الصفحة الرئيسية > الأخبار > اقتصاد > الفشل ينتظر الائتلاف الدولي بمالي أمام عدو تصعب محاصرته

الفشل ينتظر الائتلاف الدولي بمالي أمام عدو تصعب محاصرته

السبت 22 كانون الأول (ديسمبر) 2012


يرى عدد من الخبراء أن العملية العسكرية التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي للتصدي للمجموعات الإسلامية المسلحة في شمال مالي محكومة بالفشل لعدم توافر الوسائل الضرورية لديها ولأنها ستواجه عدوا تصعب محاصرته.

وحذر الخبراء من أن قوات التدخل الدولية التي وافق مجلس الأمن الدولي في قرار على نشرها في مالي قد لا تنجح في اتمام مهمتها في مواجهة مجموعات متكيفة تماما مع الظروف على الأرض وسيتسنى لها الاستعداد وستتجنب تقديم أهداف واضحة، وهم يرون أن النزاع قد يطول.

وقال ضابط فرنسي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "من المرجح أنهم سيتجنبون القتال بشكل مباشر لأنهم لن يحظوا بأي فرصة فيه. وإذا ما كانت القوات المواجهة لهم ذات مصداقية، سينسحبون بالتأكيد من المدن ويعودون إلى ملاذاتهم في المناطق الجبلية، وهناك سيكون من الصعب للغاية مطاردتهم".

وقال الرئيس السابق لجهاز استخبارات طلب هو أيضا عدم كشف اسمه "إننا نسير نحو طريق مسدود في هذه القضية... إننا في مأزق وهم يعرفون ذلك جيدا في المقلب الآخر...لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي، ومن جهة أخرى إن قمنا بتحرك ما، لن يكون ذلك كافيا بشكل تام... إننا نواجه وضعا سيستمر لفترة طويلة جدا".

ووافق مجلس الأمن الدولي الخميس على أن "تنتشر في مالي لفترة أولية تمتد عاما القوة الدولية لدعم مالي بقيادة أفريقية" ولكن على مراحل ومن دون تحديد جدول زمني لاستعادة السيطرة على شمال هذا البلد الذي يسيطر عليه إسلاميون.

ومن المقرر نشر 3300 عنصر برعاية الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "سيدياو" بدون تدخل مباشر من القوات الغربية. وقال الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الساحل رومانو برودي إن القوة لن تكون جاهزة لمباشرة عملياتها قبل ايلول/سبتمبر 2013.

وقال الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات "إن أردنا استئصال المشكلة فعلا سيترتب علينا ارسال قوات أفريقية وغربية، اغلاق الحدود -تتصورون حجم المهمة؟- وتمشيط المنطقة".

واضاف: "لن تكون قوة من ثلاثة ألاف عنصر كافية، بل سيترتب ارسال أكثر من ذلك بمئة مرة ولفترة طويلة... إننا بعيدون كل البعد عن هذه الامكانات... خذوا مثل أفغانستان، وسوف تفهمون".

وقال: "سوف نسدد ضربة في الفراغ... الخصم لن يكون حيث نتوقع"، مضيفا "سوف ينسحبون، يلجؤون إلى الجبال ويهاجمون لاحقا، في وقت لا ننتظر ذلك، ضمن مجموعات صغيرة تضرب وتنسحب على الفور... هذه الأسس البديهية لحرب الشوارع".

وفي مواجهة قوة منظمة، من المؤكد أن يعمد مقاتلو حركة الجهاد والتوحيد في غرب أفريقيا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأنصار الدين إلى الانسحاب من المدن الكبرى التي يحتلونها، وعندها قد يكون من الممكن ترصدهم، لكن ذلك يتطلب مشاركة قوات جوية غير متوافرة حاليا.

وقال الضابط الكبير: "باشرنا رصد طرق الانسحاب التي يمكن أن يسلكونها لمغادرة مراكز مثل تمبكتو وغاو وكيدال ووضع خرائط لها بواسطة التنصت على الاتصالات الهاتفية والمراقبة الجوية وعبر الأقمار الصناعية".

وتابع أن "المشكلة هي أن الوسائل الجوية لمهاجمة هذه الأرتال من الشاحنات الصغيرة غير متوافرة، أقله في الوقت الحاضر... الجيش الفرنسي ليس لديه مثل هذه الوسائل في المنطقة والطائرة الأميركية بدون طيار الأقرب إلى المنطقة هي في جيبوتي، أي خارج نطاق العمل... ينبغي أن يقتربوا من مسرح العمليات هذا، وهو أمر ممكن لكنه غير مدرج على جدول الأعمال حاليا".

والعقبة الأخرى التي يترتب تخطيها تكمن في اعداد قوات التدخل وتدريبها وتسليحها.

وأقر الجنرال كارت هام قائد القيادة العسكرية الموحدة الأميركية في مداخلة مؤخرا أمام مركز دراسات في واشنطن بأن "قوة سيدياو تم تدريبها وتجهيزها بشكل واف من أجل القيام بمهام حفظ السلام، لكن ليس من أجل نوع المهمة التي قد تكون ضرورية في شمال مالي".

المصدر : العرب اونلاين