الصفحة الرئيسية > رأي > "إخوان موريتانيا" ..حين يصدمك الحدث فتلجأ للتجاوزات

"إخوان موريتانيا" ..حين يصدمك الحدث فتلجأ للتجاوزات

الثلاثاء 14 أيار (مايو) 2013


بقلم : الشيخ أحمد ولد لقمان

رحم الله شهيدا استنبت جماعة ذات يوم من أيام انحطاط الأمة الإسلامية لإرجاع الخلافة التي سقطت قبل ذلك بسنين... ولما كانت هذه الدعوة صادقة وذات أهداف واضحة حملها الركبان إلى شرق البلاد وغربها فلم يخل منها قطر ولا مصر...

لم تكن موريتانيا الدولة الناشئة إستثناءا من بقية البلدان حيث ظهر فيها من يحمل الفكر الوسطي في بدايات نشأتها كما ظهرت فيها مختلف الحركات الفكرية الأخرى، كالقوميين واليساريين وغيرهم... كما ظهرت فيها الصراعات الأيديولوجية في مختلف الأصعدة توازيا مع العالم العربي أنذاك...ظلت الحركة الإسلامية في موريتانياــ إخوان موريتانيا ــ روادا في مختلف فنون الحياة التعليمية والإجتماعية وحتى السياسية ولست هنا من أجل سرد المراحل السياسية للإخوان في موريتانيا فتلك محطات كثيرة يمكن الوقوف معها في كتابات أخرى...

ذات مساء مشؤوم نثر أحدهم كنانته ليخرج أحد سهامه ليضرب به ضربة أعمى كانت هذه المرة في "إخوان موريتانيا"، ليسطر لنا كلمات كانت من حيث الإخراج "مقالا سياسيا رائعا" في زمن لم يترك الفيسبوك من لا يكتب المقالات الرائعة..

أطنب في التجاوزات في تناوله لموضوع سياسي أراد من ورائه ـ حسب ما يبدو ـ تقزيم الأعمال الكبيرة التي يشهد بها العدو قبل الصديق والتي كان آخرها انضمامات سياسية تعد الأكبر من نوعها في تاريخ الأحزاب ذات المصداقية في موريتانيا، إلى حزب الإخوان في موريتانيا ...آآه لقد كان الحدث صادما على ما يبدوا لدرجة كبيرة....

بعد قراءة متأنية لما كتبه الكاتب عرفت أنه لا ينقم على الإسلاميين في موريتانيا إلا أنهم يعتبرون أنفسهم امتدادا لحركة الإخوان المسلمين عبر العالم، ويريد من ورائه إيصال فكرة مفادها أنه لا يوجد أي تناغم أو ترابط بين الفكر الإخواني وفكر الحركة الإسلامية في موريتانيا ـ إخوان موريتانياـ ، وبما أن مقاله كان مقال التجاوزات فقد اختار أن يضيف إلى الاسم كل ما ذكره كلمة "تجاوزا"، لم تستطع فكرة الكاتب أن تتناسق في عين القارئ ولا أذنه حين بدأ يعترف بالامتدادات الفكرية الأخرى دون أن يعلق عليها بإحدى تجاوزاته التي كانت على ما يبدوا قاسم سهامه، لا تستغرب فالشعب الموريتاني يمكن أن يستوعب كل الأفكار والرؤى ما لم تكن إخوانية أما تلك فلا يطيق العقل الموريتاني استيعابها حسب فكر الكاتب ...مؤسف فعلا أن نتناقض في تسلسل مقال ...

لنتجاوز بعض التجاوزات إلى أخرى ذكرها الكاتب بالأسلوب الذي استخدمه في كتابته تلك، حين أصبح يقسم تجارة بائرة من الشتائم كان يخبئها في كلمات تحتها سم ناقع، حين اتهم الإخوان في موريتانيا بقدسية الذات و عدم قبول النقد ومحاولة اصطناع أحداث قياس لا يمكن أن يلبسوه.. وبإنتاج صراعات فكرية مع تيارات أخرى منحها شهادة بتمثيل ما تسمت به..

