الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > موريتانيا تلغي الحدود مع الجوار بمهرجان سينمائي

موريتانيا تلغي الحدود مع الجوار بمهرجان سينمائي

الأربعاء 26 نيسان (أبريل) 2017


اختتم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط مهرجان “سينما الحدود” الذي نظمته دار السينمائيين الموريتانيين (مستقلة) بالشراكة مع المعهد الفرنسي بموريتانيا (تابع للسفارة الفرنسية) ما بين 19 و21 أبريل الجاري، حيث شهد حفل الاختتام عرض فيلمين أحدهما وثائقي من إخراج الموريتاني عالي ديدة، وفيلم سينمائي طويل من إخراج موسى توري من السنغال.

وبحث الفيلم الوثائقي الموريتاني الذي حمل عنوان “فرونت-تير” واقع الحدود الموريتانية والتبادل الثقافي ومطامح عابري الحدود وأهدافهم، معتبرا أن الحاجة ماسة إلى فتح الحدود بين أفراد القارة الأفريقية، للتعارف أكثر وتبادل الخبرات والتجارب في مختلف المجالات.

أما الفيلم السنغالي الروائي الطويل “الزورق” (87 دقيقة) فطرح قصة الآلاف من المواطنين السنغاليين والأفريقيين الذين يشرعون في الهجرة نحو أوروبا عبر المحيط الأطلسي في زوارق الموت، حيث يموت أغلب المهاجرين وهم يتحدون قسوة وقوة المحيط بزوارقهم التقليدية، هربا من فقر مدقع يعيشونه في أوطانهم.

وكان اليوم الختامي للمهرجان فرصة للجمهور للحديث مع المخرجين عالي ديدة من موريتانيا وموسى توري من السنغال، حيث عبّرا عن الرسائل التي أرادا إيصالها من خلال فلميهما، كما استقبلا أسئلة الحاضرين وملاحظاتهم، وتم أيضا اختتام الورشة المقامة على هامش المهرجان والتي أطرها المخرج السينمائي فيليب كوردي أستاذ السينما بلوزان في سويسرا، والذي جاء بدعوة من دار السينمائيين.

وشهد المهرجان المنظم بالتعاون في أمسيته الأولى عرض فيلمين من المغرب العربي، هما فيلم “الجن” من الجزائر لمخرجته ياسمين شويخ و”هم الكلاب” من المغرب لمخرجه هشام العسري.

وصور الفيلم الجزائري “الجن” الذي كان فاتحة عروض المهرجان، من خلال 20 دقيقة حياة خيالية لقرية بجنوب الجزائر تعيش صراعا مع الأساطير والتقاليد، ومحاربة الجن الذي يتلبس بفتيات مانعا إياهن من العيش بحرية.

وتعالج المخرجة ياسمين شويخ في فيلمها بطريقة فنية موضوع الجن الذي تناولته الأديان والأساطير القديمة، حيث تتحدى بطلة الفيلم ”عنبر” الجني الذي يريد أن يسكنها من خلال عدم انصياعها إلى عادات وتقاليد مجتمعها، وبفضل إرادتها القوية في أن تكون امرأة حرة تتغلب “عنبر” على النظرة الدونية للأنثى في مجتمعها.

ويشارك في تجسيد أدوار الفيلم كل من الممثلين خديجة مقاوم ومحمد ندور وفاطمة الزهراء مغفور وخيرة مسادي، ويعكس الفيلم ملامح من المجتمع الجزائري بعاداته وتقاليده المحافظة مع إبراز الزخم التراثي لمنطقة تاغيت الجزائرية.

وتقول ياسمين شويخ إن فكرة فيلم ”الجن” جاءتها في أول زيارة لها لمدينة تاغيت الجزائرية، حيث انبهرت بها كثيرا، خاصة أنه كانت تنظم فيها سنتي 2008 و2009 تظاهرة سينمائية خاصة بالفيلم القصير، ما ساعدها أكثر على الاستقرار في هذه المدينة للتصوير في ظل وجود ‘قصر تاغيت’ الأثري الذي صورت فيه العديد من المشاهد.

أما الفيلم المغربي “هم الكلاب” لمخرجه هشام العسري، فقد تحدث في 85 دقيقة عن فريق تلفزيوني اكتشف معاناة رجل مغربي غاب فترة طويلة عن أهله، وعاد ليجد مدينته الدار البيضاء تعج بمظاهر الحرية والمدنية التي لا تخلو من العنف والجريمة، ويرافقه الفريق في رحلة البحث عن ماضيه وأسرته.

وشاركت موريتانيا بفيلمين هما “كرتي” لخليفة سي (12 دقيقة) و”فرونت-تير” الوثائقي لعالي ديدة (20 دقيقة)، كما شاركت أفلام من السنغال وفرنسا ومالي.

ويعالج المهرجان قضايا الهجرة والحدود والإرهاب والتطرف في البلدان التي تشترك في الحدود مع موريتانيا كالمغرب والجزائر ومالي والسنغال، وهي موضوعات تشكل عنصرا مهما في علاقات هذه الدول ببعضها البعض، ولها انعكاسات مباشرة على صنع القرار.

وقال عبدالرحمن ولد أحمد سالم، مدير دار السينمائيين الموريتانيين “نحاول تسليط الضوء على قضايا الحدود التي تشكل محورا مهما من علاقات هذه البلدان المتجاورة والمتشابكة ثقافيا”.

وأعرب عن اعتقاده أن السينما “تستطيع قراءة الحدود المشتركة بين هذه الدول، ودعم التشابك الثقافي بين الشعوب والثقافات”.

وأضاف عبدالرحمن، وهو مخرج سينمائي أيضا، “نسعى لجعل البرنامج داعما قويا للسينما الوثائقية التي توثق أحلام الشعوب وعاداتها وطموحاتها للتواصل”.

وقال المخرج الموريتاني محمد ولد أدوم، وهو مدير سابق لمهرجان الفيلم القصير في موريتانيا، “تشكل موريتانيا همزة وصل ثقافية بين العالم العربي وأفريقيا”.

وأضاف “يشكل مهرجان من هذا النوع استثمارا جيدا للموقع الجغرافي والثقافي لموريتانيا، ومواكبة للمتغيرات التي تبدأ من حدود هذه الدول بوصفها فواصل جغرافية لما يحدث فيها من تأثير مهم على صناعة القرار في هذه المنطقة”.

المصدر : "العرب"