الصفحة الرئيسية > الأخبار > الأولى > طمأنة وقلق بشأن الجفاف في موريتانيا

طمأنة وقلق بشأن الجفاف في موريتانيا

الجمعة 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011


بدأ وزراء ومسؤولون في اللجنة الدائمة لمكافحة آثار الجفاف في دول الساحل (سلس) نقاشا ضمن الدورة الـ46 لمجلس وزراء هذه المنظمة، لبحث واقع الجفاف في موريتانيا ومنطقة الساحل بشكل عام، إثر التراجع الكبير في مستويات الأمطار المسجلة هذا العام.

وحاول مسؤولو المنظمة طمأنة سكان الساحل بأن المنطقة لن تتعرض في الوقت الحالي لمجاعة أو لجفاف ماحق، خلافا لما يتردد في الأوساط المهتمة بالأمن الغذائي سواء في موريتانيا أو في المنطقة برمتها.

ونفى كل من وزير التنمية الريفية الموريتاني إبراهيم ولد امبارك والأمين العام لمنظمة سلس الحسيني بريتيودو -في تصريحين للجزيرة نت- أن تكون موريتانيا ومنطقة الساحل تواجه أزمة في التموين الغذائي في الوقت الحالي، أو أن هناك مؤشرات مقلقة على حصول مجاعة.

وشدد ولد امبارك على أن الوضع الحالي في موريتانيا "تحت السيطرة، ولا يستدعي أي قلق".

ورغم إقرار المسؤول الموريتاني بحصول تراجعات كبيرة في نسب هطول الأمطار هذا العام، فإنه أشار مع ذلك إلى أن حكومته ستعلن قريبا برنامجا خاصا للتدخل من شأنه أن ينقذ الثروة الحيوانية، ويبدد مخاوف مربي الماشية ويعيد الأمل للسكان القلقين على أمنهم الغذائي.

ويلمح الوزير الموريتاني في تلك التصريحات إلى خطة إنقاذ حكومية كان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد شكل لجنة وزارية لوضعها بعد اطلاعها على الأوضاع الميدانية في المناطق المتضررة، وينتظر أن تقرها الحكومة وتعلنها للرأي العام.

وقد سار بقية الوزراء ومسؤولو "سلس" على المنوال ذاته في خطاباتهم المطمئنة، رغم المخاوف المتصاعدة للسكان ومربي الماشية في موريتانيا على الأقل من حصول جفاف يقضي على أجزاء واسعة من ثروتهم الحيوانية.

قلق

ولكن سفير المندوبية الأوروبية في موريتانيا هانس جورج كاستن -وهو رئيس شبكة الشركاء الماليين والفنيين لسلس- دعا إلى تنفيذ الإجراءات والتوصيات المقترحة بشأن الإصلاحات المؤسسية والحكم الرشيد، سبيلا لمواجهة آثار الجفاف على دول الساحل.

وليست تصريحات المسؤول الأوروبي هي وحدها المعبرة عن الآثار السلبية الكبيرة المرتقبة جراء نقص الأمطار وجفاف المراعي، فقد دق برنامج الغذاء العالمي هو الآخر ناقوس الخطر من خطورة الوضعية الغذائية الراهنة في موريتانيا.

وقال منسق البرنامج في موريتانيا أوليفيه أفلامن للجزيرة نت إن 700 ألف شخص في موريتانيا مهددون بنقص حاد في الغذاء بسبب تأخر وضعف التساقطات المطرية لهذا العام، مشيرا إلى أن عددا أقل من النصف (نحو 300 ألف شخص) فقط تعرضوا العام الماضي لنفس المعاناة، بينما تضاعف العدد هذا العام.

وأكد أن موريتانيا تواجه هذا العام ظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية بسبب الآثار الناجمة عن الارتفاع العالمي لأسعار المحروقات والمواد الغذائية عالميا، وبسبب النقص في المراعي والأعشاب الناتج عن تراجع هطول الأمطار.

وأشار إلى أن التقييم الأخير -الذي أجراه البرنامج بالتعاون مع منظمتيْ الفاو وسلس- كشف عن انخفاض وصل إلى نحو 40% في الإنتاج المحلي من الحبوب، مقارنة مع متوسط إنتاج السنوات الخمس الماضية و48% مقارنة بإنتاج عام 2010 وحده.

متضررون

وأوضح أفلامن أن السكان الأكثر تضررا هم سكان المناطق الريفية وشبه الحضرية الأكثر هشاشة، والذين يعتمدون بالأساس في توفير حاجيات حياتهم على الزراعة ومتعلقاتها، حيث ستنعكس تلك التأثيرات بقوة على نمط حياتهم ووسائل عيشهم.

وتوقع حدوث هجرات جماعية من المناطق الريفية نحو المدن كنتيجة مباشرة لانخفاض مستوى الأمطار، وهشاشة المراعي.

ودعا الحكومة الموريتانية إلى إعلان خطة عمل لمواجهة الوضعية حتى يتمكن شركاء موريتانيا بالتوازي مع ذلك من مد يد العون للسكان المتضررين.

الجزيرة