الصفحة الرئيسية > الأخبار > سياسة > موريتانيا: الاستفتاء يسفر عن الموافقة على التعديلات الدستورية والمعارضة ترفض

موريتانيا: الاستفتاء يسفر عن الموافقة على التعديلات الدستورية والمعارضة ترفض

الثلاثاء 8 آب (أغسطس) 2017


أسفر الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي شهدته موريتانيا الأحد عن فوز معسكر "نعم" بنسبة 85%، كما بلغت المشاركة 53,73% حسب أرقام رسمية للجنة الانتخابية. ورفضت المعارضة الموريتانية الاعتراف بنتائج هذا الاستفتاء، مجددة اتهامها للرئيس محمد ولد عبد العزيز تعزيز سلطاته للبقاء في السلطة.

فاز مؤيدو التعديلات الدستورية التي تنص على إلغاء مجلس الشيوخ في الاستفتاء الذي جرى السبت في موريتانيا، وتشكل نتائجه انتصارا واضحا للرئيس محمد ولد عبد العزيز ترفض المعارضة الاعتراف به. وأعلنت اللجنة الانتخابية الأحد أن نسبة المشاركة بلغت 53,73 بالمئة، موضحة أن 85 بالمئة من الناخبين صوتوا لمصلحة التعديلات المقترحة.

ودعي نحو 1,4 مليون ناخب موريتاني ليدلوا بأصواتهم خصوصا بشأن إقامة مجالس جهوية منتخبة بدلا من مجلس الشيوخ، وتعديل العلم الوطني بإضافة خطين أحمرين "لتثمين تضحية شهداء" المقاومة في مواجهة الاستعمار الفرنسي الذي انتهى في العام 1960.

ودعت المعارضة المتشددة المجتمعة في تحالف من ثمانية أحزاب ومنظمات إلى مقاطعة الاقتراع. ولقيت هذه الدعوة تجاوبا من عدد كبير من الشخصيات السياسية ورجال دين محافظين وناشطين ضد العبودية.

وفي مؤتمر صحافي الأحد، أدان أعضاء في التحالف المعارض "المهزلة الانتخابية التي فتحت الطريق أمام تزوير أوسع"، مؤكدين أن الشعب "رفض بشكل واضح التعديلات الدستورية". كما أكدوا أنهم لن يعترفوا بنتائج الاستفتاء بعدما كانوا قد تحدثوا في وقت سابق عن تلاعب بالتصويت من قبل الحكومة.

وكان حزب اللقاء الديمقراطي الوطني، الوحيد بين أحزاب المعارضة الذي دعا إلى المشاركة في الاستفتاء والتصويت بـ"لا".

وكانت نسبة المشاركة من أهم رهانات الاستفتاء الذي جرى بعد حملة صاخبة شهدت أعمال عنف خلال مظاهرات للمعارضة. وقد بلغت هذه النسبة 36 بالمئة في نواكشوط ووصلت إلى ثمانين بالمئة في بعض المناطق الريفية النائية في الغرب كما ذكرت اللجنة الانتخابية.

"تعديلات أخرى"

ألمح الرئيس محمد ولد عبد العزيز، الجنرال السابق الذي وصل إلى السلطة بعد انقلاب في 2008 وانتخب في 2009 وأعيد انتخابه في 2014 لخمس سنوات، إلى أن هذا التعديل الدستوري لن يكون الأخير على الأرجح. وقال "خلال سنتين وحتى عشر سنوات، ستأتي تعديلات أخرى لتكييف الدستور مع واقعنا"، بينما يشتبه جزء من المعارضة بأنه يريد البقاء في الرئاسة بعد ولايته الثانية والتي يفترض أن تكون الأخيرة بموجب الدستور.

وكان رئيس الدولة قد تعهد مرات عدة بعدم المساس بعدد الولايات الرئاسية، مؤكدا أن "الدستور لا يمكن أن يتغير لمصالح شخصية". لكنه لم يتمكن من تهدئة مخاوف المعارضة التي تبرر قلقها بالإشارة إلى تصريحات لوزراء أو مقربين منه يؤيدون إدراج ولاية رئاسية ثالثة.

ويقضي التغيير الدستوري الذي أعد خلال حوار بين السلطة والمعارضة التي توصف بالمعتدلة في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر الماضيين، بإنشاء مجالس جهوية بدلا من مجلس الشيوخ وإلغاء محكمة العدل السامية ومنصب وسيط الجمهورية والمجلس الإسلامي الأعلى وتغيير العلم الوطني.

المصدر : فرانس24/ أ ف ب