الصفحة الرئيسية > الأخبار > سياسة > تصعيد متبادل بين معارضة وموالاة موريتانيا

تصعيد متبادل بين معارضة وموالاة موريتانيا

الاثنين 12 آذار (مارس) 2012


صعدت الموالاة والمعارضة في موريتانيا من لهجة خطابهما السياسي قبيل تظاهرات شعبية ينوي الطرفان القيام بها الاثنين والثلاثاء فيما يشبه الاحتكام إلى الشارع لمعرفة رأيه حول مستقبل النظام الذي بدأت المعارضة تطالب برحيله.

وطلبت أحزاب الأغلبية الحاكمة من الحكومة مزيدا من الحزم والصرامة مع من تصفهم بالخارجين على القوانين والنظم الديمقراطية المعمول بها في البلاد، فيما يبدو دخولا قويا لأحزاب الأغلبية على خط المواجهة المفتوح منذ أسابيع بين النظام وأحزاب منسقية المعارضة.

ووصفت الأغلبية في بيان صدر عنها الأحد أحزاب منسقية المعارضة بـ"الخوارج"، وأبدت استغرابها التام لما "تفوح به تصريحات وبيانات خوارج منسقية المعارضة القاطعة صلة الرحم الديمقراطي، الرافضة لغة الحوار الوطني هذه الأيام من روائح نتنة لإثارة الفتن قولا وفعلا وتدبيرا".

وقالت الأغلبية إن المعارضة تلجأ لإثارة الفتن عبر "إشاعة فواحش منطق العنف والغلو والتطرف والتحريض على الشغب والدعوة المكشوفة للعبث بكيان ومرتكزات النظام الديمقراطي القائم بإرادة أغلبية الموريتانيين وبقوة قوانين الجمهورية".

استنساخ الربيع
واستنكرت الأغلبية ما وصفته بالسقوط الشديد وتردي الخطاب السياسي للمعارضة، ورفضها "القوي والصارم" للمحاولات "البائسة" التي تقودها المعارضة في السر والعلن لاستنساخ ثورات الربيع العربي إلى موريتانيا التي لا تتوفر فيها مسببات قيام مثل تلك الثورات، حسب البيان.

وردا على اتهامات الموالاة رفضت منسقية المعارضة في بيان لها مساء الأحد ما ذهبت إليه الموالاة، وقالت إن بيانات الاستفزاز النارية التي بدأت تتوالى منذ أمس مما وصفته بأبواق النظام تظهر هلعه وارتباكه من تحركات المعارضة المطالبة بإسقاطه.

وأكدت على سلمية مسيرتها وحرصها على تمسكها بنهج النضال الديمقراطي المتحضر وحرصها على السلم الأهلي في موريتانيا، ودعت النظام إلى التحكم في أعصابه ومواجهة "رحيله الذي جناه عليه سوء تدبيره وعجزه عن الاضطلاع بمسؤولياته بما يلزم من عقل ورشد".

كما جزم حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي يرأسه زعيم المعارضة أحمد ولد داداه بأن حراك التغيير الذي بدأته المعارضة سيقطع رأس النظام ورجليه ويلقي به بعيدا في مزابل التاريخ.

وقال الحزب في بيان له إنه يترفع عن الإجابة على الموالاة المصابة بداء "المولاة المزمن" حيث ستكون أول من سيأتي "مصفقا ومباركا عند سقوط النظام"، وأضاف أنه يؤكد للرئيس محمد ولد عبد العزيز "أننا قادمون وأن زحفنا سيقطع دابره وسيخلص البلاد والعباد من شروره".

وعادت لغة التصعيد والاتهامات المتبادلة بقوة منذ أكثر من أسبوع إلى الساحة الموريتانية، وينتظر أن تتجه الأمور إلى مزيد من التصعيد في ظل إصرار المعارضة على إسقاط النظام، ومطالبة الأغلبية من حكومتها بمزيد من الحزم والصرامة في مواجهة من تصفهم بالخوارج والمارقين.

المصدر: «الجزيرة»