الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > البوليساريو تستغل فتور العلاقات بين المغرب وموريتانيا لتمرير أجندتها

البوليساريو تستغل فتور العلاقات بين المغرب وموريتانيا لتمرير أجندتها

الجمعة 12 آب (أغسطس) 2016


في خطوة تصعيدية جديدة ضد المغرب قامت السلطات الموريتانية بإغلاق مقر مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء.

تحاول جبهة البوليساريو الانفصالية استغلال الفتور الذي يسم العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا لتمرير أجندتها وكسب حلفاء جدد من رجال سلطة نافذين في موريتانيا.

وقد تسلم الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبدالعزيز، بالقصر الرئاسي في نواكشوط رسالة من الأمين العام الجديد للبوليساريو إبراهيم غالي.

وبحسب ما جاء في مواقع إخبارية متطابقة، أوضح مصدر رسمي موريتاني أن الرسالة تسلمها الرئيس ولد عبدالعزيز لدى استقباله أمحمد خداد، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ومنسقها مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء (المينورسو).

وقال القيادي في البوليساريو، في نهاية اللقاء في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء “كان لي شرف مقابلة فخامة الرئيس محمد ولد عبدالعزيز حيث سلمته رسالة من أخيه الرئيس إبراهيم غالي، تتعلق بآخر تطورات القضية الصحراوية ومساعي الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل لها، وتتعلق كذلك بالعلاقات الثنائية”.

وفي خطوة تصعيدية جديدة ضد المغرب قامت السلطات الموريتانية بإغلاق مقر مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء الذي يمثل واجهة الإعلام الرسمي للمغرب في نواكشوط. وكانت السلطات الموريتانية قد قامت في الماضي بطرد المدير السابق لمكتب الوكالة في نواكشوط بعدما اتهمته بالقيام بأعمال تتنافى مع عمله في نواكشوط.

وتمر العلاقات الموريتانية المغربية بفتور كبير مستمر منذ أربع سنوات جراء التجاذبات والمواقف السياسية لكلا البلدين فاقمها امتناع المغرب عن مشاركة رفيعة المستوى في القمة العربية الأخيرة ورفض الرئيس الموريتاني استقبال مبعوثين من العاهل المغربي لإبلاغ موريتانيا بنية المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي.

وارتبط التوتر في العلاقات بين البلدين بالجزائر التي تحاول استمالة موريتانيا لتصطف وراءها وتدعم موقفها بخصوص الملف الصحراوي.

يشار إلى أن الجزائر طردت المستشار الأول للسفارة الموريتانية بعد أيام من طرد نواكشوط دبلوماسيا جزائريا بالرتبة ذاتها، على خلفية اتهامه بالوقوف وراء نشر مقال هدفه توتير العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وموريتانيا.

وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وموريتانيا تقلبات عديدة، فالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة كان معارضا للانقلاب العسكري الذي نفذه محمد ولد عبدالعزيز ضدّ نظام حكم سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله سنة 2008، حيث رفض استقبال وفد أرسله ولد عبدالعزيز إلى الجزائر تعبيرا منه عن استيائه من عملية الانقلاب خاصة بعد تمكن الدبلوماسية الجزائرية من استمالة ولد الشيخ لدعمها في قضية الصحراء المغربية.

كما عرفت العلاقات بين البلدين في بداية حرب الصحراء في السبعينات فتورا سببه مشاركة موريتانيا إلى جانب المغرب في الحرب ضدّ البوليساريو، ولكن بعد انسحاب موريتانيا من النزاع باعتبارها الحلقة الأضعف عادت العلاقات إلى سالف عهدها.

ويؤكد مراقبون أن الجزائر تمارس ضغوطا على موريتانيا للاصطفاف وراء موقفها من الملف الصحراوي معتمدة على رصيد دعمها لهذا البلد عسكريا واقتصاديا.

ومؤخرا تراهن موريتانيا أكثر على أسبانيا لجعلها حليفا سياسيا واستراتيجيا محوريا بعد تدهور علاقاتها مع المغرب والجزائر وفي محاولة لتجاوز علاقاتها التقليدية بفرنسا التي تعد حليفا رئيسيا للمغرب.

وبحسب متابعين ظهر التعاون الموريتاني الأسباني في الدعم اللوجستي الذي قدمته مدريد للسلطات في نواكشوط لتنظيم القمة العربية التي جرت الشهر الماضي.

وكانت وزارة الخارجية الأسبانية، من الدبلوماسيات القليلة في الغرب، التي أصدرت بيانا تهنئ فيه موريتانيا على استضافتها القمة ونجاحها في هذا الرهان رغم الصعوبات.

المصدر : "العرب"