الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > متسلل فى موريتانيا يستهدف مواقع إلكترونية فى شتى أنحاء العالم

متسلل فى موريتانيا يستهدف مواقع إلكترونية فى شتى أنحاء العالم

الأحد 30 حزيران (يونيو) 2013


فى نواكشوط تلك المدينة التى تقع بين المحيط الأطلسى والقطاع الغربى من الصحراء الكبرى ينسق عاشق لموسيقى الهيب هوب بين مجموعة متنوعة من متسللى الإنترنت الذين يستهدفون مواقع إلكترونية فى شتى أنحاء العالم خدمة للإسلام.
يفتح جهاز الكمبيوتر الخاص به ويحيى متابعيه على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعى بعبارة "صباح الخير جميعا" بالإنجليزية قبل أن ينشر روابط لمواقع إلكترونية يبلغ عددها 746 تسللوا إليها فى الساعات الثمانى والأربعين الأخيرة.

يطلق على نفسه اسم مهاجم موريتانيا تيمنا باسم الجمهورية المسلمة النائية الواقعة فى غرب أفريقيا التى يقود منها مجموعة شبابية تتوزع عناصرها فى مناطق متفرقة من المغرب وجنوب شرق آسيا والغرب.
وفيما يقاتل جهاديون حكومات بالمنطقة من صحراء جنوب الجزائر إلى شمال نيجيريا يقول مهاجم موريتانيا إن جماعة المتسللين التى أسسها وتحل اسم (إنونجوست) تناضل من أجل الإسلام باستخدام الوسائل السلمية.

وقال عبر صفحة على فيسبوك - أكد خبير فى الأمن الإلكترونى إنها صفحته - "لسنا متطرفين." وأضاف "إنونجوست فريق يتسلل من أجل قضية. ندافع عن كرامة المسلمين".
خلال سلسلة حوارات عبر موقع فيسبوك تحدث الشاب البالغ من العمر 23 عاما عن حبه لموسيقى الهاوس والهيب هوب وأغراض جماعته التى استهدفت عددا من المواقع المختلفة بدءا بشركات أمريكية وبريطانية صغيرة وانتهاء بقطاع النفط.

ويمثل الشاب جيلا جديدا من الإسلاميين غربيى الطراز الذين يروجون للاتجاه الدينى المحافظ والقيم التقليدية ويرفضون من يعتبرون أنهم يساندون الصهيونية والهيمنة الغربية.

وقال هيربرجر إنه فى الوقت الذى يكون فيه متسللون من المنطقة جماعات تبرز منطقة المغرب كمعقل لنشطاء التسلل الالكترونى لافتقار المنطقة الى القوانين والوسائل اللازمة لمحاكمة منفذى الهجمات الالكترونية.

وأضاف "هناك درجة كبيرة من إخفاء الهوية ودرجة كبيرة من الإفلات من العقاب."

وقالت مصادر أمنية فى نواكشوط إنها ليس لديها علم بأنشطة مهاجم موريتانيا.

ويقول إنه يؤيد الإسلاميين فى موريتانيا لكنه يرفض دعم حكومته للغرب الذى يعتبر البلاد واحدة من أهم الحلفاء فى مكافحة تنظيم القاعدة بالمنطقة.

وفى ظل غضب الشباب المسلمين البارعين فى استخدام التكنولوجيا من الأنظمة القمعية التى يعيشون فى ظلها يتوقع محللون زيادة فى اعداد نشطاء التسلل الالكتروني.

وقال ارون زيلين الباحث بمعهد واشنطن إن التسلل وسيلة يعبر بها الشبان عن آرائهم الدينية والسياسية بلا رقابة.

وأضاف "هذه المجتمعات مغلقة نسبيا فيما يتعلق بقدرة الناس على مناقشة الموضوعات المحظورة بصراحة."

وأضاف أنه بالنسبة للشبان المحبطين فى دول مثل موريتانيا حيث استولى الجنرال محمد ولد عبد العزيز على الحكم فى انقلاب عام 2008 ثم فاز بانتخابات فى العام التالى بات التسلل "وسيلة للتعبير عن رفضهم للأمر الواقع."

ويعد استهداف (انونجوست) للمواقع العالمية اكبر اسلحتها لكن الجماعة لن تشن بعد هجوما كبيرا على هدف اقتصادى غربي.

وركزت معظم حملات الجماعة على مواقع الكترونية بدءا من مواقع للاطعمة المباحة عند اليهود وانتهاء بمدونات عن الأسلحة الامريكية. وتترك الجماعة على المواقع التى تخترقها رسائل عن الإسلام ومناهضة للصهيونية.

وهاجمت الجماعة خوادم تستضيف مواقع لمشاريع صغيرة مقرها الولايات المتحدة والبرازيل وفرنسا واسرائيل وغيرها.

ويقول مهاجم موريتانيا وفريق (إنونجوست) إن هذه الدول "خانت المسلمين بدعم اسرائيل وبالمشاركة فى حربى العراق وافغانستان."

وفى رسالة على موقع لشركة فى ايطاليا كتبت المجموعة "نحن الجيل الجديد من المسلمين ولسنا اغبياء. نمثل الاسلام. نقاتل معا. نقف معا. نموت معا."

ولا يزال هيربرجر نائب رئيس قسم الحلول الامنية فى شركة رادوير غير مقتنع بأن جماعة (انونجوست) لديها المهارات الفنية اللازمة لممارسة إرهاب الكترونى واسع النطاق من خلال الإضرار بإمكانات التشغيل لدى الشركات أو الوكالات الحكومية.

وأضاف "المسألة لم تحسم بعد" لكنه حذر من الاستخفاف بظهور الجماعة.

(رويترز)