الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > عادات غريبة في موريتانيا بعيدة عن شاشاتنا العربية

عادات غريبة في موريتانيا بعيدة عن شاشاتنا العربية

السبت 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016


بقلم : نبيل بكاني ("راي اليوم")

“عشرة أشياء لا تعرفها عن موريتانيا” هو عنوان تقرير اعلامي لموقع “قارئ دوت نت” حول أغرب العادات المنتشرة في صحراء موريتانيا. التقرير الذي نشر هذا الأسبوع أشار أيضا، الى نقطة مهمة تتعلق بمحدودية الحضور الإعلامي لموريتانيا في عناوين نشرات الأخبار على القنوات العربية، وذلك اعتبارا للموقع الجغرافي البعيد عن بقية البلدان العربية خاصة في المشرق، وهو ما ساهم في عدم اكتشاف المشاهد العربي للوجه الحضاري الحقيقي لهذا البلد بعيدا عما هو نمطي، اذ في الغالب يبقى حضور موريتانيا في الاعلام العربي مقتصرا على تلك المشاكل الاقتصادية والسياسية وما يتعلق نذرة المياه.
الموقع في تقريره تحدث عن عشرة معلومات تتعلق بموريتانيا، كالاسم الأصلي للبلد والذي قد لا يعرفه الكثيرون، والذي هو “شنقيط”. إضافة الى مجموعة من العادات الغريبة، لعل أهمها تلك العادة التي قد تكون غير مقبولة في مجتمعاتنا العربية حتى تلك الأكثر انفتاحا، ويتعلق الأمر بما يعرف بـ”التبراع″ والذي تلجأ فيه النساء الى التغزل بالرجال، والذي يصنفه مهتمون بالتراث الشعبي كأدب نسائي تختص به قبائل الصحراء الموريتانية عن بقية الشعوب العربية، وقد عرض الموقع دليلا على ذلك تجلى في فيديو أغنية من إنتاج التلفزيون الموريتاني للفنانة كمبان بنت علي وركان، تغني “التبراع″ في مشهد يميط اللثام عن أحد أوجه التعايش التي سادت ومازالت تسود المجتمع الصحراوي في موريتانيا.
من دلائل هذا التعايش والانسجام في المجتمع الموريتاني بتعدد اثنياته، مسألة التعدد اللغوي في البلاد التي تعكس انفتاح ديمقراطيا، اذ أن الدستور الموريتاني هو الوحيد في المنطقة الذي يعترف بأربع لغات محلية بما فيها العربية. ومن تلك العادات الغريبة كذلك، احتفال المرأة في هذا البلد بطلاقها، حيث تقيم مأدبة تحضرها النسوة، ويتم في العادة إطلاق ثلاث رصاصات في الهواء من بندقية أحد المقربين من المطلقة وكأن نصرا تحقق، وذلك احتفالا بهذا الطلاق الذي يمثل حياة جديدة للمرة وليس نهاية كل شيء، عكس ما هو شائع في باقي البلدان.
إذا ما استثنينا قناة فرانس 24 من بين القنوات الدولية سواء العربية أو تلك الأجنبية الناطقة بالعربية، فقليلا ما نشاهد على هذه الشاشات، ريبورتاجات حول الحياة الموريتانية، بالأخص في وجهيها الاجتماعي والثقافي، علما أن المجتمع الموريتاني، وخصوصا الصحراوي منه، والمشكل من قبائل واثنيات مختلفة منتشرة على مساحة يقال أنها تساوي ضعف مساحة فرنسا وثلاث مرات مساحة ألمانيا تخفي تنوعا ثقافيا واجتماعيا، مازالت حياة هذا المجتمع لم تستهلك إعلاميا كما أنه لا يحظى بالمستوى المطلوب من قبل القنوات العربية أو الناطقة بالعربية.