب إحصاءات وزارة المعادن التي تؤكد أن التطور المذهل الذي حصل خلال الأشهر الماضية في شركة تازيازت موريتانيا المحدودة مكن من زيادة احتياط خامات الذهب حتى الآن إلى ما يزيد على خمسة ملايين أونصة من الذهب مما سيمكن من مضاعفة إنتاج الشركة ليكون بذلك منجم تازيازت أكبر مناجم الذهب في إفريقيا.

وتتواصل عمليات البحث والتنقيب عن مناجم جديدة في شمال ووسط موريتانيا لاسيما بعد النتائج المبشرة التي كشفها البحث عن اليورانيوم في الشمال الموريتاني وأشغال البحث عن الذهب في تازيازت.

وتستقطب موريتانيا حاليا حوالي 55 شركة معدنية وطنية وأجنبية تنقب عن المعادن حائزة على 197 رخصة تغطي أغلب أنواع المعادن، وتعمل الدولة على تذليل الصعاب التي تواجه المستثمرين في النشاط المعدني من خلال تحديث الإطار التشريعي المعدني ورصد وتحديد كل المعوقات التي من شأنها أن تؤثر على حسن سير عمليات البحث والاستغلال سعيا إلى إيجاد الحلول الفورية والمناسبة لها من قبل المختصين.

وتشتهر موريتانيا بتصدير الحديد حيث يصل إنتاجها في بعض السنوات إلى 12 مليون طن من الحديد الخام وهو من النوع الجيد حيث تمثل نسبة التركيز فيه 80.64%، ومع تواصل عمليات التفتيش والمسح الجيولوجي للبحث عن المعادن توصل الباحثون إلى وجود ثروة طبيعية هائلة من الذهب والنحاس فقد ثبت من خلال البحوث التي تقوم بها الهيئات العلمية وجود دلائل ونتائج مشجعة كان آخرها ما أعلنه مكتب البحوث الجيولوجي عن اكتشاف كميات من الذهب في الشمال ووجود دلالات مشجعة في الجنوب بالإضافة إلى وجود مؤشرات إيجابية على وجود الأحجار الكريمة.

وهذا التنوع المعدني في موريتانيا يفتح الباب واسعا أمام تعاون بين البلدين الشقيقين، خاصة فيما يتعلق بمعدن الحديد، حيث إن مصنع الحديد والصلب في قطر يمكن أن يعتمد على خامات الحديد الموريتانية التي تصنف بأنها من أكفا خامات الحديد في العالم.

كما أن الاستثمارات القطرية يمكن أن تنعش تصنيع هذه الخامات المعدنية، فلا يكتفى باستخراجها من حقولها المعدنية، بل القيام بتعدين هذه الخامات، مما يوفر عدة مدخولات لموريتانيا، وإحدها توفير فرص العمل المجزية الدخل لشباب هذا البلد العربي الشقيق.

كما يتحدث خبراء عن إمكانية إنتاج السليكون من رمال موريتانيا، ومن ثم إنشاء صناعات عديدة، من بينها الزجاج.

جريدة الوطن القطرية