الصفحة الرئيسية > الأخبار > مجتمع > المدينة المنورة في قلوب المسلمين

المدينة المنورة في قلوب المسلمين

الثلاثاء 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2012


المدينة المنورة دار هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم مأوى أفئدة المسلمين هذه الأيام جاؤوا إليها من مشارق الأرض ومغاربها تختلف ألسنتهم وألوانهم ويتحد هدفهم ومسعاهم.
من كل بقاع الأرض جاؤوا ليسلموا على رسول الله صلى عليه وسلم ويزوروا قبره ويسلموا على صاحبيه ويصلوا في بقعة من الجنة على هذه الأرض تقع ما بين بيته ومنبره صلى الله عليه وسلم، قال عنها وهو الصادق المصدوق إنها روضة من رياض الجنة.

كل المسجد النبوي مزارات هذه الأيام يمتلئ أركانه بالمصلين والمسبحين والمستغفرين الخاشعين الراغبين في تطهير أنفسهم وتنوير قلوبهم.

على باب السلام تتزاحم الملايين من المسلمين قاصدين قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا يجهش بالبكاء وهذا يلهج بالدعاء وذلك يتبتل خاشعا غاضا صوته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد امتحن الله قلبه للتقوى ووعده بالمغفرة.

دعاء بكل لغات الأرض وبكاء من كل الأعمار ورغبة جامحة للاقتراف من الخير في هذه الأرض المباركة التي يوجد بها أفضل خلق الله وآخر رسله، هذه الأرض التي طالما نزل فيها الروح الأمين على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالوحي من ربه.

القادمون هنا يستشعرون عظمة المكان وترى الشيخ المقعد والفتى اليافع والمرأة كلُُ يسعى لأن تمس قدمه أرض نزل فيها رسول الله صلى الله عليه والمهاجرون وتبوأها الأنصار الذين أحبوا من هاجر إليهم وآثروه على أنفسهم.

يتجول المسلمون هذه الأيام في مزارات المدينة، يزورون قبر ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والصحابة والتابعين في البقيع على بعد خطوات من الحرم المدني مسترشدين في ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم في زيارته لأهل البقيع ودعائه لهم.
الحرم النبوي هذه الأيام لا يخلو من المصلين والزائرين والمسبحين يمتلئ وتمتلئ ساحاته أوقات الصلاة ويعج بالذاكرين والمتبتلين كل ساعات الليل والنهار.

ساحاته المبلطة كلها محاريب للصلاة هذه الأيام ومضاجع لشيوخ وعجائز وشباب وشيب يريحون عليها أبدانهم يمرغون بها أجسامهم لعلها تمس أرضا وطئها قدم المصطفى صلى الله عليه وسلم أو أحد من صحابته.

الحجاج الموريتانيون اندمجوا في هذا المشهد، دخلوا الحرم النبوي فرادى وجُرافات وانشغل كل واحد منهم لما قدم من أجله.

يدخلون المسجد ويأسرهم جلال المكان فيقبلون على الله وينسون للحظات مشاهد تركوها خلفهم في سكن الحجاج ربما يكون نسيانها أفضل، ولعلها تختفي في قادم المواسم.

(و م ا)