الإخوان يقبلون النقد وأكبر دليل على ذلك هي رسائل محمد الأمين ولد مزيد التي يكتبها دائما في مختلف المواسم..ولكن هناك فرق بين النون والحاء في كلمة "نقد" وكلمة "حقد" ويمكن التمييز بينهما بسهولة..

وهو ينسى أن الإخوان في موريتانيا دائما ما يؤكدون للرأي العام أن لموريتانيا خصوصيتها التي تتميز بها كما أن لكل بلد خصوصيته، وقد صرح بذلك رئيس حزب تواصل حين سئل عن إمكانية الاستفادة من التجربة التركية فأضاف "أن لموريتانيا خصوصياتها ..." طبعا لم يتذكر الكاتب هذه الكلمات لسبب بسيط وهو أن رئيس الحزب لم يكن يومئذ من "الإخوان في موريتانيا"...

لم يولي الكاتب أهمية لمؤتمر الحزب الذي كان يعد الحدث الأبرز لهذا العام، حيث توافدت عليه الشخصيات الفكرية والمقاومة من كل صوب بمن فيهم الذين لا ينتمون للإخوان في موريتانيا...

فعبد الله بها قد حضر المؤتمر مباركا ومهنئا لأن بنكيران ليس من إخوان موريتانيا ..ناهيك عن أبو مرزوق والشيخ راشد الغنوشي وغيرهم ممن لا ينتمون لإخوان موريتانيا....

يصل صاحبنا أخيرا إلى استنتاج ربما يصفه هو بالعميق حين يستنتج أن أوردوكَان لم يكن من إخوان موريتانيا حين كان على رأس بلدية اسطنبول ...

أيها المنكح الثريا سهيلا.....عمرك الله كيف يلتقيان

هي شاهية إذا ما استهلت .....وسهل إذا استهل يماني

وما هو القاسم المشترك بين بلدية اسطنبول وبلديات دار النعيم .؟؟ ربما لم ولن يبحث الكاتب عن الإجابة..لا أدري لماذا ...

لم يكن عمدة بلدية عرفات من إخوان موريتانيا حين قام بالتأسيس للمشروع السياحي في تنسويلم والذي لم ير النور إلا بعض أساسه حيث أوقفه رئيس الفقراء بدعوى عدم الترخيص ..والجواب لكم فأنتم أعلم برئيس الفقراء...

خلص صاحبنا أخيرا إلى أن الإخوان في موريتانيا لن يستطيعوا أن يحصلوا على مشاركة مشرفة من باب أحرى أغلبية ....

لا زلت أستغرب مما يريد الأخ من وراء هذه الكلمات ..هل يطلب من أي حزب سياسي أن يظل قاعدا حتى ينزل نصره من السماء ..أم ماذا؟؟

أليست المشاركة السياسية لأي حزب حقا عاديا سواء طمع بالأغلبية أم لا ...لاسيما إذا كان هذا الحزب يشهد ازدهارا على مستوى الانضمامات النوعية لصفوفه قادمة من الأغلبية التي ثبت فشلها في إمكانية تماسك مكوناتها، مما اضطر بعض الكتاب لدق ناقوس الخطر ...

وفي الأخير أملوا خيرا يا إخوان موريتانيا لأن الكاتب ترك فسحة صغيرة لكسر أفق التوقعات، ليترك لكم جانبا من الأمل الذي يقسمه على العباد......

وأؤكد أنني لا أريد من وراء هذه السطور التنقيص من أحد أو التقليل من شأنه ولكن اقتضت حرية التعبير أن أدلي بدلوي في البئر...

وريثما يكون للشعب الموريتاني عقول يمكن أن تستوعب فكر الإخوان حسب ما يقول الكاتب...سيكون لنا لقاء إن شاء الله.

الشيخ أحمد ولد لقمان