الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > حليُّ للزينة والعلاج في موريتانيا

حليُّ للزينة والعلاج في موريتانيا

الأربعاء 22 شباط (فبراير) 2017


تحظى الحلي التقليديّة بمكانةٍ هامّةٍ في موريتانيا، فهي حاضرة في جميع المناسبات الدينية والاجتماعية، وتدخل في طقوس وعادات احتفالات الموريتانيين وحياتهم اليومية. كما ترتبط بالممارسات الشعبية التي تتم بهدف علاج المريض وتخفيف آلام المخاض واقتفاء الأثر وجلب البركة لسكان البيت الجديد والحظ السعيد للعرسان.
وإضافة إلى مزاياها الجمالية، تتغلغل هذه الحلي في ثقافة المجتمع وعادات أهله، فهي أساسية في جهاز العروس التي تتزين بها، وتضعها كتاجٍ يزيّن رأسها، وتهدي قطعة منها لأهل العريس بعد الزفاف. وهي حاضرة في عملية الوضع، عند الإنجاب، إذ تتسلّح بها المرأة لتسهيل ولادة طفلها، كما تستعملها لحمايته من العين الشريرة. وحسب الموروث الشعبي، فإنَّ هذه الحلي، قادرة على التخفيف من آلام المريض والشفاء من بعض الأمراض كالروماتيزم والصراع النصفي والإسهال وحرقة المعدة. كما أنَّها مفيدة، حسب المعتقدات الشعبية، في طرد الجان وعلاج المسحور والخللُ العقليّ الطارئ.
وتتشكل هذه الحلي من معدن الفضة القديم وعقيق اللوبان النادر وأحجار الخرز والجوهر المتوارث منذ عشرات السنين والوَدَع الذي يستعمل في قراءة الطالع. وترتبِط هذه الحلي أساساً بالعلاجات التي تصفها الجدات للمحتاجين لها، وهي تمثّل عصارة تجاربهن وخبرتهن اللاتي ورثْنَها من أسلافهنّ أو اكتسبْنَها خلال حياتهنّ.
وتقول، عائشة الصالحي، وهي خبيرة في الموضة، إن إدخال تصميمات جديدة في صناعة الحلي والعقيق، أضفى عليها ميزة خاصة، وأصبحت تمثّل عنصراً رئيسيّاً للزينة النسائية، إضافة الى أهميتها التراثية وحمولتها التاريخية، إذ تفرُض التقاليد والأعراف على الموريتانيات التزين بقطع من هذه الحلي.
وتشير إلى أنّ الكثير من المعتقدات الشعبية في موريتانيا، تربط بين هذه الحلي وبين الشفاء من بعض الأمراض والتخلص من شر الإصابة بالعين والسحر والحصول على البركة وسعة الرزق.
وتضيفُ أنّ البعض يضعُ حِلْيَا من الفضة في ماء الوضوء للشفاء من العين. والبعض يتبخّر بعقيق "اللوبان الحر" وهو اللوبان الحقيقي العتيق، إذْ يُعتقَد بأنّه يشفي من مس الجان. وهناك آخرون يضعون أساور من الفضة وخيوط الصوف للشفاء من روماتيزم العظام، كما يضعون عصابة رأس من الفضة للشفاء من الصراع والدوار. بينما تقوم الحامل بالتمنطق بحزام من معدن الفضة لتسريع آلام المخاض. كما تستعمل حصوات من خليط الفضة والوَدَع واللوبان في إبطال السحر وجلب الأرزاق والشفاء من أمراض المعدة والكلى.
والشفاء بالحلي ليس أمرًا مقتصرًا على الثقافات الشعبية العربيَّة، بل هو موجود حتّى في الثقافات الأوروبيّة، وعند بعض شعوب شرق آسيا.

المصدر : "العربي الجديد"