الصفحة الرئيسية > ثقافة > المركز الثقافي المصري في موريتانيا يحتفل بـ‏50‏ عاما من العطاء

المركز الثقافي المصري في موريتانيا يحتفل بـ‏50‏ عاما من العطاء

الجمعة 3 كانون الثاني (يناير) 2014


يعد المركز الثقافي المصري بموريتانيا أقدم المراكز المصرية علي الإطلاق‏,‏ وتعود قصة إنشائه إلي رسالة وجهها أبو الأمة الموريتانية وأول رئيس لها بعد الإستقلال المختار ولد داداه عام‏1963‏ مخاطبا الزعيم جمال عبد الناصر بأن الهوية العربية لموريتانيا في خطر‏,‏ وأنها سوف تضيع إذا لم تتحرك مصر‏.‏

يقول الدكتور خالد غريب (الصورة) مدير المركز الثقافي المصري بنواكشوط: أعلنت موريتانيا الاستقلال الرسمي عن فرنسا في1960/11/28, وكلف عبد الناصر وفدا برئاسة النبوي المهندس وزير الصحة آنذاك بزيارة موريتانيا للوقوف علي الحقائق علي أرض الواقع, وطاف الوفد المصري في أرجاء موريتانيا, وكانت الفكرة الأساسية التي توصل إليها الوفد هي تواجد وحضور الثقافة المصرية في موريتانيا من خلال مركز ثقافي يحافظ علي اللغة العربية ويبقي علي الهوية الاسلامية لهذه الحضارة العظيمة, وفي الوقت نفسه أرسلت موريتانيا وزير الصحة بوبكر ولد ألفا الي مصر علي رأس وفد موريتاني, وقد قابل عبدالناصر الوفد ودعاه الي زيارة كافة المشروعات التنموية المصرية آنذاك وتوجت هذه الزيارات المتبادلة في السادس من فبراير1964 بقيام الرئيس المختار ولد داداه بافتتاح المركز الثقافي المصري والذي كان افتتاحه سابقا علي قيام العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ويضيف غريب: حمل المركز منذ إنشائه لواء الثقافة العربية, وكانت مكتبته ولاتزال هي أكبر مكتبات موريتانيا علي الإطلاق, حيث تحوي الآن مايزيد علي العشرين ألف كتاب في كافة التخصصات. وقال مدير المركز الثقافي المصري: في الذكري الأولي لإنشاء المركز ألقي الشاعر الموريتاني الكبير أحمدو ولد عبدالقادر قصيدة بعنوان’ شعاع الشرق’, مخلدا قيام المركز, ولاتزال هذه القصيدة واحدة من أشهر القصائد. ويوضح: اهتم المركز بمنح الطلاب الموريتانيين درجة البكالوريا معادلة للدرجة المصرية, وظلت مصر تستقبل سنويا بعثة تعليمية موريتانية, ومن أولها الشاعر الكبير شغالي احمد محمود الذي كتب قصيدة محبة في مصر قرأها عبد الناصر, فاستدعي الشاعر الشاب الي مصر وعرض عليه الدراسة في مصر وبالفعل درس شغالي في مصر لمدة عامين في كلية التربية جامعة عين شمس.
واضاف أن المركز الثقافي المصري ظل يدرب أبناء موريتانيا في كافة المجالات, حتي أنه في عقد الثمانينات شكلت حكومة موريتانية لوحظ أن كل وزرائها من خريجي مصر. ومع توقيع معاهدة كامب ديفيد عام1979 أغلق المركز الثقافي المصري لبعض الوقت ثم أعيد افتتاحه ثانية وفي فترة التسعينات كان المركز بواسطة أجهزته الحديثة يبث الفضائية المصرية التي كانت مولودة حديثا كقناة أرضية الي أهل موريتانيا ليخلق مدي أوسع من العلاقات, ويواصل المركز حتي الآن رسالته التي يشهد بها الجميع في موريتانيا, الذين يرون أن المركز الثقافي المصري هو درة عربية في سماء موريتانيا, واستحدثت في جامعة نواكشوط حلقة دراسية خاصة بتاريخ المركز الثقافي المصري كملازم لاستقلال موريتانيا. وكللت مجهودات المركز وأنشطته الكبيرة في عام2013 بتكريم وزارة الثقافة الموريتانية بصفته أعرق المراكز الثقافية علي الإطلاق, وفي فبراير من عام2014 سيحتفل المركز الثقافي المصري بمرور خمسين عاما علي انطلاق أنشطته مواصلا رحلة العطاء والتميز في كافة المجالات في المجتمع الموريتاني.

(الأهرام)