الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > موريتانيا تفتتح ثالث محكمة جنائية لـ"محاربة العبودية" في البلاد

موريتانيا تفتتح ثالث محكمة جنائية لـ"محاربة العبودية" في البلاد

الأحد 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016


افتتحت الحكومة الموريتانية، اليوم الأربعاء، ثالث محكمة جنائية متخصصة بقضايا "الاسترقاق"، ضمن "إطار قانوني" صادقت عليه نهاية العام الماضي، لمحاربة العبودية في البلاد.وقال وزير العدل الموريتاني، إبراهيم ولد داداه، في كلمة له خلال افتتاحه المحكمة، بمدينة نواذيبو (عاصمة البلاد الاقتصادية)، إن حكومته استكملت اليوم "الإطار القانوني لمحاربة العبودية" في البلاد.وأضاف الوزير "ولد داداه" أنه "بتدشين محكمة في نواذيبو يكتمل توزيع المحاكم المتخصصة بمحاربة الاسترقاق على التراب الوطني الموريتاني".وصادقت الحكومة الموريتانية نهاية العام الماضي، على إنشاء ثلاث محاكم جنائية مختصة في قضايا الاسترقاق، افتتحت إحداها في مايو/ أيار الماضي، في مدينة النعمة أقصى شرقي البلاد، والأخرى في يونيو/ حزيران الماضي، بالعاصمة نواكشوط، بينما الثالثة افتتحتها رسميا اليوم، في "نواذيبو" (شمال).وكان مقرر الأمم المتحدة المكلف بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، فيليب آلستون، قد قال، في تقرير أصدره بتاريخ 11 مايو/ أيار الماضي، إن "الآثار الوخيمة للعبودية ونظام القبائل ما تزال قائمة وتشكل خطرا حقيقا على موريتانيا". وتحدث المسؤول الأممي في تقريره، آنذاك، عن "تغييب منهجي وإقصاء لعدد من الشرائح الاجتماعية بموريتانيا من الحياة الاقتصادية"، مشيرا إلى أن الفئة العرقية المهمشة تشكل ثلث عدد سكان البلاد، في إشارة منه لشريحة الأرقاء السابقين.لكن الحكومة الموريتانية وصفت حينها تصريحات مقرر الأمم المتحدة، بأنها "تفتقد للمصداقية"، وقالت إن "محتوى تقرير المسؤول الأممي كاذب وتميز بطابع انحيازي وحمل معلومات مغلوطة لا تستند إلى تحقيق أو إحصاء بخصوص مكونات المجتمع وسلم الفقر في الوسط الريفي". ويعود تاريخ الجدل حول العبودية في موريتانيا إلى السنوات الأولى لاستقلال البلاد بداية ستينيات القرن الماضي، حينما كانت العبودية تنتشر بشكل علني بين فئات المجتمع الموريتاني كافة، سواء تعلق الأمر بالأغلبية العربية أو الأقلية الأفريقية. وجاء أول إلغاء حقيقي للعبودية في العام 1982، خلال حكم الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، لكن وبعد مرور سنوات، يقول نشطاء حقوق الإنسان، إن حالات عديدة من العبودية ظلت قائمة، وممارسة بشكل فعلي في أنحاء موريتانيا، فيما تؤكد السلطات أنها تبذل جهودا مكثفة لعدم عودة هذه الظاهرة مرة أخرى.

الأناضول