الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > تقارب إيراني موريتاني في مختلف المجالات
تقارب إيراني موريتاني في مختلف المجالات
الثلاثاء 20 كانون الأول (ديسمبر) 2011
محادثات إيرانية موريتانية لتعزيز العلاقات الثنائية وطهران تؤكد أن البلدين لهما وجهات نظر مماثلة
وصل مساعد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الدولية علي سعيد لود، يرافقه وفد إيراني رفيع إلى موريتانيا أمس في زيارة رسمية لها. واستقبل "علي سعيد لود" من جانب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، وتباحثا حول القضايا المشتركة وتعزيز التعاون بين طهران ونواكشوط. وعبر مساعد وزير الخارجية الإيراني في تصريحات للصحافة بنواكشوط عن سعادته لهذه الزيارة إلى البلد الشقيق الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
هذا وبدأت صباح أمس الاثنين بقصر المؤتمرات في نواكشوط جلسة عمل بين الوفدين الموريتاني والإيراني برئاسة أحمد ولد باهيه وزير الدولة للتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي، وعلي سعيد لود، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الدولية.
وأعلن وزير الدولة الموريتانية أن هذا اللقاء تطرق لمجالات التعاون بين البلدين في شتى المجالات واستعراض الفرص لتطويره، مبرزا أن العلاقات الموريتانية الإيرانية شهدت تطورا ملحوظا بفضل توجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز والرئيس الإيراني أحمدي نجاد.
وقال: "إننا نتطلع إلى أن تتمخض اجتماعاتنا عن تحديد مجالات مفيدة للشعبين والعمل على تنفيذها على أرض الواقع "مضيفا إن مجال التكوين المهني يعتبر أحد المجالات ذات الأولية في هذا التعاون.
من جانبه؛ أعرب المسؤول الايراني بعد اللقاء في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء عن سعادته لهذه الزيارة إلى "البلد الشقيق الجمهورية الإسلامية الموريتانية". وأعرب عن سروره للقاء رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن لقاءاته المقررة مع المسؤولين الموريتانيين ستكون فرصة لتعميق التعاون الثنائي. وأضاف إن زيارته تندرج في إطار "تطابق وجهات النظر بين البلدين على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وعلى صعيد العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية". وأكد أن بلاده تريد فعلا تعزيز العلاقات مع موريتانيا، مشيرا إلى دور هذه الزيارة في ذلك من خلال الوفد رفيع المستوى الذي يرافقه وتشارك فيه عدة قطاعات حكومية وعامة. وأشار إلى أهمية الوفد تعبر عن الحرص على تطوير التعاون الثنائي أكثر من ذى قبل.
وقال "كما تعلمون تم في زيارة سابقة لرئيسي البلدين التوقيع على عدة اتفاقيات وقد جئنا في هذه الزيارة لمتابعة وتنفيذ تلك الاتفاقيات على ارض الواقع". وتابع المسؤول الإيراني "من خلال لقائي مع رئيس الجمهورية اتفقنا على المواضيع المطروحة وبإذن الله وبالتعاون معا سيتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خدمة للشعبين والبلدين الشقيقين". وتأتي الزيارة عقب زيارة قصيرة قام بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لموريتانيا في سبتمبر الماضي وسط تحسن في علاقات البلدين.
إلى ذلك؛ وصل العاصمة نواكشوط وزير الثروة الحيوانية والصيد في مالي بكارى توراتو، في زيارة لموريتانيا تدوم يومين، وتقول مصادر "الشبيبة" إن الوزير المالي سيناقش مع نظيره في نواكشوط سبل توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة في مجال الرعي، حيث يلجأ المنمون الموريتانيون للدخول في عمق الأراضي المالية في فصل الصيف، خاصة في السنوات التي تتأثر فيها موريتانيا بالجفاف، ناهيك عن رعي المواشي الموريتانية على الحدود المالية نهاية كل فصل صيف.
وعلى صعيد آخر؛ مثل وزير النقل الموريتاني يحيى ولد حدمين أمس أمام الجمعية الوطنية للرد على أسئلة النائب السالك ولد سيدي محمود حول صفقة المطار المثيرة للجدل داخل الساحة السياسية والإعلامية. ويحاول النواب سبر أغوار الصفقة ومعرفة الآليات التي اعتمدت لتمريرها، والظروف التي واكبت الصفقة الأكثر إثارة منذ صفقة الصيد مع الصين الشعبية قبل شهور.
ويقول السالك ولد سيدي محمود مقدم الاستجواب إن الصفقة أقل ما يمكنه قوله عنها إنها كانت "مشبوهة"، وكانت الحكومة منحت صفقة بناء المطار لشركتين موريتانيين دون الكشف عن حجم الصفقة والمبالغ المالية المدفوعة مقابلها أو عرضها للتنافس أمام المستثمرين كما تنص القوانين المحلية المنظمة لمثل هذه الصفقات.
ويقول المتابعون للصفقة إنها شبيهة بالمعاملات "البدائية" التي كانت تتم قبل سك النقود، وإن الحكومة قدمت أرضا مقابل بناء المطار مع تسهيلات أخرى لمجموعات تجارية محلية في خرق فاضح لقوانين المنافسة.
وفي هذا الصدد؛ أعلنت مصادر إعلامية أن نواب المعارضة الموريتانية قرروا هذا الأسبوع استجواب ثلاثة وزراء في الحكومة هم وزراء المالية والنقل والوظيفة العمومية. وسيجري استجواب الوزراء حول أوضاع العمال غير الرسميين في الدولة "12 ألف عامل"، والذين طرحت قضيتهم بشكل لافت هذه السنة من خلال تظاهرات احتجاجية نظموها للمطالبة بتسوية أوضاعهم.
أما الاستجواب الثاني فيتعلق بالميزانية المعدلة لعام 2011، والتي ترى المعارضة أن الحكومة سجلت فيها خروقاً قانونية خطرة، فيما يتناول الاستجواب الثالث ما يعرف بـ "صفقة مطار نواكشوط"، المثيرة للجدل، والتي منحت لرجال أعمال موريتانيين مقابل إقطاعات عقارية تجاوزت 400 هكتار من الأراضي السكنية في العاصمة نواكشوط.
في سياق آخر، أفادت تسريبات إعلامية بنواكشوط أن مقربين من الرئيس محمد ولد عبدالعزيز يسعون لتشكيل حزب سياسي جديد لامتصاص الاستياء الحاصل من حزبي "الاتحاد من أجل الجمهورية" و"الحراك الشبابي". ويأتي ذلك في ظل مساعي السلطة للحصول على الأغلبية النيابية في البرلمانيات المقبلة، وكذلك الاستياء من أداء الحزب الحاكم خلال المهرجانات الأخيرة التي وصفت بالفاشلة في أكثر من مدينة داخلية.
تقرير صحيفة الشبيبة